الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الحرب على الإرهاب.. تكاليف باهظة ونتائج باهتة

الحرب على الإرهاب.. تكاليف باهظة ونتائج باهتة

عام 2019 وحده وقعت عمليات إرهابية في 113 دولة راح ضحيتها 13826 قتيلاً - أب.

بعد مرور 20 عاماً على الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، على الإرهاب عام 2001، يزداد حجم ورقعة العمليات الإرهابية التي تبدو بعيدة عن نهايتها، رغم أن تلك الحرب تكلفت 8 تريليونات دولار، وقتل فيها ما بين 897 و929 ألف قتيل في 80 دولة، وفق دراسة حديثة لجامعة براون الأمريكية.



وتضاعف اليوم عدد التنظيمات الإرهابية 4 مرات عما كان عليه الوضع عندما وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001، وفق ما قاله بروس هوفمان الأستاذ في كلية والش للخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون.

ويضاعف من التحدي الإرهابي الذي يواجه العالم أن إدارة العمليات الإرهابية تحولت من النموذج المركزي الذي كانت عليه القاعدة عام 2001 إلى الخلايا العنقودية والذئاب المنفردة التي تشكل خطراً كبيراً على كل المجتمعات، بما فيها الدول الأوروبية نفسها وفق ما قالته، وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي.

الانتقائية



أكثر الأسباب التي فاقمت من انتشار الجماعات الإرهابية، وقوع المجتمع الدولي في فخ الانتقائية، سواء الانتقائية المكانية، أو انتقائية التنظيمات، فمثلاً التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق، والذي تأسس في سبتمبر 2014 وضم 83 دولة، ركز عملياته في سوريا والعراق فقط، دون النظر إلى فروع داعش التي بدأ الإعلان عنها في أفريقيا وآسيا، كما أن التركيز على داعش أعطى الفرصة لتنظيمات أخرى، مثل القاعدة، لإعادة توحيد صفوفها، وفق دراسة لجامعة جورج تاون.

ففي عام 2019 وحده وقعت عمليات إرهابية في 113 دولة راح ضحيتها 13826 قتيلاً وفق مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 الصادر عن معهد الاقتصادات والسلام بأستراليا.

الأرض الخصبة



وتنظر التنظيمات الإرهابية إلى أفريقيا باعتبارها الأرض الخصبة للإرهاب، ولذلك وصلت تلك التنظيمات الإرهابية إلى مناطق ودول في أفريقيا، لم تصلها من قبل؛ مثل بنين وكوت ديفوار وموزمبيق ومنطقة البحيرات، والساحل الغربي، بالإضافة إلى تواجدها السابق في كل دول الساحل والصحراء، بخلاف الصومال وكينيا في شرق القارة، وفق دراسة لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وبلغ عدد الهجمات الإرهابية في أفريقيا خلال النصف الأول من العام الجاري 315 هجوماً، أوقعت 5236 ضحية، وذلك وفق تقرير عدسة الإرهاب في أفريقيا، الصادر عن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية بالقاهرة.

آسيا وأوروبا

وشكلت سيطرة تنظيم داعش على مدينة مراوي بجزيرة مينداناو بالفلبين، عام 2017، والتي احتاج الجيش الفلبيني لـ5 أشهر لتحريرها، مؤشراً على زيادة التنظيمات الإرهابية في آسيا، خاصة في جنوب شرق ووسط آسيا، وفق معهد عين أوروبية على التطرف، كما أن أوروبا تواجه الخطر المتزايد للتنظيمات الإرهابية وفق تحذيرات للمستشار النمساوي سيباستيان كورتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ووفق إحصاء للمفوضية الأوروبية، فإن 40 ألف إرهابي انضموا إلى داعش في سوريا والعراق فقط، منهم 5000 جاؤوا من أوروبا، وهناك 1000 طفل من أبناء الدواعش ما زالوا خارج البلاد في سوريا، وفق ما أفاد به معهد «إيجمونت» البلجيكي.