السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

روسيا تشتري الحبوب من مناطق أوكرانية

روسيا تشتري الحبوب من مناطق أوكرانية

في قرية خاضعة للسيطرة الروسية في شرق أوكرانيا، تحيط أطنان من الحبوب بفيكتور مولوتوك، المسؤول عن إدارة مزرعة، بات الروس وحدهم زبائنه لشراء منتجاتها.

ويقول ضاحكاً «لن نجوع، هذا أمر مؤكد. أمّا بالنسبة لأوروبا، فلست متأكداً».

التقت فرانس برس مولوتوك خلال جولة للصحفيين نظّمها الجيش الروسي في ظل رقابة مشددة.

ويدير مولوتوك مزرعة مساحتها 5500 هكتار في قرية كالميكيفكا، في منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا التي أعلنت موسكو السيطرة عليها كاملة مطلع يوليو.

ويتجّنب الخوض في أي حديث عن السياسة، بينما يؤكد بأن الأمور تسير جيّداً على الصعيد التجاري.

تغيّر أمر واحد، على حدِّ قوله، وهو هوية زبائنه. بات اليوم يبيع الحبوب وبذور دوار الشمس لزبائن روس. وقال «تعمل شركتنا تماماً كما كانت تعمل سابقاً»، مؤكداً أن أيّاً من العمال لم يغادر.

وقال مولوتوك إنه اضطر للبحث عن خيارات «لوجستية جديدة»، وتواصل مع شركات روسية. وأضاف «نبيع لمن يعطينا السعر الأفضل».

وتعدُّ أوكرانيا التي لطالما أطلق عليها «سلة خبز» أوروبا من أكبر منتجي الحبوب في العالم. وقد عرقلت الحرب بشكل كبير تصدير الحبوب، وأثارت مخاوف من أزمة جوع تتجاوز بكثير حدود البلدين المتحاربين.

وقد علقت آلاف أطنان الحبوب في الموانئ الأوكرانية منذ أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه أواخر فبراير.

وقد وقعت كييف وموسكو الجمعة اتفاقاً يسمح بتصدير بين 20 و25 مليون طن من الحبوب العالقة في أوكرانيا. لكن كييف أعلنت السبت أن قصفاً روسيّاً أصاب أوديسا أكبر موانئ تصدير الحبوب في البحر الأسود.

وتتهم كييف الروس بسرقة محاصيلها في المناطق التي احتلوها لاستخدامها في الاستهلاك المحلي أو إعادة بيعها في الخارج. كما تتهمهم بقصف الحقول بهدف الإضرار بالمحاصيل.

بدورها، تنفي موسكو الاتهامات.

ويقول المزارع مولوتوك إنه لا يعرف مصير الحبوب التي يبيعها فور وصولها إلى روسيا، لكنه لا يستبعد بأن تباع إلى بلدان أُخرى.

ويؤكد «نبيع عبر تجّار إلى روسيا. لا يمكنني تحديد وجهة هذا الإنتاج بشكل مؤكد».

ويضيف «ربما يأخذونها إلى أفريقيا أو آسيا، لا أعرف».

ومنذ مطلع العام، باع 800 طن من بذور دوار الشمس إلى روسيا عبر شركات في أراضٍ يسيطر عليها الموالون لروسيا.

ورغم تأكيد العمال أن كالميكيفكا سقطت في أيدي القوات الروسية من دون قتال، بينما لم ير فريق فرانس برس أي علامات دمار، فإن معارك عنيفة دارت على بعد عشرات الكيلومترات فحسب.

وقال مولوتوك إن المزارعين «سمعوا صدى المدفعية» خلال المعارك التي استمرت لأسابيع للسيطرة على ليسيتشانسك، المدينة التي سقطت في قبضة قوات موسكو مطلع يوليو.

وعلى بعد 600 كلم في منطقة زابوريجيا (جنوب شرق) الخاضعة جزئياً لسيطرة القوات الروسية، تمتد حقول القمح على مدِّ النظر.

وتحصد آلة الذرة. وتفرّغ شاحنات حمولتها في باحات صناعية في مدينة ميليتوبول التي سقطت في أيدي القوات الروسية في الأسبوع الأول من الهجوم الروسي.