الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

خلافات تعصف بالتعاون الاقتصادي في قمة «العشرين» المقبلة

خلافات تعصف بالتعاون الاقتصادي في قمة «العشرين» المقبلة

تستضيف إندونيسيا، التي تتولي رئاسة دول مجموعة العشرين في دورتها الحالية، اجتماعات قمة المجموعة في شهر نوفمبر المقبل، وسط توترات شديدة تحيط باجتماعاتها، خاصة بعد فشل اجتماع وزراء مالية وقادة البنك المركزي بدول المجموعة، في التوصل لاتفاق حول بيان مشترك في ختام اجتماعهم في شهر يوليو الجاري، بسبب الخلافات حول الحرب في أوكرانيا، بحسب تقرير نشره موقع «نيكي آسيا» يوم الأحد.

وتتولى إندونيسيا رئاسة مجموعة العشرين خلال العام الحالي 2022، وتأمل في أن تنجح في قيادة دول المجموعة إلى تحقيق اتفاقيات تكلل قيادتها بالنجاح.

وكانت مجموعة العشرين قد تأسست عام 1999، بعد عامين من الأزمة المالية الآسيوية، كمنتدى لضمان الاستقرار المالي الدولي، ومجموعة العشرين هي مجموعة اقتصادية، تجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، وتضم الدول الغنية والدول الناشئة، لكن الحرب في أوكرانيا أدّت إلى انقسام بين دول المجموعة.

وخلال المؤتمر الصحفي، السبت الماضي، بعد اجتماعات وزراء دول المجموعة، قالت وزيرة المالية الإندونيسية، سري مولياني إندراواتي «إن الرئاسة الإندونيسية للمجموعة تمرُّ بموقف صعب للغاية بسبب التوترات الجيوسياسية».

ولفتت وزيرة المالية الإندونيسية إلى الإنجازات التي حققتها اجتماعات المجموعة في دورتها الحالية برئاسة إندونيسيا، مثل «إنشاء صندوق مالي للوقاية من الوباء، والتأهب والاستجابة له، بخلاف إجراء مناقشات مثمرة حول موضوعات كالتضخم في أسعار الغذاء والطاقة».

إلا أن خبراء اعتبروا أن الاجتماعات لم تكلل بالنجاح، ونقل التقرير عن الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره جاكرتا، محمد وفاء خريسمة قوله «من النادر أن يفشل وزراء مالية مجموعة العشرين في إصدار بيان مشترك، لكنه كان أمراً متوقعاً».

ويتفق معه الأستاذ في جامعة ناغويا اليابانية للدراسات الأجنبية، جونيتشي تاكاسي، قائلاً «مجموعة العشرين كانت ساحة للاجتماعات لمناقشة الاقتصاد وليس السياسة، ولهذا فإن فرض عقوبات على روسيا جعل من المتوقع أن لا تصل دول المجموعة إلى اتفاق، ولو حتى بشأن البيان الختامي».

مصير الاجتماعات المقبلة

لفت التقرير إلى حالة الغموض التي تكتنف اجتماعات قمة دول مجموعة العشرين في شهر نوفمبر المقبل، وخاصة في حال قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشاركة بحضور القمة.

وأضاف أنه في حالة حضور بوتين لأعمال القمة، فإن هناك مجموعة من السيناريوهات، في مقدمتها إحجام مجموعة من قادة الدول عن الحضور الفعلي، والاكتفاء بالحضور عبر الإنترنت، أو إرسال وفود على مستوى منخفض من التمثيل، مع توقعات بأن لا تنجح القمة أيضاً في إصدار بيان ختامي عن أعمالها، مثلما حدث في اجتماع وزراء مالية دول المجموعة.

وكانت بعض الدول الغربية، قد أعلنت رغبتها في إبعاد روسيا عن دول مجموعة العشرين، إلا أن ما يبدو أن ذلك الاقتراح لن يتم تنفيذه، على الأقل خلال العامين المقبلين، حيث إن اجتماعات دول المجموعة ستكون في الهند عام 2023، والبرازيل عام 2024، وكلتاهما من الدول التي لم تنضم للدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا، وبالتالي فسيكون حضور روسيا للقمة خلال العامين المقبلين أمراً غير قابل للنقاش.