تعتبر مسيرة المهاجم الإنجليزي آندي كارول، أحد القصص المؤلمة في عالم كرة القدم، إذ تتعلق بتدحرج مسيرة لاعب من القمة إلى القاع في ظرف وجيز.
ووقع ليفربول مع لويس سواريز، وآندي كارول، في نفس سوق الانتقالات الشتوية في عام 2011، لتعويض فرناندو توريس المنتقل وقتها إلى تشيلسي.
وفي وقت حقق فيه الأول نجاحاً رياضياً واقتصادياً، دخل الثاني في قائمة أسوأ التعاقدات في تاريخ الدوري الإنجليزي.
ما دفع ليفربول لضم مهاجم نيوكاسل آنذاك كان رقماً قياسياً بلغ 40 مليون يورو، جعل من كارول أغلى لاعب إنجليزي في التاريخ في ذلك الوقت، والمصادفة أنه لا يزال حتى الآن اللاعب الإنجليزي الأغلى في تاريخ ليفربول، وبشكل عام يحتل المركز العاشر في قائمة أعلى الصفقات في تاريخ النادي.
مبلغ لم يعرف آندي كارول كيف يترجمه إلى أداء مع ليفربول، بعدما سجل 11 هدفاً في موسمه الأول مع نيوكاسل، بالإضافة إلى 17 هدفاً في الموسم الذي سبق انتقاله للريدز، لكنه ضل طريق الشباك بقميص ليفربول.
قضى كارول موسماً واحداً كاملاً فقط مع ليفربول، حيث سجل 4 أهداف فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو سجل غير كافٍ لفريق كان يحاول استعادة أمجاده مع كيني دالغليش كمدرب في ذلك الوقت.
وانتهى الأمر بالمهاجم الإنجليزي، وهو لاعب دولي مطلق بين عامي 2010 و2012، بخسارة مركزه في الفريق حتى أنقذه وست هام من دكة الاحتياط بضمه على سبيل الإعارة أولاً، ثم في وقت لاحق وقع معه بشكل دائم بنحو 20 مليون يورو، وكان أيضاً أغلى صفقة في تاريخ الهامرز في ذلك الوقت.
وخلال 6 مواسم مع النادي سجل 34 هدفاً، و17 تمريرة حاسمة، في 142 مباراة، في فترة عرفت تزايد إصاباته بشكل مثير للقلق، ما ساهم أيضاً في استمرار تدهور مسيرته بشكل كبير، خلافاً للتوقعات في شبابه التي كانت تتوقع أن يكون أحد أفضل المهاجمين في العالم.
وعندما انتهى عقده مع وست هام، عاد كارول لنيوكاسل في عام 2019، وأمضى الموسمين الماضيين كلاعب للنادي الذي قدمه لكرة القدم الإنجليزية، لكنه بالكاد تمكن من ترك بصمته (هدف واحد في 43 مباراة).
وفي الواقع، كانت دقائق لعبه معدودة: 6 دقائق في مايو، وواحدة في أبريل، و4 دقائق أخرى في مارس. وفي الصيف تُرك بدون نادٍ، بعد نهاية عقده مع نيوكاسل.
وهو ما كان عليه الحال حتى أعلن ريدينغ الممارس في دوري البطولة الإنجليزية «تشامبيونشيب» مؤخراً ضمه لمدة شهرين، وهي استراتيجية شائعة جداً في إنجلترا تتبعها أندية كرة القدم مع اللاعبين الذين لا يستطيعون الحفاظ على لياقتهم البدنية لفترة طويلة، وتعتبر العقود القصيرة الأجل كفترة اختبار قبل منحهم عقوداً أطول تدريجياً بناءً على مستوياتهم على أرضية الملعب.
يحتل ريدينغ المركز الـ16 في دوري البطولة الإنجليزية «تشامبيونشيب»، ولم يحقق سوى فوز واحد في آخر 5 مباريات. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم خصم 6 نقاط من رصيده مؤقتاً بسبب خروقات اقتصادية. ليكون هذا هو الواقع الجديد للمهاجم الذي كان منذ ما يقرب من عقد من الزمان أغلى لاعب كرة قدم إنجليزي.