الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

الأزمات تحاصر تشيلسي.. عقوبات رادعة وتجميد أصول ومصاريف تسيير كارثية

أعلنت الحكومة البريطانية عن تجميد أصول رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، وهو ما أوقف خطته لبيع ناديه تشيلسي المنتمي للدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وعلاقته المزعومة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال تشيلسي في بيان رسمي عقب إعلان العقوبات على مالكه: «بحكم ملكية أبراموفيتش لتشيلسي بنسبة 100%، سيُفرض على النادي نفس نظام العقوبات الذي يخضع له أبراموفيتش».

واشترى رومان أبراموفيتش نادي تشيلسي في عام 2003، بصفقة كلفته 140 مليون استرليني، وقادهم إلى أفضل حقبة في تاريخهم، حققوا خلالها عدة ألقاب أبرزها الدوري الإنجليزي 5 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الأوروبي مرتين، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.

مفترق طرق

وبعد سنوات من الصرف البذخي على تعزيز الفريق بأبرز اللاعبين في العالم، ومنحهم أعلى الرواتب، وتوفير كل سبل الراحة لهم، يجد النادي نفسه في مفترق طرق، وملزماً حتى إشعار آخر، بتقييد مصروفاته.

إقرأ أيضاً.. تشيلسي مهدد بعدم إكمال الموسم.. ومصائب جديدة منتظَرة

وأفادت صحيفة «ذا صن»، بأن أبراموفيتش تلقى ما يزيد على 300 عرض لشراء تشيلسي، الذي يقدره بمبلغ 3 مليارات جنيه استرليني.

وحسب نفس المصدر، فإن أبراموفيتش ورغم أنه لا يزال لديه نحو ملياري استرليني كديون على تشيلسي، لكنه رفض عروضاً رسمية لتعويضه بقيمة 2.5 مليار جنيه استرليني.

لكن الآن بعد تجميد جميع أصوله، قد يكون رومان أبراموفيتش قد خسر فرصة بيع النادي، ليصبح النادي معرضاً للكثير من المتاعب والصعوبات، التي قد تعصف باستقراره.

ناقوس الخطر

ودقت تقارير صحافية، الجمعة، ناقوس الخطر في البلوز، إذ أكدت «ذا صن» أن النادي معرض لخسائر بقيمة 600 ألف استرليني في المباراة الواحدة بسبب تجميد منع بيع التذاكر.

العقوبات تطوِّق تشيلسي

عقوبات عدة وجد نادي تشيلسي نفسه مطوقاً بها منذ الخميس، أبرزها منعه من شراء أي لاعبين في فترات الانتقالات القادمة، أو منح عقود جديدة للاعبين الحاليين.

ومن المقرر أن يخسر تشيلسي العديد من النجوم الكبار هذا الصيف، بعد العقوبات التي تعني أنه لا يمكنهم تجديد عقود لاعبيهم.

المدافعون سيزار أزبيليكويتا، وأنطونيو روديغر، وأندرياس كريستنسن، لديهم عقود تنتهي صلاحيتها في الصيف. الأمر نفسه ينطبق على المعار ساؤول نيغيز، حيث لم يعد تشيلسي قادراً على تفعيل خيار شرائه من أتلتيكو مدريد.

من جهة أخرى، أفادت تقارير صحفية مختلفة، بأن مديرة تشيلسي مارينا جرانوفسكايا قد تغادر منصبها أيضاً في المستقبل القريب.

لا للبيع

وتشمل العقوبات منع رومان أبراموفيتش من بيع النادي، بحجة الخوف من استغلال أموال بيع تشيلسي لدعم روسيا في الحرب مع أوكرانيا، نظراً إلى قرب رجل الأعمال الروسي من فلاديمير بوتين.

وسيُمنع رومان أبراموفيتش من القدوم إلى بريطانيا ومن ممارسة الأعمال التجارية بها بعد تجميد جميع أصوله، فيما تم منح البلوز ترخيصاً خاصاً لمواصلة اللعب، لكن أبراموفيتش لن يحصل على أي أرباح من النادي.

ولن يُسمح لأبراموفيتش بأخذ أي أموال من الصفقة، أو إبداء أي رأي بشأن البيع، وستتكلف الحكومة البريطانية بالصفقة بشكل كامل، وستحدد بعد ذلك أين تذهب الأموال.

إغلاق المتاجر

تم إغلاق متاجر نادي تشيلسي بعد ساعتين من صدور العقوبات في حق مالكه الروسي رومان أبراموفيتش من قبل حكومة المملكة المتحدة.

لا يمكن شراء البضائع أو بيعها في متاجر النادي، ومن غير المحتمل أن يُعاد فتحها حتى يتم العثور على مالك جديد للنادي.

ووفقاً لصحيفة «ذا صن» قام الأمن بإغلاق مداخل المتاجر، وتم تعليق لافتة كتب عليها: «نظراً لإعلان الحكومة الأخير، سيتم إغلاق المتاجر اليوم حتى إشعار آخر».

وسيتعين على تشيلسي الاعتماد على إيرادات يوم المباراة مثل الطعام والشراب كمصدر وحيد للدخل في المستقبل المنظور.

