قال مصادر طبية سودانية، إن ثلاثة محتجين قتلوا، الاثنين، بعدما تعرضوا لإطلاق نار، خلال احتجاجات مطالبة بالحكم المدني، في السودان، شارك فيها عشرات الآلاف. وكانت مظاهرات الاثنين، 24 يناير، قد انطلقت ظهراً بولاية الخرطوم وعدد من مدن السودان، تلبية لدعوة تنسيقيات لجان المقاومة، وتجمع المهنيين وعدد من القوى السياسية، وتأتى التظاهرة في إطار جدول زمني وضعته اللجان لهذا الشهر في المدن الثلاث حددت فيه وصول التظاهرة إلى القصر الجمهوري. وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى مدنية الدولة، وحملوا لافتات تطالب بعودة السلطة للشعب.
وتتواصل مظاهرات الاحتجاج في السودان، منذ الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي، وفضّ شراكة مع الأحزاب السياسية المدنية كانت تشكلت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية الموالية لحركة الاحتجاج إن نحو 74 متظاهرا قُتلوا وأصيب أكثر من ألفين آخرين في حملات قمع الاحتجاجات، معظمهم بأعيرة نارية وعبوات الغاز المسيل للدموع. وأوضحت أن أحد القتيلين اللذين سقطا في احتجاج بالخرطوم، الاثنين، أُصيب برصاصة في صدره والآخر في رأسه. وأضافت أن عددا آخر من المحتجين أُصيبوا بجروح في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان. وقال مجلس السيادة، أعلى سلطة في السودان، والذي يديره الجيش في بيان، إنه تلقى إفادة بشأن عمل لجنة تحقق في مقتل محتجين. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن قوات الأمن السودانية، تصدت للاحتجاجات بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وذلك على بعد 1.2 كيلومتر من القصر الرئاسي.وفي مدينتي أم درمان وبحري، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على طريق رئيسي، بحسب رويترز.
أزمة صعبة
سياسيا، استقبل الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان وجنوب السودان، الدكتور أندريه إستيانسن بحضور سفيرة النرويج لدى الخرطوم السفيرة تيريزا لوكن.
وبحسب بيان لمجلس السيادة الانتقالي، فقد أكد البرهان التزامه ودعمه لعملية حوار سوداني شامل يضم القوى السياسية والمنظمات المجتمعية ماعدا المؤتمر الوطني للخروج بالبلاد من الأزمة التي تمر بها.
وأوضح المبعوث النرويجي أن اللقاء استعرض التحديات الراهنة التي يمر بها السودان، مشددا على ضرورة إطلاق عملية حوار وطني شامل للخروج من الأزمة الراهنة، التي وصفها بالصعبة، كما أكد على ضرورة وقف العنف المصاحب للاحتجاجات الشعبية في الخرطوم.