السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

محللون وخبراء: السعودية تحقق طفرة تنموية كبرى

تحتفل المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني الـ91، هذا العام، «وسط طفرة تنموية وتشريعية واجتماعية تهدف إلى تنمية الإنسان وصون حقوقه، وتعزيز النظرة المستقبلية للبلاد»، بحسب محللين وكتاب سعوديين وعرب تحدثوا لـ«الرؤية».



المملكة والإمارات



وقال الأمين العام لجمعية الإمارات لحقوق الإنسان خالد جاسم الحوسني، إن العلاقات الإماراتية السعودية متجذرة قبل قيام اتحاد دولة الإمارات، وتم تفعيلها بشكل أكبر منذ عهد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «رحمه الله».



وأضاف الحوسني لـ«الرؤية»، أن قيادتي البلدين تسعيان على إثراء العمل العربي المشترك، كما أن البلدين مرتبطان بعلاقات اقتصادية واجتماعية وسياسية، فضلاً عن التحالف العسكري المتين بين المملكة ودولة الإمارات؛ سعياً لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة، ودول مجلس التعاون الخليجي.



وأشار إلى أن القوة الدفاعية للبلدين أصبحت واحدة، وهذا ما شاهدنا في التضحيات التي تم تقديمها لحفظ الأمن والسلام في اليمن بناءً على طلب القيادة اليمنية.



وتابع الحوسني أن مواقع القوة السياسية تغيرت في العالم، وأصبحت الإمارات والسعودية تشكلان ثقلاً كبيراً على المستوى الدولي، حتى بتنا في مصاف الدول العظمى، بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في البلدين.



أكثر قوة ومنعة



وأكد الكاتب السعودي، عماد المديفر، أن المناسبة الوطنية تأتي هذا العام في وقت باتت في السعودية أكثر قوة ومنعة، وأشد عزماً على بلوغ غايات التطور، في تفاعل حميم بين شعبها وقيادتها، و«في تلاحم وطني عريض أرسى أسسه مؤسسها المغفور له «بإذن الله» الملك عبدالعزيز آل سعود وأبناؤه البررة الذين تعاقبوا على حكم البلاد».

وأضاف المديفر لـ«الرؤية»: «إذا كانت المملكة العربية السعودية قد تجاوزت بسلام وإرادة صلبة وعزيمة صعوبات سنوات التأسيس، وإنشاء البنية الأساسية، وترسيخ آليات الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية؛ فإنها تمضي اليوم على نفس الطريق تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، منطلقة من رؤية جديدة وازنت بين الداخل والخارج، وأصبحت تشكل الرقم الصعب في المعادلة الدولية».

وتابع: «أن المملكة اهتمت في السنوات الأخيرة بجيل الشباب باعتباره ثروة الوطن وعماده، ودعمت التعليم والابتعاث، ورفعت من جودة الحياة، وفعَّلت الأنشطة الثقافية والتراثية والتاريخية والفن والترفيه بالداخل، كما أنها عززت دور المرأة في المجتمع؛ إذ تسعى رؤية 2030 لتمكين المرأة في شتى المجالات».

وأشار المديفر إلى أن السعودية اليوم بمثابة ورشة مفتوحة صوب المستقبل، حيث التحولات الضخمة على مستوى الحوكمة والدخول إلى عالم الرقمنة والتقنية، والاهتمام الكبير بمؤسسات الدولة وتطويرها ومكافحة الفساد والمحسوبية، إضافة إلى خلق أجواء وفرص اقتصاد موازٍ لا يعتمد على مورد النفط؛ بل يتجاوزه إلى التفتيش عن كل الإمكانات والموارد الطبيعية والسياحية والدينية؛ لبناء اقتصاد مستدام.

وأكد المديفر أن المملكة اليوم منفتحة بفاعلية مشهودة على العالم، وما زالت تتطلع إلى تحقيق المزيد من المنجزات تحت ظل قيادتها، وتسعى إلى تحقيق مبادئ وقيم حقوق الإنسان، وتتطلع إلى أن تسود هذه القيم على المستوى العالمي، بما يعزز جهود التنمية المستدامة.



تنمية وأمان

من جهته، قال رئيس منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، جعفر بن محمد الشايب، إن توحيد المملكة لم يكن بالأمر اليسير في ظل تجاذبات وتحديات إقليمية ودولية حادة وكبيرة، إلا أن المؤسسين الأوائل بذلوا الغالي والنفيس وضحوا من أجل الوصول إلى هذا الهدف رغم كل هذه المصاعب والتحديات.

وأضاف الشايب لـ«الرؤية»، أن المملكة تنعم بمستويات تنموية ونسبة أمان كبرى، إذ تعد من أقل الدول في العالم في انتشار الجرائم الخطيرة، «وهذا من الأمور المهمة جداً، فالأمن يشكل الركيزة لاستقرار حياة المجتمعات وتقدمها».

وأوضح أن المملكة تتمتع منذ التأسيس بحالة من الاستقرار المشهود، كما تشهد تنامياً في قوتها الاقتصادية، و«على مدى تاريخها تغلبت السعودية على مختلف الأزمات الاقتصادية الحادة التي واجتها المنطقة، فيما حرصت قيادتها على توجيه موارد الدولة لإحداث تنمية اقتصادية شاملة».

وأشار الشايب إلى ما وصفه بـكفاءة مستوى «إدارة التنوع الاجتماعي»، الذي تمتاز به المملكة، حيث حافظت السعودية على كيانها ومكانتها كقوة كبرى متميزة بوحدة وطنية متماسكة خلقت نوعاً فريدا من التعايش والانسجام بين مختلف مكونات المجتمع.

وواصل الشايب: «حفّزت رؤية 2030 الجميع من مسؤولين ومواطنين إلى تعزيز النظرة المستقبلية والانتقال من الواقع المعاش إلى أفق عالمي أوسع وأعلى، ووضعت لذلك خططا استراتيجية وبرامج متعددة لتحقيق هذه الرؤية. وهذه التحولات انعكست على العديد من الخدمات والجهات الحكومية بما يعزز حالة التنافسية وتنمية القدرات البشرية وتحقيق إنجازات علمية وأكاديمية».



التنمية البشرية



من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أحمد آل إبراهيم، إن العالم شاهد قفزات على صعيد تعزيز التنمية البشرية في المملكة، ووضع نظم وآليات تكفل كامل حقوق الفرد السعودي والمقيم في السعودية.

وأضاف آل إبراهيم لـ«الرؤية»، أن تمكين المرأة في مجالات صاعدة، يعد من أبرز سمات المملكة في السنوات الأخيرة، فضلاً عن تطوير البنية التشريعية وتعزيز الحقوق وبناء الإنسان، والسعي نحو جودة الحياة لكل من يعيش على التراب السعودي، مضيفاً: «تجلى كل ذلك خلال جائحة كورونا التي ضربت العالم وتعاملت معها الرياض باحترافية شديدة، وإنسانية شملت كل الموجودين داخل حدود الدولة».

وتابع: «أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حمل كل هموم الوطن الكبير»، ولديه الشغف والحماس والدقة والتفاني في خدمة وطنه وأمته، ويضع لمساته على أعقد وأبسط الأمور»، موضحاً أنه أبان عن تميز في طرح خطط وأفكار جذابة أدت لتسريع وتيرة تحديث وتطوير البلاد وتجديد شبابها، وهو ما «يصب في مصلحة دول مجلس التعاون والمنطقة العربية ككل".