الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أول امرأة عمدة للرباط للرؤية : نساء المغرب يواجهن التحديات بقوة وصبر

أول امرأة عمدة للرباط للرؤية : 
نساء المغرب يواجهن التحديات بقوة وصبر

أسماء اغلالو، أول عمدة امرأة للعاصمة المغربية الرباط.

أسماء أغْلَالُو.. اسم تردد مؤخراً في المغرب، بعدما أصبحت أول امرأة تشغل منصب عمدة العاصمة الرباط.

دخلت صاحبة الـ52 عاماً، عالم السياسة في سن مبكرة، وتدرجت في سُلَّمها، حتى تم انتخابها يوم الجمعة الماضي عمدة للعاصمة المغربية، في سياق شهد انتخاب سياسيتين مغربيتين أيضاً في منصب عمدة في كل من الدار البيضاء، ومراكش.



«الرؤية» التقت أسماء أغْلَالُو التي تحدثت عن تحديات مشاركة المرأة في العملية السياسية في المغرب، ومشروعها لتطوير الرباط وتحويلها إلى قطب تنموي عبر السعي للدخول في شراكات، وتوفير مشاريع تخلق آلاف فرص العمل للسكان.

أنتِ أول امرأة تُنتخَب في منصب عمدة الرباط.. ماذا يُمثل الأمر لك؟

هو تكليف أكثر منه تشريفاً، وهذه مسؤولية أعتز بها، وبالنسبة لي، الرباط هي العاصمة الإدارية، ولكنها أيضاً مدينة الأنوار، الرباط عرفت انطلاقة مشروع ملكي؛ وهو برنامج «الرباط مدينة الأنوار»، الذي وُقِّعَ أمام جلالة الملك عام 2014، ويشمل مشاريع مهمة، نتسلم مجموعة منها هذا العام، هذه المشاريع تشمل المسرح الكبير، الذي يعد معلمة تاريخية، وأكبر مسرح على مستوى أفريقيا، والمسبح الكبير، وملاعب القرب، وتم تجديد الإنارة والبنية التحتية.



كمجلس بلدي من المفروض أننا الجهة التي ستحافظ على هذه المكتسبات، وهذا يتطلب ميزانية وجهداً كبيراً، الرباط شهدت تغييراً كبيراً؛ لكننا أمام وضعية عجز داخل مدينة الرباط، فمن المفروض أن نخلق شركات التنمية المحلية، لتسيير تلك المشاريع، والحفاظ عليها، ولتوفير فرص شغل تُعطى فيها الأولوية لسكان الرباط.

قلتم إن «الرباط تعرف عجزاً»، هل تقصدون عجزاً مالياً؟

ميزانية الرباط تعرف عجزاً مالياً كبيراً، لأنها لا تتعدى 90 مليار سنتيم سنوياً «نحو 90 مليون دولار»، ولا تغطي الأجور والنفقات الإجبارية، كما أن المجلس البلدي اقترض 600 مليار سنتيم «نحو 600 مليون دولار» من صندوق التجهيز الجماعي، وللأسف أقساطه تثقل كاهل الميزانية.



حزب العدالة والتنمية (الذي سير العاصمة الرباط بين 2015 و2021)، أخذوا القرض، وهم من قاموا بهذا التسيير، وأوصلوا المجلس البلدي للمدينة إلى هذه الوضعية.

هي وضعية مزرية، ونحن أمام تحديات كبيرة جداً، للحفاظ على مكتسبات برنامج «الرباط مدينة الأنوار»، واليوم يجب أن نجد مداخيل، للرفع من موارد الرباط.

ما الأولويات الأخرى لبرنامجكم لتحسين حياة سكان العاصمة؟

سنقوم بكل ما في جهدنا. الضعف الموجود داخل الرباط يَكْمُنُ في غياب فضاءات الترفيه من المستوى الكبير، كما يجب زيادة المراكز الثقافية، وتشجيعها، فالرباط تتكون من 5 مقاطعات، يجب أن تكون فيها العدالة المجالية. وواجبنا أن نحاول توفير الإمكانات، التي تحفظ كرامة سكان هذه المقاطعات.

ولكي نقضي على الجريمة في بعض مناطق العاصمة، يجب أن نوفر سوقاً للعمل، من خلال جلب مستثمرين، وإحياء المنطقة الصناعية في مقاطعة اليوسفية.

تحالف الحكومة المغربية الجديدة، التي خُلقت أغلبيتها من 3 أحزاب؛ هي التجمع الوطني للأحرار الذي أنتمي إليه، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، حاولنا اعتمادَه على مستوى الجماعات الترابية.



عندما كنا نُعِدُّ برنامجنا في التجمع الوطني للأحرار، حاولنا إيجاد حلول لمشكلات الصحة، والتعليم، والشغل، وكذلك الحماية الاجتماعية.

هذا لا يدخل في اختصاص المجالس البلدية، ولكن سنجد طريقة لنكون اليد المنفذة لبرامج الحكومة على مستوى مناطقنا، لأننا نحن من نمارس سياسة القرب، ونحن أدرى الناس بوضعية كل منطقة من المناطق.

انتُخبت مؤخراً 3 نساء في منصب عمدة في المغرب. ماذا يعني ذلك في المشهد السياسي المغربي؟

هذا تجسيد لدستور 2011، الذي ينادي بالمناصفة. المغرب اليوم يضم 6 مدن كبرى، بينها 3 تسيرها نساء، وهذا أكبر دليل على التقدم الديمقراطي الذي عرفته بلادنا، والمناصفة، وأننا في الطريق الصحيح، وهذا شيء نفتخر به، لأنه غير موجود حتى في الدول المتقدمة.

المشهد السياسي في المغرب يهيمن عليه الرجال، وهذا واقع بدأ يتغير مؤخراً، لكنه لا يزال موجوداً.

في إطار هذا الواقع، هل وجدتم صعوبة في إبراز اسمكم، وتحقيق ذاتكم، في مجال السياسة؟

معلوم أن هناك صعوبات كبيرة، لأن عقلية بعض الأشخاص ذكورية. واليوم المرأة إذا وصلت إلى منصب، فيجب عليها أن تثبت وجودها فيه.

هل كان الوصول إلى منصب عمدة العاصمة هدفاً بالنسبة لك منذ البداية؟

لا، كنت نائبة برلمانية، وكان بإمكاني الترشح مرة أخرى للبرلمان. والسبب الذي جعلني أختار مزاولة سياسة القرب، هو ما وقع عندما وصلت جائحة كورونا، ورأيت سكان الرباط يعانون الأَمَرَّين، خاصة الذين لم يكن عندهم «نظام المساعدة الطبية»، أو التغطية الصحية.



وكان من المفروض أن يكون المجلس البلدي سنداً للسكان، لكنه لم يقم بدوره، ومنذ ذلك الوقت تمثل هدفي في السعي لتسيير الرباط، من أجل خدمة سكانها.

ما الرسالة التي توجهونها للمرأة المغربية والعربية؟

أفتخر بكوني امرأة مغربية وعربية. المرأة المغربية صبورة ولديها طاقة فريدة، فهي زوجة، وأم، ومسيِّرة، وعمدة، وطبيبة، تمتلك القدرة على تسيير مجموعة من المهام في وقت واحد، وهنا تَكْمُنُ قوتها.

تواجه المرأة في عصرنا تحديات كبيرة، وأقول للنساء المغربيات والعربيات إنه لا شيء يمكن أن يقف في وجه إرادتهن وتصميمهن، وإنه لا بد من المثابرة والإصرار، لأنهما مفتاح النجاح.