وقد تمتد عقوبات تشيلسي خارج الملعب إلى أرض الملعب، مع احتمال خصم 9 نقاط من رصيد الفريق في البريمييرليغ إذ تدخل مالك النادي في الإدارة العامة.

تجميد بيع التذاكر

باستثناء تذاكر المباريات التي تم شراؤها بالفعل قبل 10 مارس، يمكن فقط لحاملي التذاكر الموسمية الحاليين حضور المباريات القادمة لتشيلسي، حيث تم منع النادي من بيع أي تذاكر لمبارياته القادمة حتى إشعار آخر.

يمكن لجماهير الأندية الزائرة شراء تذاكر المباريات ضد تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج» من خلال ناديهم، وستذهب الأموال إلى الدوري الممتاز وليس تشيلسي، حتى يتم حل هذا الأمر.

مصاريف السفر

قد يُمنع تشيلسي من السفر بطائرة خاصة لحضور مباريات دوري أبطال أوروبا، بسبب القيود الحكومية الصارمة على السفر.

وتنص العقوبات على السماح بتكاليف معقولة للسفر من وإلى المباريات، بما لا يتجاوز 20 ألف جنيه استرليني لكل مباراة.

ولوضع ذلك في سياقه، قد تكلف رحلة العودة على متن طائرة خاصة للسفر الداخلي لحوالي 50 شخصاً ضِعف هذا المبلغ.

وعادة ما يسافر تشيلسي باللاعبين، والجهاز الفني والتدريبي، والمسعفين والأمن، ويقيمون عادة لليلة واحدة. لذلك سيتعين عليهم تقليص النفقات بشكل ملموس لكي يندرجوا ضمن المبادئ التوجيهية الجديدة.

ومع ذلك، يسافر الكثير من أندية الدرجة الأولى في إنجلترا من وإلى المباريات في القطار، وهناك وسائل لتقليص الميزانيات والتأقلم. لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو مدى قدرة النادي على تقليص نفقات السفر في رحلاته خارج البلاد لخوض مباريات دوري الأبطال.

وعموماً، تتخطى مصاريف تسيير أندية صغيرة الحجم هذا المبلغ، وهو ما يضع تشيلسي حامل لقب دوري الأبطال تحت وطأة الكارثة.

انسحاب الرعاة

الراعي الرئيسي لقمصان الفريق الأول لتشيلسي شركة «تري يو كاي» البريطانية للاتصالات، أعلنت في بيان رسمي تعليق شراكتها التجارية مع النادي، بعد قرار المملكة المتحدة بتجميد أصول مالكه الروسي رومان أبراموفيتش.

هذا يعني أن تشيلسي خسر صفقة الرعاية البالغة قيمتها 40 مليون جنيه استرليني سنوياً مع شركة الاتصالات.

عمليات مالية لا يشملها المنع

حسب موقع «ذا أتلتيك»، سيمسح لتشيلسي بلعب مبارياته بجميع المسابقات بشكل طبيعي، ودفع رواتب ومكافآت جميع العاملين بالنادي، بما في ذلك أجور اللاعبين، والجهاز التدريبي المعين من قبل النادي. وكانت فاتورة الأجور السنوية لتشيلسي، كما هو مدرج في آخر حساباتهم المقدمة، 333 مليون جنيه استرليني. يوظف النادي حوالي 1000 موظف، إما في«ستامفورد بريدج»، أو ملعبهم التدريبي في «كوبهام»، مع وجود آخرين بدوام جزئي في أيام المباريات.

الترخيص الحكومي

بموجب الترخيص الحكومي الخاص، يجب أن يظل النادي قادراً على الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالرواتب، مما يضمن استمرار جميع الموظفين، يشمل ذلك اللاعبين والمدربين في فرق الرجال والسيدات، بالإضافة إلى الموظفين الطبيين والإداريين والأمنيين، وكذلك أي مديرين مستحقين أجراً من النادي، ما دام أن هناك احتياطيات نقدية كافية لتغطية تلك التكاليف.

كما سيستمر النادي في دفع التكاليف الأخرى المرتبطة مباشرة بالضرائب، والتأمين، والصيانة المستمرة، والتفتيش لضمان سلامة وأمن المباني، ولكن لن يسمح بأي أعمال جديدة سواء في الملعب أو ملعب التدريب.

ولكن السؤال الأهم هو.. هل لا يزال بإمكان أبراموفيتش بيع النادي رغم العقوبات؟

المفترض هو أنه لا يزال من المحتمل أن يكون قادراً على المضي قدماً في عملية البيع، على الرغم من أنه سيتعين عليه إثبات أنه لن يستفيد من أي من العائدات.

بالنظر إلى أن أبراموفيتش قد أشار بالفعل إلى أنه ينوي منح جميع عائدات البيع الصافية «لضحايا الحرب في أوكرانيا»، فإن ذلك من شأنه أن يوحي بوجود مجال لإتمام صفقة.

ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء إدارة تشيلسي مع مسؤولين حكوميين في وقت لاحق لمناقشة تداعيات العقوبات. وفي غضون ذلك، سيكون على النادي محاولة ترشيد نفقاته حتى إشعار آخر.