قال المحللُ الاقتصادي العالمي محمد العريان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بيمكو الأمريكية للاستثمار المالي، وكبير المستشارين الاقتصاديين لشركة «Allianz SE»، إن الاضطراب في سوق السندات البريطانية، لا يهدد فقط استقرار النظام المالي لبريطانيا، بل إنه يهدد أيضاً الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لمعظم مواطنيها.
وفي مقال كتبه، ونشرته وكالة «بلومبيرغ»، اليوم الثلاثاء، قال العريان إن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، ويجب على الدول الأُخرى مراقبة ذلك الوضع بعناية.
وتابع العريان قائلاً: «تبذل الحكومة البريطانية المتعجلة قصارى جهدها، وتقدم وعوداً عديدة، بحماية مواطنيها من ارتفاع أسعار الطاقة، لكل من الأسر والشركات، والإصلاحات الهيكلية التي تساعد على النمو، بالإضافة إلى تخفيضات ضريبية كبيرة، وهي تفعل ذلك في سياق الزيادة العالمية في تكاليف الاقتراض».
واستطرد العريان قائلاً: «بالنظر إلى خطر العدوى المالية والاقتصادية، فليس لدى بنك إنجلترا أي خيار، سوى التدخل للحد من التضخم المرتفع، وتقوم الحكومة بالتفاف جزئي إلى الخلف، لكنه لا يكفي لتحسين الديناميكيات بطريقة مستدامة».
ومضى المحلل الاقتصادي العالمي يقول: «يعتقد البعض أن ديناميكيات السوق تقتصر على بريطانيا، ولكنها قد تمتد بدرجات متفاوتة إلى عدد متزايد من الدول حول العالم، بما في ذلك الدول التي يتم النظر إليها دوماً على أنها دول قوية، مثل ألمانيا».
وأضاف قائلاً: «ما نراه هو عودة ما يُسمى بـ«أعضاء السندات»، فدورهم الفعلي هو فرض الانضباط بشأن الديون، وبالطبع فهم يتراجعون عن شراء السندات الصادرة عمّن يسيئون التصرف، وتأتي قوتهم من خطر الاضطرابات المالية».
وأكّد العريان أن «التضخم المرتفع والمستمر غير كل ذلك، فلم يَعُد أمام البنوك المركزية حالياً خيار، سوى الخروج من السياسات النقدية غير التقليدية، عندما بدأت أسعار الفائدة في الارتفاع، استيقظ حراس السندات، واستفاد بعضهم ممن توقع الانزلاق المالي الأخير للحكومة بريطانيا، وحالياً فهم يتطلعون إلى ما بعد بريطانيا».
وأردف قائلاً: «كان وجود هؤلاء واضحاً في سوق السندات الألمانية يوم الاثنين، حيث تسببت الشائعات حول موافقة الحكومة الألمانية على إصدار السندات على مستوى أوروبا، في ارتفاع فوري في العائدات هناك، ورغم أن حجم وشكل الارتفاع كان قليلاً مقارنةً بما شهدته بريطانيا، إلّا أنه كان أمراً ملحوظاً لكل المراقبين عن كثب لأسواق السندات الأوروبية».