قال نائب رئيس تيار المستقبل اللبناني، الدكتور مصطفى علوش، إن الأزمة القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان ليست وليدة اللحظة، وليست مجرد رد فعل على تصريحات «قرداحي».
وتشهد العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان أزمة غير مسبوقة، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول اليمن، والتي اعتبرت مسيئة للمملكة العربية السعودية.
وأعلنت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين سحب دبلوماسييها من الجمهورية اللبنانية، ومطالبة سفراء لبنان في الدول الأربعة بمغادرة البلاد، فضلاً عن منع مواطني السعودية والإمارات من زيارة لبنان، وتعليق بعض الاتفاقيات التجارية مع البلد المأزوم سياسياً واقتصادياً.
وأضاف علوش، في تصريحات لـ«الرؤية»، أن ما نسب لوزير الإعلام تسبب في أذى كبير للبنان.
وتابع أن ارتهان لبنان لقرار سياسي وعسكري وأمني يضر الدولة وشعبها، «وأن دول مجلس التعاون الخليجي نفذ صبرها، وطفح الكيل، ما أدى لرد الفعل غير المسبوق الذي تمثل في قطع العلاقات مع لبنان».
وأشار إلى أن حكومة نجيب ميقاتي تواجه أزمات كبرى، داخلياً وخارجياً، أبرزها قضية القاضي بيطار، وتحقيقات تفجير مرفأ بيروت، والحكومة دخلت مرحلة «الموت السريري» فهي ليست قادرة على الاجتماع لتخفيف الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتفاهم مع صندوق النقد الدولي، أو التجاوب مع مطالب الشارع العادلة.
وواصل أن أزمة لبنان مع دول الخليج على وجه الخصوص، أطاحت بآمال الحكومة في الوفاء بالتزاماتها تجاه اللبنانيين، وأظن أن استقالة الحكومة هي الخيار الأفضل في حال لم تتمكن من القيام بأي شيء تجاه كل هذه الأزمات.
وأكد أن تيار المستقبل بقيادة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لديه موقف واضح تجاه الأزمة القائمة، وأن تيار المستقبل يتبنى نهجاً واضحاً، هو وحدة لبنان وسيادته والاندماج مع محيطه العربي.
نهج مرفوض
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» عن خليفة شاهين المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، قوله، إن قرار سحب الدبلوماسيين جاء تضامناً مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة.
وأشار المرر إلى استمرارية العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت خلال الفترة الحالية.
انعدام المسؤولية
وعلق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري على الأزمة بقوله، إن: اللبنانيين يعيشون في جهنم الآن.
وقال «الحريري» في بيان، الجمعة، تعليقاً على الأزمة التي أثارها وزير الإعلام اللبناني، إن وصول العلاقات بين لبنان والسعودية وباقي دول الخليج إلى هذا الحد، من انعدام المسؤولية والاستقواء بالأفكار المنتفخة يعني أن اللبنانيين يعيشون فعلاً في جهنم.