في الوقت الذي يعيش فيه القطاع السياحي في كثير من البلدان أزمة بسبب جائحة «كوفيد-19»، شكَّلت دبي استثناءً، بعدما وصل عدد الفرنسيين الزائرين للإمارة في 2021، ضعفي عددهم في عام 2019، وذلك بفضل معرض «إكسبو 2020 دبي»، والأسعار الجيدة لقضاء العطل، ولمميزاتها الطبيعية والمناخية.
جاء ذلك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «20Miniutes» الفرنسية، التي توزع في فرنسا، وإسبانيا، وسويسرا.
وقالت «20Miniutes»، في تقريرها الذي نشر مساء الأربعاء، تحت عنوان «فيروس كورونا: لكن كيف تمكنت دبي من جذب الكثير من السياح في خضم الجائحة؟»، إن قطاع السياحة من بين القطاعات، التي عانت أكثر من غيرها بسبب جائحة «كوفيد-19»، لكن يبدو أن مدينة دبي هربت بأعجوبة من الظلام والكآبة، مشيرة إلى أن مطار دبي الدولي تجاوز المليون مسافر في أكتوبر، كما تجاوز المطار رقم مليون مسافر أسبوعياً في نوفمبر.
إكسبو دبي 2020
وقال رئيس شركات السفر، جان بيير ماس، لموقع «فرونس آنفو»، الثلاثاء، إن عدد الفرنسيين الذين زاروا دبي في 2021، كان أكثر بمرتين مقارنة بعام 2019، مبرزاً أن هذه الجاذبية ترجع بشكل أساسي إلى إقامة المعرض العالمي (إكسبو 2020 دبي).
وأفادت «20Miniutes» بدورها بأنه إذا وافق الفرنسيون على رحلة مدتها 7 إلى 10 ساعات للذهاب إلى دبي، فإن الأمر لن يقتصر على «تواصل العقول وصنع المستقبل» في إشارة إلى شعار إكسبو دبي.
المؤهلات الطبيعية والمناخية
وأوضح المنبر الإعلامي الفرنسي أن الإمارة وجهة ساحلية، طقسها لطيف على مدار العام، وتتميز بدرجات حرارة مثالية في الشتاء، والربيع، والخريف.
وتضاعف خلال الفترة ما بين أغسطس وديسمبر من هذا العام، ذكر دبي بمرتين أو ثلاث مرات على الشبكات الاجتماعية؛ من 250 إلى 629 ألفاً، بحسب كارولين فيليت، مديرة مكتب دراسات «أُوبِينْيُونْ آكْتْ»، الذي يحلل سلوك وآراء مستخدمي الإنترنت على الشبكة.
المؤثرون وشبكات التواصل الاجتماعي
وأفاد الموقع الإلكتروني الإخباري لـ«20Miniutes» بأنه في الأشهر والسنوات الأخيرة، انتقل المزيد من المؤثرين، ونجوم تلفزيون الواقع، إلى دبي، وهو اتجاه يمكن أن يكون قد ساهم -بحسب المصدر نفسه- في الحماس حول هذه الوجهة.
وأبرز الموقع الفرنسي أن دبي تعرف كيف تُنشِّط المؤثرين من المجتمعات المختلفة، الذين يحافظون على جاذبية الوجهة: محبي التسوق، الحرارة، منحدر التزلج في الصحراء، وغيرها، مبيناً أن دبي وجهة سياحية حاضرة من خلال هؤلاء السفراء على مختلف الشبكات، في إنستغرام، وتيك توك، ويوتيوب، وسواها، والتي تتيح لهم الوصول إلى الجماهير من جميع الأعمار والاهتمامات، بحسب كارولين فيليت.
وذكرت فيليت أن ذروة عمليات البحث المتعلقة بدبي على «غوغل» وقعت بين نوفمبر 2020 وأبريل 2021، مقارنة بالسنوات الأخرى.
أسعار جيدة
وبحسب «20Miniutes»، فإن إمارة دبي لم تعد مخصصة للسياح الأثرياء فقط، موضحاً: «تمارس دبي منذ فترة سياسة تسعير مفتوحة لجميع الميزانيات. وأثناء الوباء، يمكن أن تحصل على عطلة لمدة 5 أيام- 4 ليالٍ في فندق 3 نجوم، مقابل 600 يورو، بما في ذلك تذاكر الطيران».
وأوضح الموقع الإلكتروني أن السعر ليس السبب الوحيد لزيارة دبي، إذ لعب المستوى المعقول من القيود الصحية، مقارنة بالدول الأخرى في العالم، دوراً كبيراً، بحيث كان مطار دبي من أوائل المطارات التي أعيد فتحها في يوليو 2020، بعد أشهر فقط من بداية تفشي الوباء العالمي، وكان الشرط الوحيد للوصول إلى دبي دائماً هو إجراء اختبار «بِي سِي آرْ» قبل الرحلة بـ72 ساعة.
ووفق الموقع الإخباري، لم يكن هناك أبداً تعقيدات في الإجراءات الرسمية المفروضة، ولا سياسة إغلاق وفتح متكرر للحدود، والتي كانت دراماتيكية بالنسبة لقطاع السياحة في أماكن أخرى.
وأبرز الموقع الفرنسي أنه من خلال هذه السياسة البسيطة، طمأنت دبي المسافرين الذين يحجزون رحلات، دون خوف من إلغائها في اللحظة الأخيرة، بسبب الإجراءات الجديدة داخل الدولة.. كما أنه ليس هناك أيضاً خطر الاضطرار إلى تغيير الخطط أثناء الإقامة.