الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«فوكس نيوز»: مؤسسات قطر الخيرية ستار لتمويل الإرهاب

«فوكس نيوز»: مؤسسات قطر الخيرية ستار لتمويل الإرهاب

وزير التنمية الألماني السابق جيرد مولر: قطر هي الكلمة المفتاحية في كل ما يتعلق بتمويل داعش. (أ ف ب)

ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أنها حصلت على وثائق جديدة دامغة تظهر تورط العائلة الحاكمة في قطر في تمويل شحنات أسلحة لجماعة حزب الله الإرهابية بما يعرض للخطر أرواح نحو 10 آلاف جندي أمريكي ينتشرون في الدولة الصغيرة.

وأشارت الشبكة التلفزيونية، في تقرير بموقعها على الإنترنت، إلى أن قاعدة العديد بالإمارة الخليجية تستضيف مقراً متقدماً للقيادة المركزية الأمريكية ولأسراب من سلاح الجو الأمريكي.

وقال التقرير إن متعاقداً أمنياً خاصاً، أشار له باسم جيسون ج، أبلغ الشبكة أن عضواً بالعائلة الحاكمة وافق على تسليم معدات عسكرية إلى الجماعة اللبنانية المسجلة على قائمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن جيسون ج قدم ملفاً، تأكدت الشبكة من صحته، يوثق دور عضو العائلة الحاكمة القطرية منذ ما يصل إلى أوائل 2017 في برنامج واسع لتمويل الإرهاب.

وأشار التقرير إلى أن الجماعة اللبنانية التي أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982 مسؤولة عن قتل مئات من الجنود الأمريكيين في العراق ولبنان.

للمزيد: من بوابة حزب الله.. شبح العقوبات الدولية يطل على قطر

وذكرت الشبكة أن السفير القطري لدى بلجيكا وحلف الأطلسي، عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، سعى إلى دفع 750 ألف يورو إلى جيسون ج للتستر على دور النظام القطري في إمداد الجماعة اللبنانية بالمال والسلاح.

ولم يرد حلف الأطلسي ولا الحكومة البلجيكية على طلبات من فوكس نيوز للتعليق على دور السفير في المسألة.

ونقلت الشبكة عن جيسون ج، الذي يستخدم اسماً مستعاراً لحماية نفسه من الانتقام القطري، قوله إنه يهدف إلى «وقف التمويل القطري للمتطرفين». وأضاف أنه «لا بد من إخراج التفاحة المعطوبة من السلة، ويجب أن تصبح قطر جزءاً من المجتمع الدولي».

وفي عام 2017، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قطر أصبحت «ممولاً للإرهاب على مستوى عال جداً».

وقالت فوكس نيوز إن الوثائق الجديدة عن التمويل القطري لواحدة من أكثر الجماعات الإرهابية دموية في العالم يثير شكوكاً جديدة حول دور الإمارة الخليجية في الشراكة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وأضافت أنه من المثير الإشارة في هذا الصدد إلى أن عزمي بشارة، وهو برلماني سابق من عرب إسرائيل متهم بمساعدة حزب الله، وجد في الدوحة الملاذ والحصانة من الملاحقة القضائية والرعاية من الأسرة الحاكمة.

وذكر التقرير أن سياسيين أوروبيين بارزين حثوا، في مقابلات مع فوكس نيوز، على تحرك سريع ضد دعم قطر لتمويل الإرهاب وجماعة حزب الله.

وقالت ناتالي غوليه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي التي تحرت عن الجماعات المتطرفة في أوروبا وكتبت تقريراً لحساب حلف الأطلسي عن تمويل الإرهاب، «يجب أن تكون لدينا سياسة أوروبية بشأن قطر وأن نكون حذرين بصورة خاصة بشأن تمويلها للإرهاب. يجب أن تطلب بلجيكا من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد كل الحسابات المصرفية القطرية في الوقت الحالي».

وأضافت المشرّعة الفرنسية أنه يجب وضع سياسة عامة تشمل تحذيراً واضحاً لمنع أي تمويلات للإرهاب، خصوصاً من دول مثل قطر وتركيا الداعمتين لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

بدوره، قال عضو البرلمان البريطاني إيان بيزلي جونيور المختص في تتبع ورصد تمويلات الإرهاب إن سلوك النظام القطري فاضح ويجب على المملكة المتحدة وبلجيكا أن تتصرف تجاهه بشكل حاسم.

ولفت إلى أن الاتهامات الموجهة للدوحة خطيرة وجدية للغاية، خصوصاً فيما يتعلق بتورط سفير قطر لدى حلف الناتو، ما يُحتم اتخاذ إجراءات مناسبة ضد قطر، موضحاً أن «حزب الله» محظور في بريطانيا باعتباره تنظيما إرهابياً لذا لا يمكن أن يمر التعاون معه دون عقاب.

وأكد المشرع البريطاني لـ«فوكس نيوز» أنه سيتصل بوزير الخارجية البريطاني لمسائلته حول الملف والاتهامات الواردة فيه وتقديم احتجاج ضد الدبلوماسي القطري.

من جهته، شدد الناشط الحقوقي الأمريكي الدكتور أفريم زوروف على أنه يجب اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المتورطين في تمويل الإرهاب وطرد السفير القطري من واشنطن فوراً.

ووفقاً لتفاصيل الملف، قدمت جمعيتان قطريتان أموالاً لحزب الله في بيروت «تحت غطاء توفير الطعام والدواء»، وعٌرفت الجمعيتان باسمي «جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية» و«مؤسسة التعليم فوق الجميع».

ونقلت «فوكس نيوز» عن المتعاقد جيسون ج. الذي عمل مع عدة أجهزة استخباراتية، قوله إن الملف تم تأكيد مصداقيته من قبل مسؤولين رفيعين في المخابرات الألمانية، فيما قدرت صحيفة «د سايت» الألمانية قيمته بنحو 10 ملايين يورو.

وأشارت «فوكس نيوز» إلى أن هذا الملف ليس الخيط الأول الذي يقود إلى تمويل قطر للإرهاب، حيث أفاد موقع «واشنطن فري بيكون» في يونيو الماضي بأنه تم رفع دعوى قضائية في نيويورك تتهم مؤسسات قطرية مثل مؤسسة قطر الخيرية وبنك قطر الوطني، بتمويل منظمات إرهابية في فلسطين.

للمزيد: «قتل الأمريكيين» يجر قطر وعائلتها الحاكمة إلى محاكم الولايات المتحدة

وفي عام 2014، اتهم وزير التنمية الألماني جيرد مولر قطر بتمويل تنظيم داعش الإرهابي، موضحاً في تصريحات صحفية آنذاك أن «قطر» هي الكلمة المفتاحية في كل ما يتعلق بتمويل إرهابي التنظيم وتوفير الأسلحة لهم.

وأشارت فوكس نيوز في نهاية تقريرها المطول، إلى أن الحكومة القطرية وسفارتي الدوحة في ألمانيا والولايات المتحدة امتنعت عن الرد على رسائل من الشبكة للتعليق على الاتهامات الواردة في الملف.