السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

خطة ميشال عون لـ«تبييض وجه حزب الله» في لبنان

خطة ميشال عون لـ«تبييض وجه حزب الله» في لبنان

لبنانيون أمام محل للصرافة في العاصمة بيروت. ( أ ف ب)

  • نائب "تيار المستقبل": الحريري لا يرغب في مواجهة الرئيس في الحوار الوطني
  • طوني بولس: مقاطعة جزء كبير من القوى السياسية قتل الحوار في مهده
توالت اعتذارات الأحزاب والقوى السياسية في لبنان، عن المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس اللبناني ميشال عون، والتي جاء في مقدمتها اعتذار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تيار المردة اللبناني سليمان فرنجيه، فيما أعلن حزب الله في وقت سابق مشاركته في الحوار.

كان الرئيس ميشال عون قد دعا نهاية العام الماضي، إلى إجراء حوار وطني عاجل بين الأطراف السياسية اللبنانية، بهدف التفاهم على إقرار اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وخطة التعافي المالي والاقتصادي.

توجه واحد


وحول عدم مشاركة تيار المستقبل، قال نائب رئيس التيار مصطفى علوش، إن الجهات التي أعلنت مشاركتها في الحوار حتى الآن جميعها من توجه وطيف واحد، وهذا يعني أنه لا حاجة للحوار؛ لأن من سيأتي يبدو أنه متفق مع حزب الله على مسائل عديدة، منها المسائل المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية، أما المسائل الاقتصادية فبالتأكيد الحكومة هي المسؤولة عن هذا الشئ، وعلى الأقل هناك تفاهمات واضحة بهذا الخصوص، من بينها التنسيق مع صندوق النقد الدولي، وعقد اجتماع الحكومة، وإجراء الإصلاحات.


وأضاف" علوش" في تصريحات خاصة، أن المشاركة في هذا الحوار ضرورية بالتأكيد، لكن الإشكال الكبير هو أن كل الحوارات السابقة التي حدثت وصلت لنتائج تجاهلها وانقلب عليها حزب الله في أكثر من مناسبة. مشيرا إلى أن القضية لا تتعلق بحزب الله، وإنما بإيران، التي يجب أن يُفتح معها الحوار إذا كان هناك مجال لذلك؛ لأنها الجهة الآمرة الناهية بخصوص حزب الله، لذا فتيار المستقبل لن يشارك في الحوار، و عمليا لا يمكن الحوار مع حزب الله، لأنه لا يمكن الاتفاق بشأن هذه الأمور معه. مؤكدا أن عدم مشاركة التيار في الحوار تعود لهذه الأسباب، إلى جانب عدم رغبة زعيم التيار سعد الحريري في حضور لقاء مع الرئيس ميشال عون.

دعم حزب الله

من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني، طوني بولس، إن الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، ليس سوى محاولة لدعم لحزب الله من جديد وتسهيل انفتاحه على المستوى الداخلي، لافتا إلى أن حزب الله هو من دعا للحوار الوطني من خلال رئيس الجمهورية ميشال عون، "رئيس الجمهورية وجميع المؤسسات لا تقوم بأي خطوة في لبنان إلا بعد العودة إلى حزب الله، الذي يلعب دورا أساسيا في إدارة الحكم".

وأضاف أن حزب الله يريد هذا الحوار لدعم نفسه، وفك الحصار المفروض عليه، خاصة وأن اللبنانيين ضاقوا ذرعا به، ويرفضون اليوم منطقه، وهناك رؤية لدى المواطنين اللبنانيين لمقاومته كونه يجسد الاحتلال الإيراني في لبنان. مشيرا إلى أن مقاطعة جزء كبير من القوى السياسية للحوار، قتله في مهده.

وأضاف"بولس" في تصريحات خاصة، أن هذا الحوار لن ينجح، "لا حوار مع حزب الله، ويجب مقاومته بالوسائل المؤسسية والديمقراطية، ومن خلال الدعم الدولي والعربي للشعب اللبناني، لمقاومة هذا الاحتلال، ومن ثم هذا الحوار هو حوار الطرشان، ولن يستطيع الرئيس ميشال عون، وحزب الله تحقيق رغباتهم منه"، موضحا أن حزب الله يحاور نفسه، ولن ينجح في استجلاب الآخرين إلى طاولته.

مضيعة للوقت

وقال أستاذ القانون الدولي بلبنان طارق شندب، إنه لا يمكن الحديث عن حوار وطني بشكل جدي في ظل منظومة السلاح التي يتمتع بها حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن الحوار مضيعة للوقت، فبعد انتخابات عام 2008 جرت عدة موائد للحوار بحضور ميشال عون، وسمير جعجع، وسعد الحريري، وكل الزعماء السياسيين، لبحث الاستراتيجية الدفاعية، ولم تنجح أي منها، بل على العكس كانت النتيجة اغتيالات وقتل لمن شاركوا في هذه الحوارات، على أيدي ميليشيات حزب الله، فالدستور اللبناني واضح، وهناك مجلس نواب يجب أن يطرح هذا الموضوع داخله.

وأضاف شنب في تصريحات خاصة، أن عون يحاول إعادة الحياة للأموات، والاستفادة من اللحظات النهائية في تاريخ ولايته الرئاسية، لفتح طرق جديدة أمام حزب الله في لبنان، وهذا الأمر قوبل بالرفض من عدد من القوى السياسية. وهو ما يمثل فشلا للحوار قبل بدئه، مؤكدا أن المشكلة ليست في الحوار الوطني وإنما في خرق الدستور والقانون، و تسلط ميلشيات إرهابية لحزب الله على الواقع السياسي في لبنان، وخضوع الرئيس اللبناني لهذه الميليشيات وتغطيتها سياسيا، وحكوميا وخارجيا، عبر الحكومات اللبنانية، و إعطائها التنفس الاصطناعي لكي تقوم بأعمالها، والسيطرة على مكونات الدولة بتغطية من الرئيس ميشال عون وفريقه.

و أكد شندب، أن هذا الحوار لا جدوى منه، ولن ينجح أبدا، والمشكلة الرئيسية مع حزب الله، هو أن أي حوار في وجود سلاح لا معنى له، فعندما يتم سحب سلاح ميليشيات حزب الله، من الممكن الحديث عن حوار، لكن في ظل وجود السلاح الأمر يعد احتلالا وسيطرة، ولن يؤتي نتائجه.