الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«حوار المنامة» | وزير الدفاع الأمريكي: ملتزمون بأمن المنطقة في مواجهة تحديات القرن 21

«حوار المنامة» | وزير الدفاع الأمريكي: ملتزمون بأمن المنطقة في مواجهة تحديات القرن 21

وزير الدفاع الأمريكي خلال كلمته في حوار المنامة. ( الرؤية)

تمام أبوصافي- المنامة

تعهد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بالتزام بلاده بالتدريب والعمل المشترك، وتبادل المعلومات مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ومن بينها السعودية والإمارات، ضمن سياق تطوير القدرات الدفاعية لردع أي هجمات لا سيما عبر الطائرات المسيرة.

وقال أوستن في كلمته في «حوار المنامة 2021» تحت عنوان «سياسات الولايات المتحدة الأمريكية الدفاعية في الشرق الأوسط» السبت، إن أمريكا ملتزمة بالدفاع عن أمن المنطقة، ومصالحها وقواتها، وإن إيران لن تستطيع تقويض علاقاتها مع الحلفاء في المنطقة.

وأشار إلى أهمية أن تغير إيران سلوكها، والعودة بجدية إلى طاولة المفاوضات، دون أن يستبعد أي حلول أخرى في حال فشل المحادثات النووية، مشدداً على استعداد بلاده لردع أي عدوان إيراني مباشر أو عبر وكلائها، وكذلك الالتزام بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي.

تحديات مشتركة

وتابع أوستن «أود أن أضع رؤية أوسع لأمن القرن 21 في الشرق الأوسط، لأنه على مدار السنوات العديدة تعلمت أنه بالإمكان إنجاز الكثير عندما نجتمع مقارنة بما يحدث عندما نفترق، وأنه بالنظر إلى العلاقات التي أقامتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب وغيرها من الدول، فهي تفتح فرصاً كثيرة لما يصب بخدمة الشعوب، ويسعدني أن إسرائيل انتقلت من القيادة المركزية في أوروبا إلى القيادة المركزية في المنطقة».

وأضاف «لقد تعلمت طيلة سنواتي العسكرية أنه ما من بلد في العالم لا يمسنا، نحن بلد يضم مواطنين من مختلف العالم، فنحن مرتبطون بالعالم على اختلاف ثقافته وحضارته، وفي هذا العالم المليء بالحبال نواجه تحديات مشتركة بما في ذلك الصراعات المختلفة، إن هذه الأخطار المشتركة تتطلب عملاً مشتركاً، لقد تعلمت هذا الدرس في هذه المنطقة، ولسنوات خلال خدمتي العسكرية تعلمت أن الأمة التي تحاول السير بمفردها لا تستطيع الوثوق بأمنها. وعندما كنت أقود القيادة المركزية الأمريكية، كان معنا 60 دولة، لذا أعرف هذه المنطقة، وتحدياتها».



خط الدفاع الأول

وشدد أوستن على أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تؤمن بالدبلوماسية باعتبارها «خط الدفاع الأول»، في مواجهة التحديات لا سيما تحديات الشرق الأوسط. وأوضح «أدركت الولايات المتحدة أهمية هذه المنطقة، والعمل على ردع أي عدوان على المنطقة، وتعطيل الشبكات الإرهابية والحفاظ على استقرار الملاحة، وقد قدمنا الدعم لقوات بلدان المنطقة وسوف نستمر بذلك، وهذا ما يجعلنا أقوى عندما نعمل معاً».

وتابع «لقد رأى العالم بأسره ما يحدث عندما أنهينا الحرب في أفغانستان بعد 20 عاماً، وقد ساعدتنا الدول هنا على إجلاء آلاف الأشخاص من أفغانستان، أنا فخور بالقوات التي مارست مهمة الرحمة والشركاء الذين تسابقوا لإنقاذ الأبرياء، فشبكة حلفائنا في الشرق الأوسط، وخارجه قوية وضخمة، وتمنحنا ميزة استراتيجية إضافية».

