الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

خاص | «فيديوهات الحوثيين».. تضليل مع سبق الإصرار

خاص | «فيديوهات الحوثيين».. تضليل مع سبق الإصرار

المليشيات الحوثية تكبدت خسائر فادحة في جنوب اليمن

بعد فشلهم في المعارك الميدانية، لجأت مليشيات الحوثي، وتابعيه لنشر فيديوهات مضللة، زعمت فيها تحقيق انتصارات وهمية، في محاولة مكشوفة لرفع معنويات أنصارها الذين هربوا من ميادين المعارك كـ«الفئران المذعورة». الأكاذيب التي وردت في الفيديوهات المضللة لا يمكن أن يصدقها عاقل، بالإضافة إلى أنها لا تحتاج إلى خبراء في مثل هذه التقنيات لكشف زيفها، ومخالفتها للواقع، لذلك لا تحتاج وقتاً في الفضاءات الإعلامية، لكي تتبخر وتصبح في طي النسيان. «الرؤية» التقت بخبراء في مجال الإعلام والسياسة، لتسليط الضوء على النوايا الخبيثة للمليشيات من وراء نشر وإذاعة هذه الأكاذيب.

عبدالخالق عبدالله: أكاذيب لا علاقة لها بالواقع

قال أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، الدكتور عبدالخالق عبدالله «جماعة الحوثي لا تكف عن تكرار أكاذيب لا علاقة لها بالواقع، وادعاء انتصارات لا وجود لها في الحقيقة، وتصريحاتها دائماً عبر متحدثها العسكري، تحمل عنتريات لا تقنع من يستمع لها».

وأضاف «بث مثل هذه الفيديوهات المفبركة، يؤكد أن هذه الجماعة هدفها الإساءة للإمارات، ولسمعة الإمارات، وليس إبراز انتصارات حقيقية، فسمعة الإمارات بنيت على مدى 50 سنة، عبر إنجازات راسخة، وارتبطت بكون الإمارات نموذجاً تنموياً معرفياً جاذباً، وبالتالي الإمارات لا تعنيها مثل هذه الفيديوهات، ولا ترد على مثل هذه الأكاذيب، وإنما هي مستمرة في طريقها وعبر أفعالها وإنجازاتها اليومية، ومستمرة في احتضان فعاليات أسبوعية ويومية على أرضها، وفي مقدمتها معرض إكسبو 2020».

ولفت إلى أن هذه الفيديوهات بها فبركة واضحة لكل إنسان، وكل عاقل، إلا لمن يود أن يصدق فبركات هذه الجماعة، فهذه الحرب الإعلامية والنفسية لن تؤثر إطلاقاً على سير الحياة في الإمارات، ولن توقف إطلاقاً النشاطات الاقتصادية على أرض الإمارات، ولن تؤثر من قريب أو بعيد على الزيارات الرسمية.

وتابع «ما يؤكد الثقة في قدرة الإمارات القوية على حماية أمنها القومي، زيارة أكثر من 44 رئيس دولة للإمارات، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فأكثر دولة استقبلت زعماء ورؤساء وملوكاً خلال هذه الفترة القصيرة هي الإمارات».

ياسر عبدالعزيز: حرب نفسية لرفع معنويات المليشيات

أما الخبير الإعلامي، الدكتور ياسر عبدالعزيز، فقال «جماعة الحوثي لها سمات محددة، فهي جماعة ذات إسناد ديني طائفي، وهي جزء من المشروع الإيراني حيال المنطقة العربية، وتشكيل مليشياوي مسلح، فهي ليست دولة أو منظمة سياسية تقليدية شرعية، وأدواتها في خوض النزاعات هي أدوات حرب العصابات في مواجهة الدول والجيوش التقليدية، فبسبب هذه الأشياء، وخاصة انتهاجها استراتيجية الحرب (اللامتوازنة)، هذا يجعلها تركز جهدها الاستراتيجي على فكرة الحرب النفسية، وأدوات التضليل والتزييف، واستخدام الإعلام لتقليل الفجوة في القوة بينها وبين الدول المواجهة لها المتمثلة في قوى التحالف العربي، وهي جيوش منظمة ذات سمعة وتقاليد عسكرية، وتتحدث من منطلق الدقة والثقة، ولا تستخدم أدوات التزييف والتضليل، لأن هذه الأدوات تقوض السمعة، خاصة أن سمعة هذه الدول مبنية على الثقة».

