ارتفعت أسعار الذهب العالمية لأعلى مستوى في أسبوع تزامناً مع هبوط الدولار الأمريكي والعائد على سندات الخزانة الأمريكية وتقييم المستثمرين لمخاوف الركود الاقتصادي وآفاق التضخم والفائدة.
وعند تسوية تعاملات أمس الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 2.1% أو ما يعادل 33.80 دولار لتصل إلى 1670 دولاراً للأوقية وهو أعلى مستوى له منذ تعاملات 22 سبتمبر الجاري.
وأتى صعود المعدن الأصفر أمس مع هبوط الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته في 20 عاماً أمام العملات الرئيسية الأخرى، بالإضافة إلى تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات عند 3.73%.
ويقول رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، «إن الذهب يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية رغم إنه ما زال يعاني من مجموعة من المخاطر وذلك بدعم من تراجع الدولار نتيجة تأزم سوق السندات الأمريكية حيث شهد المزاد الأخير أدنى مستويات الطلب منذ سنوات».
وأشار إلى أنه رغم ارتفاع عوائد السندات لمستويات قياسية إلا أن تراجع الطلب عكس أزمة حقيقية قد تدفع واضعي السياسة النقدية لمراجعة معدلات رفع الفائدة والتشديد النقدي وهو ما دفع الدولار للهبوط أمام العملات الرئيسية.
وأكد أن إعلان بنك انجلترا عزمه شراء السندات الحكومية عزز التوقعات بقرب إنهاء المسار المتشدد عالمياً وبدء مرحلة جديدة من المسار التيسيري وهو ما عاد على الذهب بهذا الارتفاع القياسي خلال تداولات جلسة الأربعاء. وكان بنك إنجلترا قد تدخل لتهدئة الأسواق المالية، حيث أعلن إقرار مشتريات مؤقتة من السندات الحكومية بعد الصعود الحاد لعوائد الديون في الأيام الماضية.
وفنياً على مستوى اليومي، رجح طاهر مرسي أن تكون الموجة الصاعدة الحالية قصيرة الآجل وقد تكون ذروتها عند مستوى 1700 دولار للأوقية.
وأكد أن المسار الصاعد الحالي لن يكتسب صفة الاستمرارية سوى بتوجهات واضحة من البنوك المركزية للاقتصادات المتقدمة بتهدئة مستويات رفع الفائدة، مع إشارات واضحة للبدء في إنهاء المسار المتشدد.
وعلى ذات الصعيد، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رفائيل بوستيك «إنه يؤيد رفع معدلات الفائدة الأمريكية إلى نطاق 4.25% و4.50% بحلول نهاية العام الجاري، مع مساعي السيطرة على التضخم».