الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

في اليوم الخيري.. «أم مريضات المغرب» تشكو غياب نزيلات بيتها بسبب كورونا

عودة الأمور إلى سابق عهدها قبل الجائحة وتأثيراتها الكبيرة على العمل الخيري، أمنية تشغل بال خديجة القرطي أو «أم المريضات» كما تعرف في المغرب منذ أن ذاع صيت مبادرتها الخاصة لمساعدة المصابات بالسرطان عبر تحويل بيتها إلى منزل للمريضات القادمات من مختلف مناطق المملكة.

»الرؤية» تحدثت إلى خديجة (80 عاماً) والعالم يحتفل باليوم العالمي للعمل الخيري الذي يصادف 5 سبتمبر من كل عام، حيث استعرضت تجربتها مع العمل الإنساني والصعوبات التي مرت بها والدعم الذي حظيت به من قبل ملك المغرب محمد السادس تقديراً لجهدها الخيري.

وتبدأ خديجة حديثها بلقطات لا تفارق ذاكرتها «عندما كانت أختي تتعالج من سرطان الثدي، كنت أرافقها إلى مستشفى مولاي عبدالله في الرباط لتلقي العلاج، كان أكثر ما يحز في نفسي هو مشهد المريضات القادمات من مختلف مناطق المغرب بدون أي مأوى حيث كان بعضهم ينام في حديقة المستشفى متوسدات حقائبهن».



وقالت خديجة إن فكرة المبادرة رأت النور بعد وفاة أختها بسبب المرض وكذلك وفاة زوجها لاحقاً بسبب سرطان الْبْرُوسْتَات، موضحة «قررت فتح بيتي الوحيد، المكوَّن من 3 طوابق أمام المريضات لاستقبالهن مجانا منذ سنة 2009

وأضافت أنها شرعت في توزيع بطاقات تحمل عنوان البيت للفت انتباه المريضات للقدوم إلى المنزل الواقع في حي يعقوب المنصور بالرباط، حيث عادت في اليوم الأول وبصحبتها 11 مريضة واستمر العدد في الارتفاع إلى أن وصل أحياناً إلى 50 مريضة.

وأشارت إلى أنها أسست جمعية أسمتها «جَنَّاتْ»، لتقنين نشاطها، حيث أجرت منزلين آخرين؛ أحدهما خصصته للنساء، والآخر للرجال المرضى.

الأم الحنون

بدورها، قالت عائشة (62 عاماً/ ربة بيت)، المصابة بسرطان الثدي: «قبل أن أتعرف على الحاجة خديجة، كنت أُضطَر، عندما أذهب إلى الرباط من أجل العلاج، إلى تأجير غرفة، وفي سنة 2009، دَلَّتْنِي سيدة على بيت الحاجة خديجة، فذهبت إليها، ورحبت بي كثيراً، ومنذ ذلك الحين أصبح بيتها هو بيتي في الرباط».

وتصف عائشة، التي استفادت قبل 4 سنوات من رحلة عمرة على حساب جمعية «جَنَّاتْ»، الحاجة خديجة بـ«الأم الحنون»، التي توفر لهن أجواء مليئة بالنشاط والفرح، تجعلهن يشعرن وكأنهن في بيوتهن، وتنسيهن إصابتهن بمرض السرطان».

دعم ملكي

وقالت الحاجة خديجة إنها تقلت مساعدات ودعماً «من قِبل الملك، محمد السادس، كما تؤمن حاجات المبادرة عبر مساعدات تحصل عليها من جهات متعددة»، وتؤكد أنها أوصت أقاربها وعمال «جَنَّاتْ»، بضرورة استمرار المبادرة حتى بعد وفاتها.

وتشير إلى أن جائحة كورونا أثرت على عمل المبادرة حيث اضطرت للتوقف عن استقبال وإيواء مرضى السرطان، التزاماً بتعليمات السلطات، حيث تكتفي حالياً بتقديم الوجبات الغذائية، والأدوية للمرضى الذين يقصدونها.

يد الإمارات تمتد للمساعدة

يسجل المغرب سنوياً 40 ألف إصابة جديدة بالسرطان، وفق بيانات صدرت عن وزارة الصحة المغربية بمناسبة اليوم الوطني لمكافحة السرطان (22 نوفمبر).

وأعلنت الوزارة أن «سرطان الثدي يحتل المركز الأول عند النساء بنسبة 36%، متبوعاً بسرطان عنق الرحم بنسبة 11.2%، وسرطان الغدة الدرقية بنسبة 8.6%، وأخيراً سرطان القولون والمستقيم بنسبة 5.9%»، في حين «يأتي سرطان الرئة في المركز الأول فيما يخص إصابات السرطان في صفوف الذكور بنسبة 22%، متبوعاً بسرطان البروستات بنسبة 12.6%، وسرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.9%

وتسهم دولة الإمارات بشكل كبير في مد يد العون للمملكة لمحاربة السرطان وذلك من خلال أكثر من مؤسسة استشفائية أنشأتها داخل المغرب، في إطار مشاريعها الخيرية العالمية.

وعلى رأس تلك المؤسسات نجد «المستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة بالدار البيضاء»، الذي افتتح سنة 2015، وأطلق سنة 2016 «تقنية حديثة لهزيمة السرطان هي الأولى من نوعها في أفريقيا، كما أعلن إطلاق جيل من أجهزة العلاج الإشعاعي تمكن من تحديد ومحاصرة الخلايا السرطانية، والقضاء عليها، وتمكن من شفاء المريض المصاب بالأورام السرطانية، بأقل أعراض جانبية، وبدون آلام، إلى جانب تقليص حصص العلاج».