أظهرت أحدث البيانات الرسمية، أن ما يقارب من نصف البالغين في بريطانيا يقتصدون من كميات الطعام التي يشترونها، حيث تجبرهم أزمة كلفة المعيشة الناتجة عن معدلات التضخم المرتفعة على تقليص مشترياتهم الأسبوعية من المتاجر.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن معدلات التضخم العالية باتت تؤثر بشكل كبير على سلوكيات المستهلكين في بريطانيا، حيث خلص استطلاع رأي أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية الشهر الماضي، أن 44% من البالغين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم باتوا يقتصدون في كميات المواد الغذائية التي يشترونها، مقارنة بـ18% في بداية العام.
وتعليقاً على ذلك قال مكتب الإحصاء الوطني، إن تراجع شراء المستهلكين للمواد الغذائية كان له تأثير ملحوظ على المتاجر والبائعين الرقميين في بريطانيا، حيث كانت فواتير المتاجر الصغيرة هي العامل الرئيسي الذي ساهم في انخفاض مبيعات التجزئة في بريطانيا بنسبة 0.5% الشهر الماضي.
ومن ناحية أخرى أفادت المتاجر ومنافذ السلع المنزلية أيضاً عن إحجام المستهلكين عن الإنفاق نتيجة لارتفاع كلفة المعيشة.
وقالت وكالة الإحصاء البريطانية إن الانخفاض بنسبة 1.6% في حجم مبيعات المواد الغذائية يبدو أنه مرتبط بالتضخم الذي وصل لأعلى مستوى له في 40 عاماً عند 9.1% في مايو الماضي.
وقال اتحاد التجزئة البريطانية الذي يمثل تجار التجزئة، إن المتسوقين كانوا يبتعدون عن العلامات التجارية المميزة بحثاً عن خيارات أرخص، بينما كانوا يسعون بهدف توفير ميزانية الأسر.
وقالت الرئيس التنفيذي لاتحاد التجزئة البريطانية هيلين ديكنسون، إن الأسر البريطانية خفضت من معدلات إنفاقها حيث تستمر أزمة كلفة المعيشة في الضغط على طلب المستهلكين،
وقبل عام من الآن بلغ معدل التضخم السنوي 2.1%، وهو أعلى بقليل من هدف الحكومة البالغ 2%، إلا أنه ارتفع بشكل مطرد خلال الأشهر الـ12 الماضية، ويتوقع بنك إنجلترا المركزي بلوغ أن يجاوز المعدل 11% من وقت لاحق من هذا العام.
وكان حجم مبيعات التجزئة في الربع المنتهي في مايو أقل بنسبة 2.8% من الفترة نفسها من عام 2021، رغم أنه لا يزال مرتفعاً عن مستويات ما قبل الوباء.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الانخفاض في مبيعات التجزئة كان أكثر وضوحاً عندما تم استبعاد إنفاق سائقي السيارات على البنزين والديزل، وعلى هذا الأساس تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% على أساس شهري و1.5% خلال الربع.
وقالت نائبة مدير مكتب الإحصاء الوطني للاستطلاعات والمؤشرات الاقتصادية هيدز بوفيل، إن انخفاض مبيعات التجزئة في مايو، جاء بسبب انخفاض مبيعات المواد الغذائية.
وتشير التعليقات الواردة من متاجر المواد الغذائية أن العملاء باتوا ينفقون أقل على المواد الغذائية الخاصة بهم بسبب ارتفاع كلفة المعيشة.
وقالت ليندا بيثريك، قائدة التجزئة في شركة Accenture في المملكة المتحدة وأيرلندا، إن الانخفاض في المبيعات لن يكون مفاجئاً لقطاع التجزئة الذي يواجه ارتفاعاً سريعاً في التكاليف والضغط لإبقاء الأسعار منخفضة للأسر المتعثرة.
وأشارت إلى أن التضخم لا يزال يمثل مشكلة رئيسية لشركات البيع بالتجزئة التي يتعين عليها مواجهة تكاليف سلسلة التوريد المتزايدة.
إقرأ أيضاً:
سوق العقارات العالمي يدخل حالة الصدمة بسبب التضخم والفائدة