الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الشركات الصينية تستقبل الصيف بخفض الأجور وشح فرص العمل

الشركات الصينية تستقبل الصيف بخفض الأجور وشح فرص العمل

خلال السنوات الماضية، كان أصحاب المصانع في الصين، يشعرون دوماً بالقلق، تجاه قدرتهم على توفير العمالة الجديدة، ويحرصون دوماً على تقديم مُغريات لضم العمال الجدد، إلّا أنَّ الأحوال تغيرت في 2022، إذ تراجعت فرص العمل، وخُفِّضت الأجور، بحسب تقرير موسع نشره موقع «ساوث تشاينا مورننغ بوست».

أجور منخفضة

«9 يوانات (1.30 دولار أمريكي) في الساعة، إذا لم تقبل ذلك فيمكنك الرحيل»؛ كانت تلك كلمات مالك مصنع للإلكترونيات في مقاطعة غوانغدونغ، مخاطباً العشرات من طلاب المدارس المهنية، الذين يقفون أمامه باحثين عن العمل، في الفترة الصيفية؛ ما يكشف حجم التراجع في وجود فرص العمل في الصين، وتدهور الأجور.

ولقي الفيديو تفاعلاً كبيراً في الصين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وترك الملايين منهم تعليقات غاضبة، معبرين عن أسفهم تجاه تدنّي الأجور، معربين عن تعاطفهم مع العمال في جميع أنحاء البلاد الذين يفقدون وظائفهم أو يجدون رواتبهم وهي تتقلص وتتراجع، في الوقت الذي تواجه الشركات تحديات عديدة، بداية من فيروس كورونا، إلى تعثُّر الطلبات الدولية.

ونقل التقرير عن مدير وكالة عمل في شاوجوان في غوانغدونغ الصينية، هوا لاوشي قوله: «نجد الكثيرين في الصناعة التحويلية، يعترفون أن ذلك القطاع يواجه أصعب عام له منذ عام 2008، ومنذ سنوات عديدة، كان أصحاب الصناعة في الصين يشعرون بالقلق بشأن نقص العمالة، لكن الحال تغيّر، ولم يَعُد هو الحال هذا العام، فعشرات المصانع في جميع أنحاء مقاطعة غوانغدونغ، لم تقُمْ بتوظيف عمّال جُدد».

تضرر الشركات

كانت الشركات الصغيرة الأكثر تضرراً من عمليات الإغلاق لمواجهة انتشار فيروس كورونا، في المدن الكُبرى في شهرَيْ أبريل ومايو.

وأوضح التقرير أنه تمت مقابلات مع 950 شركة، ووجِد أن 26% من الشركات متناهية الصغر، والتي لديها أقل من 50 موظفاً، شهدت خسارة بنسبة 50-75% في الأعمال بين أبريل ومايو، بينما قال 11% منها إنها كانت تقريباً غير قادرة على إدارة أعمالها على الإطلاق.

كما قالت 6% فقط من الشركات الكُبرى، والتي توظف أكثر من ألف موظف، إنها سجلت خسائر تتراوح بين 50 و75%، وقالت 1% منها إنها غير قادرة على العمل.

وأفاد حوالي 9% من الشركات متناهية الصغر، أن أعمالها لم تتأثر بعمليات الإغلاق خلال هذه الفترة، في حين بلغت النسبة في الشركات الكُبرى 32%.

تراجع فرص العمل

قال بنغ بياو، المتخصص في سلسلة توريد الملابس «أشهر الصيف عادة ما تكون ذروة الإنتاج بالنسبة للصناعة التحويلية في الصين، وحتى خلال ذروة الحرب التجارية في عام 2019، وفي العامين الماضيين اللذين شهدا اضطرابات بسبب جائحة كورونا، استأجرت المصانع في نهرَيْ اليانغتسي واللؤلؤ أعداداً كبيرة من العمالة المؤقتة بين يونيو وأغسطس، ومعظمهم من الطلاب والخريجين من المدرسة الإعدادية أو المدرسة الثانوية المهنية، وكانت أجورهم أكثر من 4 آلاف يوان شهرياً، لكن الأجور تراجعت، ولا يحصل العمال المخضرمون على هذا الأجر خلال العام الجاري».

ولفت التقرير إلى أنه من المعتقد أن الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر ستمتنع عن توظيف عمالة جديدة، وربما تلجأ إلى تسريح العمال، بينما تتجه الشركات الكبيرة إلى إبطاء عملية التوظيف.

ونقل التقرير عن مدير مصنع في هويتشو، لي شنغ قوله: «في الماضي، كان هناك كشك كبير أمام كل مصنع في دونغقوان وشنتشن وهويتشو، يتم من خلاله توظيف العمال، ودائماً تجده مشغولاً على مدار الساعة، أمّا في العام الجاري، فلا يمكنك أن تجد تلك الأكشاك مفتوحة».