يتوقع المستثمرون أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عندما يواجه تباطؤًا في الاقتصاد العام المقبل ، مؤكدين أن البنك المركزي الأمريكي أقرب بكثير من إنهاء حملته التاريخية للتشديد النقدي مما أشار إليه. ويراهن المتداولون في سوق السندات الحكومية الأمريكية على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة مرتين في الربع الأخير من عام 2023، رغم اعتراضات الرئيس جاي باول وغيره من كبار المسؤولين هذا الأسبوع بأن البنك المركزي لن يعكس مساره بشأن خططه للحفاظ على ارتفاع تكاليف الاقتراض حتى مع إبطاء وتيرة زيادة أسعار الفائدة. بحسب فاينانشيال تايمز.
وتشير أسواق العقود الآجلة لسندات الخزانة إلى أن سعر الفائدة القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي بلغ ذروته في مايو عند 4.9 % قبل أن يتراجع إلى 4.4 % بحلول نهاية عام 2023. وتسارعت الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة في العام المقبل بعد أن وضع باول يوم الأربعاء الأساس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لإنهاء سلسلة زياداته في أسعار الفائدة 0.75 نقطة مئوية والتحول إلى رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة في اجتماعه في ديسمبر. ونظر المستثمرون أيضًا إلى تقرير الوظائف الذي جاء أقوى من المتوقع لشهر نوفمبر ، والذي صدر يوم الجمعة.
وقال مات راسكين ، رئيس أبحاث الأسعار الأمريكية في دويتشه بنك ، الذي توقع أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 0.5 نقطة مئوية في ديسمبر 2023 "أعتقد أنه من الآمن القول إن اللجنة لا تتوقع خفض أسعار الفائدة العام المقبل. إذن كيف نفسر الفرق بين هذه النظرة وما نتوقعه؟. واضاف "أعتقد أن الأمر يتلخص في توقع المشاركين في السوق حدوث ركود العام المقبل بينما لا يزال لدى اللجنة هبوط ضعيف في توقعاتهم". واستشهد راسكين بانعكاس منحنى العائد - وهو مؤشر مستخدم على نطاق واسع للركود - من بين إشارات أخرى.
ويتماشى هذا الرأي مع النمط التقليدي لدورات رفع أسعار الفائدة: في كل دورة منذ عام 1980 باستثناء 2004-2006 ، أجرى الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات في غضون ستة أشهر من بلوغ الذروة في أسعار الفائدة. وقالت مارغريت كيرينز ، الرئيس العالمي لاستراتيجية الدخل الثابت في BMO Capital Markets "لا استبعد أي تعديل في سياسات البنك المركزي في وقت لاحق من العام المقبل".
و كان باول قد أكد الأربعاء بأن البنك المركزي لا يتوقع تغييرًا في السياسة قريبًا. وأضاف: "أنا وزملائي لا نريد أن نشدد أكثر من اللازم. خفض أسعار الفائدة ليس شيئًا نريد القيام به قريبًا ، ولهذا السبب نتباطأ "، بينما أعاد التأكيد على التزام البنك المركزي بإعادة التضخم إلى هدفه طويل الأمد البالغ 2 في المائة.
وقال ماثيو سكوت ، رئيس أسعار التداول العالمية في ألاينس بيرنشتاين: "يتداول السوق وفقًا لما سمعه مؤخرًا من بنك الاحتياطي الفيدرالي وما يتوقعه من قراءة مؤشر أسعار المستهلكين التالية". "لا أعتقد أن أي شخص في السوق لديه بالفعل درجة عالية من الاقتناع بشأن المكان الذي سيكون فيه الاحتياطي الفيدرالي في نهاية العام المقبل."
وتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت وكالة بلومبرج آراءهم ارتفاع أسعار المستهلكين في نوفمبر بنسبة 0.3 % فقط ، مما يترجم إلى وتيرة سنوية بنسبة 7.3 %، وهو أبطأ معدل منذ ديسمبر 2021.