الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التفاصيل الكاملة لزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب

  • مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصناعة الدفاعية
  • الدفع نحو تصنيع الرباط طائرات بدون طيار «الكاميكازية»

سامي جولال-الرباط

تطوير العلاقات الأمنية، والاستخباراتية، والعسكرية، وتمكين المغرب من تصنيع الأسلحة، وتحديدا الطائرات بدون طيار«الكاميكاز»، والدفع نحو تحول المغرب إلى دولة صاعدة على المستوى الإقليمي، وغيرها من الأمور الأخرى، تدخل ضمن أبعاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى المغرب، التي انطلقت الأربعاء، وشهدت توقيعه على مذكرة تفاهم في مجال الدفاع مع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني في المغرب، عبد اللطيف لوديي.

ووصل غانتس إلى العاصمة المغربية الرباط ليل الثلاثاء، في أول زيارة لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب. وتستمر الزيارة، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وسيلتقي خلالها غانتس مجموعة من المسؤولين المغاربة، حتى نهاية 25 نوفمبر.

وزار وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، في أول نشاط رسمي له بالمملكة، ضريح محمد الخامس بالعاصمة الرباط، إذ ترحم على روحي الملكين المغربيين الراحلين؛ محمد الخامس، والحسن الثاني. ووضع غانتس إكليلا من الزهور على قبريهما، ووقف دقيقة صمت ترحما على روحيهما، قبل أن يوقع في الدفتر الذهبي للضريح.

وعقب لقاء جمع بين غانتس ولوديي، وقع الوزيران على مذكرة تفاهم في مجال الدفاع، تشمل تبادل التجارب والخبرات، ونقل التكنولوجيا والتكوين، إضافة إلى التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.

وكانت زيارة الوفد الأمريكي-الإسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب، التي تلت الإعلان عن استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية في 10 ديسمبر المنصرم، توجت في 22 ديسمبر بإصدار إعلان مشترك في العاصمة الرباط بين المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، دشن عهدا جديدا في العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل، وذلك بعد قطع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية سنة 2002.

وتم افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية الرباط، في 12 أغسطس المنصرم، بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد.

ثمرة استئناف العلاقات

وقال الخبير الأمني المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، إن «هذه الزيارة تعتبر أول زيارة لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب بشكل علني، وهي ثمرة لاستئناف العلاقات بين البلدين (في ديسمبر 2020)، ما أدى إلى إبرام مجموعة من الاتفاقيات بينهما، شملت عدة ميادين؛ سواء في المجال السياحي، أو الجوي، أو رفع التأشيرة، بالاضافة إلى التعاون في المجال العسكري».

وأضاف شقير، في تصريحات خاصة، أن «هذه الزيارة، والاتفاق، تكريس لتعاملات سابقة، بحيث أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل ليست وليدة اليوم، بل تعود، بحسبه، إلى ستينيات القرن الماضي، خاصة على المستوى الاستخباراتي الأمني، وهي تتطور، ووصلت الآن إلى مرحلة النضج».

أخطار الساحل الإفريقي

وبين شقير أن «هذه الزيارة ستشكل بداية لتطوير العلاقات ما بين البلدين، خاصة على المستوى الأمني والاستخباراتي، والعسكري، بحكم أنها زيارة أمنية-عسكرية بامتياز، الأمر الذي ينعكس، وفق شقير، من خلال أجندة زيارة الوزير الإسرائيلي، التي ستشمل زيارة مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (جهاز الاستخبارات الداخلية المغربية)، بالإضافة إلى مجموعة من المديريات الأمنية، ما يعكس الصيغة الأمنية والاستخباراتية، في وقت يرغب فيه البلدان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في مواجهة الإرهاب، خاصة في المنطقة التي تعرف مجموعة من عوامل عدم الاستقرار؛ سواء في تونس، أو ليبيا، ناهيك عن الأخطار القادمة من منطقة الساحل الإفريقي».

طائرات بدون طيار

وأبرز شقير أن «مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين وزير الدفاع الإسرائيلي، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني في المغرب، عبد اللطيف لوديي، تتعلق بمسألتين أساسيتين؛ تهم الأولى، بحسب شقير، بالأساس صنع المغرب، أو مساهمته في صنع، طائرات بدون طيار، أو ما يسمى بالطائرات الكاميكازية، التي تمتلك إسرائيل تكنولوجيا عالية وتفوقا في صناعتها»، موضحا أن «ذلك يأتي في إطار احتياجات المغرب، واستراتيجيته العسكرية، لمواجهة أي تحرك على مستوى الجدار العازل في الصحراء المغربية، أو مواجهة أي هجوم صاروخي من طرف أية جهة معادية، ما يجعله في حاجة إلى هذه الطائرات، التي سبق أن اقتنى نماذج منها من تركيا».

وأردف شقير أن «المسألة الثانية تخص تفكير المغرب في اقتناء نظام دفاعي متطور»، مبرزا أن «إسرائيل راغبة، بحسبه، في بيع هذا النوع من الأنظمة، التي تدخل ضمن الاستراتيجية العسكرية للمغرب».

واستقبل الجنرال دوكوردارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية قائد المنطقة الجنوبية، بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية في الرباط، الوزير بنيامين غانتز على رأس وفد إسرائيلي هام، بحضور مسؤولين عسكريين سامين من القوات المسلحة الملكية، بحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

ونوه المسؤولان، خلال جلسة العمل هذه، بأهمية التعاون بين البلدين، الذي يعود بالنفع على الجانبين، ويبشر بتعاون واعد على مستوى تبادل الخبرات، ولاسيما في مجالات التكوين، وتعزيز قدرات الدفاع، ونقل التكنولوجيا.

دولة صاعدة

ومن جانبه، قال المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، إن «المغرب رسم مخططا، ويرمي إلى أن يكون من الدول الصاعدة على المستوى الإقليمي، وبالتالي يحتاج إلى توفير الأمن؛ على المستوى العسكري، والغذائي، والطاقي، والصحي، وأنه في هذا الإطار يأتي التعاون مع إسرائيل في هذا الجانب، لتصبح المغرب دولة مصنعة للأسلحة، ولتكون رائدة في إفريقيا»، مردفا أن «المغرب لا يتعامل من أجل هذا الهدف مع إسرائيل لوحدها، بل مع مختلف الدول المعروفة في هذا المجال، لكن يتم التركيز على إسرائيل نظرا لحساسيتها».

وأضاف لزرق، في تصريحات خاصة، أن «إسرائيل ستنقل خبراتها إلى المغرب، ليصير دولة صاعدة وإقليمية»، مبرزا أن «ملك المغرب، محمد السادس، تحدث في خطاب عيد العرش الأخير عن كون المغرب دولة تتعرض للعديد من المؤامرات، وبالتالي يجب أن يكون لها، بحسب لزرق، أمن بالمفهوم الدفاعي، والطاقي، والصحي، لأن ذلك من شروط الدول الصاعدة».

وأبرز لزرق أن «التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل سيكون تعاونا ثنائيا في إطار عالمي، لمحاربة الجريمة، وتوفير المعلومات، ومحاربة الظاهرة الإرهابية»، موضحا أن «الجديد هو أن المغرب سيتحول من دولة تقتني الأسلحة إلى دولة مصنعة، وأن إسرائيل معروفة بأنها من الدول الرائدة في صناعة بعض الأسلحة، وبالتالي سيستفيد المغرب من خبراتها في هذا المجال».