الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الانتخابات الليبية تتأهب لـ«معركة الطعون الكبرى»

رغم تزايد عدد المرشحين في انتخابات الرئاسة الليبية، إلّا أن هناك مرشحين بارزين؛ مثل المشير خليفة حفتر، ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، وسيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتوقع خبراء أن نتيجة الانتخابات لن تحسم من الجولة الأولى، موضحين أن التنافس ليس المشكلة في انتخابات الرئاسة الليبية، وإنما المعركة الكبرى تتمثل في الطعون التي ستقدم ضدهم.

أبرز المرشحين

يقول الباحث السياسي بمركز بني غازي للدراسات السياسية في ليبيا سابقاً، محمد اليمني: «المنافسة في انتخابات الرئاسة الليبية، تحتدم بين المشير حفتر، والدبيبة، وسيف الإسلام القذافي، فقد قدم الدبيبة خدمات عديدة للمواطنين الليبيين منذ توليه رئاسة الوزراء، ومن ثم لديه شعبية كبيرة».

وأضاف اليمني في تصريحات خاصة: «الدبيبة دخل للشعب الليبي من مدخل العاطفة، وصرف أكثر من 9000 دولار لكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج، وضاعف رواتب المعلمين، وقدم الخدمات، فهو يريد الوصول للرئاسة مهما كان الثمن، وكذلك المشير خليفة حفتر الذي له شعبية كبيرة للغاية في ليبيا لأسباب كثيرة، ولديه القوة والدعم الخارجي قبل الداخلي، لأنه يحارب الإرهاب، والمقاتلين والمرتزقة في ليبيا».

الانتخابات رغم المعوقات

وأشار إلى أن الشعب الليبي لديه رغبة قوية في إجراء الانتخابات، فقد وصل عدد المواطنين الذين حصلوا على بطاقاتهم الانتخابية حتى الآن إلى مليون مواطن، رغم أن استمرار وجود المرتزقة والقوات الأجنبية قد يعيق نجاح العرس الانتخابي، فالأيام القليلة المقبلة من الممكن أن تشهد احتداماً بسبب الإخوان الذين يريدون تأجيل الانتخابات، وعدم إتمامها، إلى جانب المرتزقة.

وتابع قائلاً: «لعل ما حدث من إطلاق الرصاص من قبل مسلحين مجهولين، على مفوضية الانتخابات، هو خير دليل على ذلك، وهذا يشير إلى أنه ربما تشهد الأيام المقبلة احتداماً كبيراً، أو مؤامرة، أو شيئاً من هذا القبيل».

وأردف قائلاً: «في ظل عدم وجود دستور يحكم ويحمي الانتخابات، فلا بد من لجنة تقصي حقائق خارجية، لحماية الانتخابات، كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».

مشكلة الطعون

أما الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم فقال: «المعركة الحقيقية في انتخابات الرئاسة المقبلة، ليست في مدى التنافس بين المرشحين على مقعد الرئاسة، فالمنافسة تنحصر بين عدد قليل من المرشحين، لكن الأزمة الحقيقية ستتمثل في الطعون الذي ستقدم في المرشحين، نظراً لوجود مخالفات وأحكام قضائية ضد بعضهم، إضافة إلى حمل بعضهم جنسية أخرى».

وأضاف في تصريحات خاصة: «هناك حكم قضائي على سبيل المثال صدر ضد المشير حفتر، بعد عام 2011، إضافة إلى حمله الجنسية الأمريكية، كما أن المرشح سيف الإسلام القذافي صدر بحقه حكم قضائي، إضافة إلى إدانته من المحكمة الجنائية الدولية، أما الدبيبة، فالمادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية تستبعده من الانتخابات، حيث تنص على أنه (يعد كل مواطن، سواء كان مدنياً أم عسكرياً، متوقفاً عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر)، وإذا لم ينتخب فإنه يعود لسابق عمله وتصرف له مستحقاته كافة».

وتابع: «هناك ثغرات قانونية، يستطيع من خلالها المرشحون، الالتفاف على أسباب منع ترشحهم للرئاسة، واستكمال ماراثون الانتخابات، خاصة أن الدبيبة على سبيل المثال كان قد طعن على المادة 12 من قانون الانتخابات، إلا أن توفر أسباب ومخالفات بعضهم تتيح استبعاده، عبر بعض الطعون، وهو أمر قائم ووارد».

وأشار بلقاسم إلى أن الطعون هي المعركة الحقيقية للانتخابات الرئاسية الليبية، والتي ستتلقاها مفوضية الانتخابات فور غلق باب الترشح.

لا حسم من الجولة الأولى

ويقول عضو مجلس النواب الليبي صالح فحيمة، إن المنافسة تحتدم بين المشير حفتر، وسيف الإسلام القذافي، ورئيس الوزراء الدبيبة، لافتاً إلى أن السباق الانتخابي لن يحسم من الجولة الأولى، وإنما من الجولة الثانية.

وأضاف في تصريحات خاصة أنه من المتوقع أن تكون الجولة الثانية بين المشير حفتر، وسيف الإسلام القذافي، مؤكداً عدم تأجيل الانتخابات، وإتمام إجرائها في موعدها.