الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بدون سيارة ويأكلون الثمار بقشورها.. حياة نشطاء البيئة

بدون سيارة ويأكلون الثمار بقشورها.. حياة نشطاء البيئة

من المقرر عقد قمة المناخ في نوفمبر المقبل في غلاسكو - رويترز.

في الوقت الذي يواجه فيه العالم، بسبب نشاطات بشرية، مشاكل بيئية خطيرة، وتغيرات مناخية أخطر، يمكن أن تنهي الحياة مستقبلاً على كوكب الأرض، وقبل أسابيع من اجتماعات قمة المناخ المقرر عقدها نوفمبر المقبل، لخفض الانبعاثات الكربونية، تسلط «الرؤية» الضوء على أشخاص ناشطين في حماية البيئة، ومحاربة التغيرات المناخية، في جميع تفاصيل معيشتهم وحياتهم اليومية، محاولين بذلك إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تناول الخضر والفواكه بقشورها

الشابة المغربية، كنزة اسويلي (30 عاماً)، قالت لـ«الرؤية»، إنها «تتناول جميع الخضر والفواكه، التي يمكن تناولها بقشورها، دون إزالة القشور، للتقليل من كمية المخلفات التي ترميها، كما ترفض استلام الفواتير عندما تتبضع من الأسواق، أو عندما تسحب أموالاً من الشباك الإلكتروني للبنك، للمساهمة في الحد من قطع الأشجار، التي تعتبر المادة الخام لإنتاج الورق، كما أنها لا تقتني الأشياء التي لا يعاد تدويرها كالأكياس البلاستيكية، التي تستبدلها بـ«قفة» أثناء التسوق».

وتهتم اسويلي، وهي مسؤولة عن الموارد البشرية والتواصل، أيضاً بتربية النباتات، والاعتناء بها، لأنها تجد فيها، طاقة عظيمة، ولكونها تنتج الأكسجين، لذا تزرع الكثير منها في منزلها. وليست كنزة ملتزمة فقط بتربية النباتات، والاعتناء بها، في منزلها، بل إنها في كل مرة ترى فيها نبتة متضررة، أو غير معتنى بها، في مقر عملها، أو لدى أصدقائها وأقاربها، تأخذها معها لمنزلها، وتهتم بها إلى حين تحسن وضعها، ثم تعيدها إلى أصحابها إذا أرادوا ذلك، أو تحتفظ بها في منزلها إلى الأبد، إذا لم يعد أصحابها مهتمين بامتلاكها"، وفق قولها.

التوقف عن استعمال السيارة

أما سعيد شكري (60 عاماً)، وهو عضو مؤسس في الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، فقال لـ«الرؤية» إنه «لم يعد يستعمل سيارته الشخصية منذ 10 سنوات تقريباً، واستبدلها بالمشي على القدمين، أو باستقلال وسائل النقل الجماعية، واستبدل جميع مصابيح منزله التقليدية العادية، بمصابيح اقتصادية، للتقليل من استهلاك الكهرباء؛ لأنه يتم إنتاجه في المحطات الحرارية، التي تعمل بالفحم الحجري، أو الوقود، وهو ما ينتج عنه، بحسب قوله، غازات دفيئة تلوث البيئة، وتتسبب في تغيرات مناخية».

ويحاول شكري التقليل من استهلاك اللحوم قدر المستطاع، خاصة اللحوم الحمراء، لعدة أسباب؛ من بينها، بحسب حديثه لـ«الرؤية»، أن روث الأبقار ينتج عنه غاز الميثان، الذي يعتبر من الغازات المسببة للتغيرات المناخية بامتياز، وبسبب قطع أشجار الغابات، لخلق مناطق رعوية، ولزراعة أعلاف الماشية، التي تتسبب بدورها في التغيرات المناخية وتلوث البيئة، أثناء نقلها بوسائل النقل المختلفة، التي تستهلك الطاقات الأحفورية، وهو السبب نفسه الذي يجعل سعيد يتجنب استهلاك المياه المعدنية". وينشط شكري في مجال حماية البيئة، ومحاربة التغيرات المناخية، منذ عام 1989، وشارك في مؤتمرات التغير المناخي، التي تنظمها منظمة الأمم المتحدة لأكثر من 10 مرات، كما تمت استضافته عدة مرات في برنامج تلفزيوني مغربي؛ لإقناع المشاهدين بتبني تلك السلوكيات وغيرها من التي تندرج في إطار حماية البيئة، ومحاربة التغيرات المناخية.

مقاطعة المنتجات الغذائية المستوردة

ويعتبر إبراهيم أبو العباس (52 عاماً) أيضاً من المهووسين بحماية البيئة، ومحاربة التغيرات المناخية، في تفاصيل حياتهم اليومية، إذ قال لـ«الرؤية» إنه «يقاطع جميع المنتجات الغذائية المستوردة؛ لأنها تصل إلى المغرب على متن البواخر والطائرات، ما يزيد من الانبعاثات، بسبب الطاقات الأحفورية التي تستهلكها وسائل النقل تلك، ويستبدلها بالمنتجات الغذائية المصنعة محلياً، حتى ولو كانت أغلى ثمناً».

وينشط أبو العباس في مجال حماية البيئة منذ 25 عاماً، ويترأس الجمعية المغربية للسياحة البيئية وحماية الطبيعة. وكشف لـ«الرؤية» أنه «استبدل الورق بالتكنولوجيا الحديثة بنسبة 90 %؛ لأن مصدر الورق هو أشجار الغابات، التي يتم قطعها لتصنيع الورق، كما يحرص حرصاً شديداً على ترشيد استعمال الماء والكهرباء في منزله، الذي يقطنه مع أسرته، إضافة إلى ذهابه للتسوق سيراً على الأقدام».