السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

المجلس الرئاسي الليبي يوقف وزيرة الخارجية عن العمل.. والحكومة تعترض

المجلس الرئاسي الليبي يوقف وزيرة الخارجية عن العمل.. والحكومة تعترض

نجلاء المنقوش. (أ ف ب)

قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي، السبت، إن المجلس أوقف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل بسبب «مخالفات إدارية» وقرر منعها من السفر.

وأكدت المتحدثة نجوى وهيبة صحة وثيقة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تأمر بوقف منقوش عن العمل بسبب «انفرادها بالسياسة الخارجية».

من جانبها، رفضت حكومة الوحدة الوطنية في وقت مبكر من صباح الأحد قرار المجلس الرئاسي، وأشادت بجهود الوزيرة، موجهة إياها بمتابعة عملها بالوتيرة نفسها.

وأضاف البيان أنه لا يوجد «أي حق قانوني للمجلس الرئاسي في تعيين أو إلغاء تعيين أعضاء السلطة التنفيذية أو إيقافهم أو التحقيق معهم، والتي تعد صلاحيات حصرية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية».

واختار منتدى الحوار السياسي الليبي، وهو تجمع اختارته الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق للسلام في ليبيا، مجلساً رئاسياً من ثلاثة أشخاص برئاسة محمد المنفي حتى إجراء الانتخابات.

ومن المرجح أن يؤدي الخلاف بشأن تعليق المجلس لوزيرة الخارجية إلى زيادة التوترات بين الفصائل المتناحرة في ليبيا، بينما تحاول العمل معاً بعد سنوات من الصراع.

وتأتي الخطوة قبل ستّة أيام من استضافة باريس مؤتمراً دولياً حول ليبيا، والمقرّر في 12 نوفمبر، بهدف التحضير لانتخابات رئاسية الشهر المقبل، تليها انتخابات تشريعية بعد شهر.

ونصّ قرار أصدره المجلس الرئاسي وتناقلته وسائل الإعلام على «تشكيل لجنة تحقيق برئاسة نائب رئيس المجلس عبدالله اللافي»، على أن ترفع تقريرها في مهلة أقصاها 14 يوماً.

والمجلس الرئاسي الذي شُكّل في فبراير، في إطار مسار ترعاه الأمم المتّحدة، هو أعلى سلطة تنفيذية في ليبيا، ومهمّته توحيد المؤسّسات وإخراج البلاد من النزاعات والإشراف على عملية المصالحة الوطنية بين الأطراف المتصارعة، تعاونه في ذلك حكومة انتقالية يرأسها عبدالحميد الدبيبة.

ولم تكشف المتحدّثة عن أيّ تفاصيل بشأن الاتّهامات الموجّهة إلى المنقوش، لكنّ وسائل إعلام محليّة عزت قرار المجلس الرئاسي إلى تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية قبل بضعة أيام لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أكّدت فيها أنّ طرابلس «مستعدّة للتعاون مع الولايات المتحدة» لتسليمها مشتبهاً فيه بقضية تفجير لوكيربي.

وطائرة البوينغ 747 التابعة لشركة «بانام» الأمريكية كانت تقوم برحلة بين لندن ونيويورك عندما انفجرت في 21 ديسمبر 1988 فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية، ما أدّى إلى مقتل 270 شخصاً، من بينهم 190 أمريكياً.

والمطلوب الذي كانت المنقوش تشير إليه هو أبوعقيلة محمد مسعود، المسؤول السابق في الاستخبارات الليبية، المتّهم بتصنيع القنبلة التي انفجرت في الطائرة.

وأبوعقيلة مسجون راهناً في ليبيا ومتّهم أيضاً بالمشاركة في الاعتداء على ملهى «بيل» في برلين عام 1986 والذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومواطنة تركية.

وقال الخبير في مركز «غلوبل إينيشياتيف» للأبحاث عماد الدين بادي من جنيف: إنّ الإجراء المتّخذ بحق المنقوش يأتي في وقت «تتجلّى فيه التوتّرات بين الجهات السياسية الفاعلة، ولا سيّما داخل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، وهي توترات زاد من حدّتها الاستحقاق الانتخابي المحدّد في 24 ديسمبر».

وأضاف أنّ «موقف الولايات المتّحدة أساسي، وبالتالي فإنّ الأحداث الراهنة تصبّ في خانة التودّد لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولا سيّما في قضايا مثل تسليم مطلوبين.