الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

صور | أمريكا توجه «رسائل تحفيزية» للقادة الأفارقة قبل القمة مع الصين

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إنه ليس على الأفارقة أن «يختاروا» طرفاً في الخصومة المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده يمكنها أن تقدم لهم المزيد على صعيد الحقوق الديمقراطية.

وقبل بضعة أيام من عقد الصين قمة مع أفريقيا في السنغال، أعلن بلينكن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم استضافة قمة مع قادة القارة.

وفي كلمة ألقاها في مقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) في أبوجا عاصمة نيجيريا، لم يأتِ بلينكن على ذكر الصين بالاسم، لكنه قال إن الأفارقة «يحذَرون الشروط» التي ترافق في غالب الأحيان الالتزامات الخارجية.

وأضاف: «أودّ أن أكون واضحاً: الولايات المتحدة لا تريد الحد من شراكاتكم مع دول أخرى».

وتابع: «نريد تعزيز شراكاتنا أكثر، لا نريدكم أن تختاروا، نريد أن نعطيكم خيارات... نهجنا سيكون مستداماً وشفافاً ومبنياً على القيم».

وقال إن الاتفاقيات مع دول أخرى حول البنى التحتية قد تكون «غامضة وقسرية وتغرق البلدان في ديون طائلة وتدمر البيئة ولا تفيد دائماً الشعوب التي تعيش هناك». وأكد في المقابل: «نحن سنقوم بالأمور بشكل مختلف».

وأقر الدبلوماسي الأمريكي بريبة العديد من الدول الأفريقية.

وقال: «لم تعامل الدول الأفريقية أحياناً كثيرة كشركاء على قدم المساواة، بل كشركاء ثانويين أو حتى أسوأ من ذلك».

وتابع: «إننا مدركون أيضاً لكون عقود من الاستعمار والاستعباد والاستغلال تركت إرثاً أليماً لا يزال حياً إلى اليوم».

لكنه شدد على أن إدارة بايدن «على قناعة راسخة بأن الوقت حان للتوقف عن معاملة أفريقيا كملف جيوسياسي، وبدء معاملتها على أساس ما هي عليه اليوم، لاعب جيوسياسي كبير».

ووعد بلينكن الذي بدأ جولته الأفريقية في كينيا وسيختتمها في السنغال، بتعاون في مكافحة التغير المناخي وكوفيد-19.

تراجع الديمقراطية

تعهد بايدن بالتزام جديد تجاه أفريقيا، إنما كذلك تجاه الديمقراطية، فيما لم يُبدِ سلفه دونالد ترامب اهتماماً بأي من الموضوعين.

ويعقد الرئيس في ديسمبر قمة للديمقراطيات عبر الإنترنت لإثبات تضامنه في وجه صعود القادة المتسلطين في العالم.

واعترف بلينكن بأن الولايات المتحدة ليست النموذج المثالي للديمقراطية، وهو ما أثبته اقتحام أنصار لترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير فيما كان الكونغرس يصادق على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بايدن.

وقال إن «تراجع الديمقراطية ليست مشكلة أفريقيا حصراً، إنها مشكلة عالمية. بلادي نفسها تكافح مخاطر تهدد ديمقراطيتنا. والحلول لهذه التهديدات ستأتي من أفريقيا بقدر ما ستأتي من أي مكان آخر».

وأضاف: «علينا أن نثبت كيف يمكن للديمقراطيات أن تلبي تطلعات المواطنين بسرعة وبفاعلية».

وتعتبر إدارة بايدن الصين من التحديات الكبرى التي تواجهها الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين، على ضوء نموها السريع وتنامي حضورها على الساحة الدولية.

من جانبه، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الذي حضر إلى أبوجا أيضاً، بكين بأنها تهدد «مباشرة السلام والاستقرار الإقليميين» في آسيا، غداة اتهام الفلبين، حليفة الولايات المتحدة، خفر السواحل الصيني بإطلاق مدافع مياه على سفن تابع لها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

استثمرت الصين في السنوات الأخيرة مبالغ طائلة في القارة الأفريقية، ولا سيما في البنى التحتية وفي المواد الأولية وخصوصاً الذهب والخشب.

وكان وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما بدد الخميس المخاوف المتعلقة بالصين، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن أن القوة الآسيوية توفر «فرصة كبرى» لدول بحاجة إلى بنى تحتية.

وقال: «كنا سنتعامل مع أي طرف آخر يقدم لنا عرضاً بفائدة تنافسية بالنسبة لنا».