الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

سباق البطاريات الكهربائية.. تفاصيل المنافسة الصينية الأمريكية الأوروبية

سباق البطاريات الكهربائية.. تفاصيل المنافسة الصينية الأمريكية الأوروبية

تحلم دول العالم بتحول ضخم في سوق السيارات، ألا وهو التحول إلى المركبات الكهربائية، الذي من شأنه أن يقلص الاعتماد على الوقود من جهة، ومن جهة أخرى يمثل حماية للبيئة بسيارات نظيفة وآمنة، وفي السنوات القليلة الماضية ارتفعت نسبة الإقبال على شراء السيارات الكهربائية بصورة واضحة، وباتت شركات السيارات تتصارع من أجل الخروج بحلول جديدة تجذب بها العملاء، ولعل البطاريات الكهربائية، التي تعد أساس المركبات الكهربائية، هي التحدي الأكبر والأهم للشركات المختلفة، باعتبار أن تطوريها يضمن تطوير الصناعة والإنتاج ككل.

145 مليون سيارة كهربائية على الطرق 2030

الإحصائيات المبدئية تشير إلى أن دول العالم تريد الوصول إلى 145 مليون سيارة كهربائية على الطرق في عام 2030، بينما كان إجمالي السيارات الكهربائية في عام 2021، 10 ملايين سيارة فقط، غير أن الزيادة متوقعة نتيجة لعوامل عدة، أهمها تشجيع الحكومات للصناعة من خلال تشريعات مختلفة، كالذي خرج به الرئيس الأمريكي جو بايدن «خفض التضخم»، ويمنح المتحولون من سيارات الوقود للسيارات الكهربائية حد ائتماني يبلغ 7500 دولار.

من جانبها، تعكف شركات صناعة السيارات على مواكبة زيادة الطلب على السيارات الكهربائية، وتخطو خطوات جادة ومصيرية لجعل السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية تقدم أداءً قريباً، إن لم يتفوق، على تلك التي تعمل بالبنزين أو الديزل.

صراع صناعة البطاريات يتطور عاماً تلو الآخر بين الشركات المختلفة، وربما تحرك بي إم دبليو في اتجاه عقد صفقة ضخمة من شركة EVE الصينية لتلبية احتياجاتها من خلايا البطاريات عبر إنشاء مصنع كبير في المجر، وكذلك اعتمادها على شركة CATL، المورد الأكبر للبطاريات في العالم، من شأنه أن يوضح كيف أن الشركات تتحرك وتتسابق لأخذ أحدث التقنيات باعتبار أن السيارات الكهربائية هي المستقبل.

ولفهم طبيعة السباق في سوق البطاريات، ينبغي أولاً معرفة أهم وأبرز المصنعين حول العالم:

1. شركة CATL الصينية

الشركة الأضخم على الإطلاق بحصة 26% من سوق صناعة البطاريات في العالم، ولديها تعاقد مع شركات: بي إم دبليو، دونجفينج موتور، هوندا، ستيلانتيس، تسلا، فولكسفاغن، فولفو. وحققت الشركة نمواً بلغ 3400% خلال الفترة بين 2016-2020، وأنتجت ما وصل إلى 21.4 جيجاوات.

2. شركة LG

تتقاسم السوق مع CATL بـ26% ولكن بدرجة نمو أقل 1193%، ولديها تعاقد مع تسلا وجنرال موتورز ورينو وفولفو وفولكسفاغن وستيلانتيس

3. شركة Panasonic

المورد الأهم لبطاريات شركة تويوتا، كما أن لديها تعاقد مع شركة تسلا، حصتها في السوق تبلغ 17.1% وعاشت 214% كنسبة نمو.

من الواضح أن شركة تسلا على وجه الخصوص لديها السبق في السيارات الكهربائية، حيث تزيد قيمة الشركة عن 700 مليار دولار، كما أنها تبيع 75% من السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية، بفارق كبير عن أقرب الملاحقين.

ولا تتوقف تسلا عن التوسع في مصانعها لزيادة الإنتاج، حيث من المفترض أن تفتتح قريباً أحد مصانعها في الهند، إلى جانب حقيقة عملها مع CATL على تطوير البطاريات الكهربائية لتظل في الصدارة، من خلال تصنيع بطاريات الأسطوانات الكبيرة 4680، والتي ستزيد من مدى الاستخدام والاستدامة مقارنة بالطرازات الأخرى.

لكن تسلا ليست وحيدة في السوق التي تسعى للنمو، فهناك تحركات من شأنها أن تقلق شركة إيلون ماسك كثيراً، بل وذهبت دراسات نشرتها CNN أن تلك الهيمنة المطلقة لتسلا لن تتواجد بحلول 2025، مع النمو المتوقع لسوق السيارات الكهربائية.

تعد شركة فولكس فاغن هي الأنشط والأكثر تحركاً من أجل تطوير صناعة السيارات الكهربائية، حيث قررت أن تنفق 34 مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة حتى يتسنى لها صناعة نسخة كهربائية أو هجينة (على الأقل) من كل مركبة لها، وهذا ما يدفعها في الوقت نفسه إلى إجراء إصلاحات عميقة على مصانعها في ألمانيا وحتى الصين.

تستهدف فولكس فاغن أن تصبح الأكثر بيعاً للسيارات الكهربائية في 2025، لتتفوق حتى على شركة تسلا الرائدة حالياً، حيث تشير التوقعات المبدئية بقدرتها على بيع ما يزيد عن 1.250 مليون سيارة كهربائية بحلول ذلك الوقت.

أما بي إم دبليو لتطوير بطارياتها، فبجانب التحركات لتطوير البطاريات، فإنها بصدد شراكة مع Daimler تركز على تطوير القيادة الذاتية، والتي تعد الميزة الأكبر والأهم لسيارات تسلا الكهربائية، بجانب استثمار مليار دولار من أجل تطوير أنظمة التنقل بما في ذلك شحن السيارات الكهربائية.

وتجدر الإشارة إلى أن شركتَي فولكس فاغن ومرسيدس وقعتا مع كندا اتفاقيات لنقل المواد الخام لمساعدتهما في صناعة بطاريات السيارات، أما تسلا فلا تزال تعتمد على الصين، والتي برغم ارتفاع سعر المواد الخام وما يترتب عليه من زيادة في سعر السيارات الكهربائية، بدأت العمل عبر سلسلة التوريد الخاصة بهم لضمان عدم تضرر التصنيع.