تقوية الروابط

وأردف «انطلاقاً من استراتيجية الرئيس بايدن، نحن ملتزمون بتقوية الروابط بين الدول ذات النوايا الحسنة، ودعمها، وسوف نعمل على البناء على هذه العلاقات عبر التدريبات المشتركة وتبادل المعلومات، وجزء رئيسي من مهمتي يتمثل في السعي نحو تعميق شراكاتنا وتوسيعها، وهذا يعني تحديث علاقاتنا مع شركائنا وأصدقائنا، والعمل معاً من أجل الردع الكامل لتحديات القرن 21، وكذلك ندرك أن الكثير من هذه التحديات عابرة للحدود، وتتطلب الحزم بالتعامل معها».

وأضاف «تكاليف أي عدوان ومخاطره لا تتماشى مع أي فائدة محتملة، ولا بد في القرن 21 من الجمع بين أحدث التقنيات والمفاهيم التشغيلية، والقدرات الحديثة لمنع الصراع، ولردع العدوان بأي وقت، وهذا يعني الردع في كل مجال، وفي كل ساحة ومن كل عدو».

ونوه إلى أن أصدقاء وأعداء الولايات المتحدة يدركون قدرتها على نشر قواتها بشكل كبير متى تطلب ذلك، لرد العدوان والحفاظ على مصالحها، وسوف تنتصر دون محالة. "وعندما أقول ذلك فهذا يعني التزام الولايات المتحدة بأمن الشرق الأوسط، وهذا التزام قوي ومؤكد، وكذلك الاستمرار بالحفاظ على موقعنا في المنطقة، وسوف ندافع عن أمن المنطقة بوجه إيران وجميع وكلائها، وكذلك الاستمرار بحماية أمن الممرات البحرية".

ملفات عربية

وأشار إلى أنه «لدينا الكثير للقيام به وعلينا التعاون في ذلك، فندافع عن مصالحنا ومبادئنا وعن الديمقراطية في تونس، وأن نرى عودة النظام الدستوري قريباً، وأن ندافع عن سيادة العراق ضد أي طرف يحاول خرقها، وأن نناصر الشعب اللبناني ونعزز من المنظومة الأمنية، ونستمر في العمل للتقدم نحو حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، والمدافعة عن الشعب اليمني ضد الحوثيين، ونوقف معاناته، ونعزز الهيكل الأمني والتعاون العسكري في المنطقة».

ولفت إلى أنه «علينا أن نستعد لتغييرات كبيرة»، مشيراً إلى أننا نحتاج إلى «نظرة أوسع وشراكات تعددية لمواجهة هذه التهديدات»، المخاطر الوشيكة اليوم لا تولي أي اعتبار لحدود المناطق والدول، بل «هناك أنظمة جوية ذاتية، وطائرات بدون طيار، ودعم إيراني للإرهاب». وبيّن أن بلاده لا يمكنها أن تواجه كل هذه التهديدات بمفردها، ولذلك «علينا أن نتشارك مسؤولية التصدي لهذه المخاطر من خلال الشراكات».

النووي الإيراني

وأضاف "نحن نتعامل مع 4 تحديات وهي جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ، والإرهاب، وايران، ففي التحدي الأول لا بد من التغلب على الجائحة، وبالطبع نحن فخورون بأننا أكبر داعم لمبادرة كوفاكس حيث تبرعنا بنحو 8 ملايين جرعة لقاح لدول عدة، لافتاً إلى أن بلاده عملت في التحدي الثاني من أجل تعزيز كافة السياسيات اللازمة لمواجهة التغير المناخي وأبرزها الاتجاه للطاقة النظيفة".

وتابع "في التحدي الثالث، فلا بد من العمل من أجل مكافحة الإرهاب سواء عبر ردع تنظيم داعش، فنحن متلزمون بدعم شركائنا لضمان الهزيمة الدائمة لداعش، وبعد 20 عاماً من هجمات سبتمبر بتنا أكثر فهماً للكثير من التعقيدات، وهذا يدفعنا لتعزيز شراكتنا".

وحول المفاوضات الإيرانية، قال أوستن «لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. نظل ملتزمين بنتيجة دبلوماسية للمسألة النووية. ولكن إذا لم تكن إيران مستعدة للانخراط بجدية، فسننظر في جميع الخيارات الضرورية للحفاظ على أمن الولايات المتحدة».