الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

مساعي الولايات المتحدة لإتمام صفقة «F 35».. دلالات سياسية واقتصادية

مساعي الولايات المتحدة لإتمام صفقة «F 35».. دلالات سياسية واقتصادية

(رويترز)

أثار إعلان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، عن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في حل القضايا المتعلقة بإتمام صفقة مقاتلات إف 35، اهتمام العديد من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين، الذين أكدوا أن لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية هذا، دلالات اقتصادية وسياسية واستراتيجية.

كانت الإمارات قد أبلغت الولايات المتحدة، الثلاثاء، بتعليق مشاورات صفقة شراء مقاتلات إف 35. ويقول رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، العميد سمير راغب، إن تعطيل تنفيذ الصفقة في السابق يعود إلى أن آلية صفقات السلاح معقدة نسبيا في أمريكا، فهناك دوائر صنع قرار كثيرة و جهات عدة تتحكم في الأمر، ومن الممكن أن تعطل أي جهة منها الصفقة، وزارة الدفاع، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الخارجية الأمريكية، البيت الأبيض، لجنة الخدمة العسكرية في الكونغرس، أو الكونغرس بشكل عام، فتعدد دوائر صنع القرار في صفقات الأسلحة تحديداً، هو ما يفعل ذلك.

وأوضح راغب، في تصريحات خاصة، أن صفقة مقاتلات إف 35 والدرونز تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، وهي صفقة ضخمة، مغرية للجانب الأمريكي تنعش صناعة السلاح للشركات في أمريكا، التي يترتب عليها مزيد من فرص العمل، فهذه تجعل دائماً هناك صوتاً مع الصفقة، وهناك صوت ثان يتعلق بالحظر على تصدير تكنولوجيا معينة في السلاح ومنها إف 35.

وتابع، أن هناك صوتاً مؤيداً في الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام صفقة إف 35 للإمارات، وهو الصوت صاحب النظرة الاقتصادية، وهناك صوت محرض ينظر على توازن القوى داخل المنطقة، وينظر دائماً على فكرة الحفاظ على توازنات معينة في تصدير الأسلحة ذات التكنولوجيا الجديدة.

وأضاف أنه في النهاية هناك قيد آخر من الداخل الأمريكي على بعض الجهات الأخرى الأمريكية، وتحديداً الكونغرس الأمريكي، بأنه إذا لم تتم صفقات السلاح، فهذا يدفع الطرف الآخر إلى أسواق أخرى في أوروبا، وفي هذه الحالة ستخسر الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من حلفائها.

وقال راغب إن دولة الإمارات شريك مهم للولايات المتحدة، إذ تدعمها في محاربة الإرهاب، كما أنها دولة معتدلة، ومساهمة بشكل كبير في ترسيخ الاستقرار في المنطقة بأكملها.

وأشار إلى أن «وزارة الدفاع الأمريكية تنظر للوائح والثوابت لديها، والتي تحدد من يحصل على سلاح ونوعه، ومواصفاته، فيما تبحث الخارجية من منطلق أنها ترى العلاقات الخارجية الأمريكية، هل هذه الصفقة ستؤثر على علاقات أخرى وأمور أخرى وهكذا. لكن هناك أيضاً حسابات اقتصادية من يهتم بها هما البيت الأبيض والكونغرس».

وأوضح أن «البيت الأبيض أيضاً من الجهات التي من الممكن أن تضغط لإتمام صفقة ما.. وعامة الصفقات الضخمة تستغرق وقتاً كبيراً».

ولفت إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى السلم في المنطقة «ولا تعادي أحداً، وتتبع سياسة جيدة مع الجميع، وتكون وسيطاً للتوفيق بين الدول».

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدر الدين، إنه «قد يتم أحياناً اقتطاع أجزاء من أسلحة حديثة شديدة التطور، وقد لا تمنح بنفس المواصفات الموجودة بها في الأصل».

وأضاف إكرام بدر الدين، في تصريحات خاصة، أن «الصفقة ليست مرتبطة بالولايات المتحدة والإمارات فقط، وإنما تتأثر بالتغيرات الدولية التي تحدث في منطقة الخليج العربي.. ما يتطلب تشاوراً مع الدول العربية كلها، وفي مقدمتها الإمارات».

بدوره، قال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء الدكتور محمد الألفي إن «من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية إتمام صفقة مقاتلات إف 35 مع الإمارات.. فالتقارب والحفاظ على المصالح الاستراتيجية في المنطقة يقفان وراء هذا التحرك الأمريكي».

وأضاف الألفي في تصريحات خاصة أن «السياسة الإماراتية ذكية للغاية، فهي تتعامل مع جميع الدول، تركيا، و إسرائيل، فالتقارب الإماراتي السياسي الأخير مع العديد من الدول، جاء في مصلحتها، وهو ما يؤكد نجاح سياسة الإمارات في جميع الاتجاهات، وهي أحد الأسباب الرئيسية لتنفيذ مطالبها».