الدورات الرمضانية.. بيزنس ورياضة مجتمعية

تعود الحياة إلى ملاعب الدورات الرمضانية خلال الشهر المعظم لهذا العام في الإمارات، وذلك بعدما توقفت لمدة عامين بسبب الإجراءات المتخذة من قبل الجهات الرسمية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وبعودة الدورات الرمضانية تعود الحياة مرة أخرى إلى الرياضة المجتمعية التي تعتبر سوقاً رائجاً في رمضان الإمارات، وذلك من واقع الدورات الرياضية الكبرى التي تقام في شهر رمضان من كل عام، وحجم الأموال الضخمة التي تصرف في تنظيمها، وكذلك أموال الرعاية التي تحظى بها الدورات الرمضانية من كبرى الشركات التي تفضل رعاية الفرق والدورات نسبة للمشاهدة العالية سواء من داخل الصالات أو الملاعب، أو عبر شاشات البث التلفزيوني.

وتعتبر كذلك الدورات الرمضانية في الإمارات سوقاً كبيراً للاعبين خصوصاً لاعبي كرة قدم الصالات، الذين ينتعش سوقهم في الشهر الكريم، إذ تتسابق الفرق وأندية المؤسسات الحكومية والخاصة للتعاقد معهم للانضمام إلى صفوفها وتمثيلها في الدورات الرمضانية؛ ما يجعل أسعارهم ترتفع في رمضان، بفعل الإقبال المتزايد للتعاقد معهم، وأيضاً ينشط سوق المحترفين من خارج الدولة تحديداً في لعبة قدم الصالات، إذ تعمد بعض الفرق للتعاقد مع لاعبين محترفين لصناعة الفارق لمصلحة فرقهم الباحثة عن التتويج بالبطولات الرمضانية والمنافسة عليها.

ويزاحم لاعبو البادل تنس هذا العام لاعبي كرة الصالات في الاستقطابات، إذ سعت الكثير من المؤسسات خلال الفترة الماضية للتعاقد مع لاعبين في بطولة البادل تنس، وذلك بهدف تسجيلهم ضمن كشوفات فرقهم المشاركة في الدورات الرمضانية خصوصاً في ظل الإقبال الكبير الذي تجده لعبة البادل تنس في الدولة حالياً، واعتمادها في عدد كبير من الدورات الرمضانية، وتخصيص بطولات لها، بجوائز مالية كبيرة إذ بلغت القيمة الإجمالي لبطولة البادل تنس في دورة ند الشبا 550 ألف درهم، وذلك بخلاف بطولتي عجمان للدوائر الحكومية وبطولة البادل تنس التي ينظمها موقع فعاليات الشارقة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.

إقرأ أيضاً.. الجزيرة يواجه شباب الأهلي والنصر يستضيف الشارقة في دوري أدنوك

مكافآت مالية

وبدورها، ترصد اللجان المنظمة للدورات الرمضانية مبالغ مالية كبيرة كجوائز للفرق المشاركة، إضافة إلى الجوائز العينية تقدم للجماهير الحاضرة في المدرجات والتي تتنوع بين الهدايا النقدية والسحوبات على السيارات.

وتتصدر النسخة التاسعة لبطولة كأس منصور بن زايد لكرة القدم، ودورة ند الشبا في نسختها التاسعة مشهد البطولات الرمضانية لهذا العام علماً بأن الجوائز المالية المرصودة لدورة ند الشبا الرياضة في ألعابها الثمانية تبلغ 3.5 مليون درهم.

ويشارك في النسخة التاسعة من بطولة كأس منصور بن زايد لكرة القدم لعام 2022، ثمانية فرق، وتلعب كل مبارياتها على ملعب فندق قصر الإمارات في العاصمة أبوظبي، والتي تحظى برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، تنطلق مساء الاثنين المقبل، وتنظمها وزارة شؤون الرئاسة وتقام مبارياتها في ملاعب فندق قصر الإمارات، خلال الفترة ما بين 4 أبريل الجاري و20 من الشهر ذاته، والفرق المشاركة هي: مكتب الأمين العام، مكتب البعثات الدراسية، مدارس الإمارات الوطنية، وكالة أنباء الإمارات «وام»، دائرة القضاء، الأرشيف والمكتبة الوطنية، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ونادي سيتي غولف.

الدوائر الحكومية والمؤسسات في عجمان

وتنطلق أيضاً في الثالث من رمضان النسخة الثانية لبطولة الدوائر الحكومية والمؤسسات التي تنظمها دائرة الموارد البشرية لحكومة عجمان بالتعاون مع مركز كواترو الرياضي، تحت رعاية سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، وتستمر حتى الـ18 من شهر رمضان المبارك، بمشاركة فرق من الدوائر الحكومية والمؤسسات في إمارة عجمان في منافسات بطولة كرة القدم، وبطولة البادل تنس، بإضافة إلى برنامج اللياقة البدنية للسيدات.

وتجد بطولة عجمان الرمضانية رعاية من عدد من الشركات التجارية وهي: الرسمي للبطولة سيتي فلاش والراعي الذهبي شركة الفطيم للسيارات، وشركة اتصالات، إضافة إلى الرعاة الداعمين غرفة عجمان، وشركة الباشا للعقارات، والرعاة الفرعيين جي جا للعقارات، والسعيدي للعقارات، والعربية للإعلانات، وأتلانتس للعقارات، ولافيش للعطور، وروماريو للرياضة.

بطولة "القابضة (ADQ)"

وامتداداً للدورات الرمضانية في 2022، تنظم «القابضة (ADQ)» واتحاد الإمارات العربية المتحدة لكرة القدم، بطولة خاصة بكرة القدم يشارك فيها 35 فريقاً من «القابضة (ADQ)» وشركات محفظتها، في منافسة ودية تحت الإشراف الفني والتحكيمي والتنظيمي لاتحاد الإمارات لكرة القدم، تضم أكثر من 500 لاعب.

ويشارك في المباريات النهائية لاعبو كرة قدم حاليون وسابقون وناشئون، إضافة إلى منتخب الأولمبياد الخاص الإماراتي لكرة القدم، وسيعود ريع عائدات المباريات إلى مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم.

عودة الجماهير

وستمنح عودة الجماهير إلى المدرجات الدورات الرمضانية رونقاً خاصاً، وذلك بعد قرار الجهات المختصة بالسماح للجماهير بالتواجد في الملاعب وحضور الأنشطة في الدولة، الأمر الذي سيزيد قوة المنافسة والإثارة بين الفرق المشاركة، لا سيما أن الجماهير في الإمارات متشوقة إلى متابعة لاعبيها في الدورات الرمضانية التي تجتذب مشاهدة عالية بفعل الترويح والمتعة التي يجدها فيها الجمهور، ما يجعل الإقبال عليها كبيراً من قبل المشجعين خصوصاً أن هناك كثيرين يأتون لدعم فرق مؤسساتهم التي يعملون بها ما يؤدي إلى تزايد حضور الدورات بشكل لافت.

وتقديراً لدور الجمهور وأهميته، تخصص اللجان المنظمة للدورات الرمضانية مكافآت للجماهير الحاضرة، وذلك لتشجيع المزيد من المشجعين للإتيان ودعم فرقهم من داخل الملاعب والاستمتاع بالأجواء الرمضانية، عطفاً على أن الهدف الرئيسي من تنظيم الدورات الرمضانية هو تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع عبر الرياضة وتقوية الروابط بين العاملين في القطاعين الحكومي والخاص.