وأضاف عبدالعزيز «كل عمل تقوم به جماعة الحوثي، ليس الغرض منه إيقاع الضرر المادي المباشر، لكن المقصود منه إشاعة الأخبار المضللة والمزيفة لتقويض الروح المعنوية في صفوف القوى المواجهة لها، وهي صفوف قوى دول التحالف، من جهة، ورفع الروح المعنوية للمليشيا الخاصة بها ومناصريها، وتسويغ الدعم المالي والسياسي الكبير الذي تحصل عليه من الحاضن الإيراني، فإيران ستستثمر في جماعة الحوثي كلما كانت أنشطتها موجودة في الإعلام، وتهيمن وتؤثر على الصورة الذهنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتمتع بقدر كبير من الجاذبية والاستقرار والمكانة، ومن هنا يصبح الاستثمار من قبل إيران في التزييف، وهذا ما يفسر الميل إلى إطلاق الأكاذيب والفيديوهات المفبركة عن المواجهة».

وتابع «الأمر الجيد هو أن الإمارات تتعامل بشفافية مطلقة فيما يتعلق بتطورات النزاع، ولديها قدرات اتصالية عالية ومهنية، ومن خلال استراتيجية الاتصال الإماراتية، يتم إطلاع الرأي العام المحلي والدولي على تطورات النزاع أولاً بأول، فالمتأثرون بهذه الأخبار والفيديوهات، هم مثل تنظيم الإخوان، ومناصري التدخل الإيراني وجماعة الحوثي نفسها، هؤلاء هم جمهور هذه الأضاليل، لكن الجمهور العام في العالم العربي لديه ثقة كبيرة في الخطاب الإماراتي، وهذه الثقة منبعها هو التجارب السابقة مع الإمارات التي برهنت على مصداقية وشفافية في تناولها للأخبار السياسية والأمنية».

وأردف «جماعة الحوثي تحاول مواجهة القوة المنظمة الإماراتية من خلال التلاعب في الفضاء الاتصالي، من أجل تقويض الروح المعنوية للخصم، وليس من خلال المواجهة المفتوحة على الأرض، فهي ليس لديها باب آخر للدخول منه لهذه المعركة، إلا باب التزييف والتضليل؛ لأنها ليس لديها قدرة لكي تواجه القوة المتماسكة والصلبة والمنظمة، وهي قوة التحالف العربي والإمارات العربية المتحدة».

أحمد سيد أحمد: تعكس حالة الضعف الشديد للمليشيات

وبدوره أكد أستاذ العلاقات الدولية والشؤون السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد، أن محاولة الحوثيين نشر فيديوهات مفبركة يعكس حالة المأزق والضعف الشديد التي تمر به الحركة الآن في ظل الهزائم الكبيرة التي مُنيت بها في جبهات القتال، خاصة في محافظة شبوة، حيث تم تحريرها من المليشيات الحوثية، من خلال ألوية العمالقة الجنوبية، ضمن عملية «حرية اليمن السعيد»، أيضاً ما مُنيت به جماعة الحوثي من هزيمة في مأرب، وفي الجوف، وغيرها من جبهات القتال.

وأوضح أن هذا يعكس حقيقة أن الحوثي يحاول بهذه الصواريخ الطائشة التي نجحت الإمارات في التصدي لها، وقصف الإمارات منصات الحوثيين لإطلاق الصواريخ، التي تطلقها في محافظة الجوف، يعكس أن هذه المحاولات عبثية، لتؤكد للمجتمع الدولي أن هذه الجماعة إرهابية، تستهدف أهدافاً مدنية، تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وتابع «هذا يلقي الكرة في ملعب المجتمع الدولي، وحتى الدول التي كانت ربما تتخذ مواقف رمادية من جماعة الحوثي، خاصة أمريكا وبعض الدول الأوروبية، تحت مزاعم توصيل المساعدات الإنسانية، لكنها الآن بات لديها قناعة كبيرة بعد هذه الهجمات العبثية، أن هذه المليشيات إرهابية، ولا يمكن التفاوض أو المراهنة على إيجاد حل سياسي في ظل وجود هذه المليشيا التي لا تعبر عن نفسها، بل تعبر عن أجندة إقليمية تستخدمها إيران كذراع وأداة في التأثير على الأمن والاستقرار في المنطقة، وربطها بملفات المفاوضات النووية في الضغط على الدول الخليجية ومنها الإمارات».

واستطرد «الإمارات استطاعت أن تستنفر قواتها وتكون على جاهزية كبيرة في التعامل مع مثل هذه الصواريخ العبثية الحوثية، وهذا ما ظهر خلال الأسبوع الماضي عندما أسقطت الدفاعات الإماراتية صاروخين أُطلقا من قبل المليشيا الحوثية، وهذا يعكس أن الإمارات لديها القدرة والجاهزية في ظل تضامن المجتمع الدولي معها في حقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة هذه الهجمات، وإدانة وشجب هذه الأعمال».