الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«قصة سيمونز» تعكس وحشية الحوثي في سجون اليمن

«قصة سيمونز» تعكس وحشية الحوثي في سجون اليمن

لوك سيمونز رهن الاحتجاز دون تهمة بسبب الانقسامات في قيادة الحوثيين. من المصدر

تعرض لكسر ذراعه من سجانية لإجباره على الاعتراف بأنه «جاسوس»

عائلته ترفض الكشف عن معلومات التعذيب خوفًا من انتقام خاطفيه

عكست قصة مواطن بريطاني معتقل في سجون الحوثيين باليمن، واقع الأعمال الوحشية التي تمارسها الجماعة الإرهابية بحق الأبرياء، سواء كانوا من داخل أو خارج البلاد. المعتقل لوك سيمونز، تعرض لكسر زراعه خلال عمليات تعذيب، مراسها عليه الحوثيون لإجباره على الاعتراف بأنه «جاسوس» يعمل لحساب الاستخبارات البريطانية.

ورغم أن المواطن البالغ من العمر 29 عاماً، يعتنق الإسلام منذ مرحلة المراهقة، ومتزوج من سيدة يمنية، وأنجب منها طفله الأول؛ إلا أن كل ذلك لم يشفع له لدى الحوثيين، الذين تناوبوا، حسب صحيفة «ذي ناشينونال»، تعذيبه؛ ونقلت عائلته عن سجناء سابقين في سجون الحوثيين، إنه جرى إلقاء القبض عليه العام الماضي في مدينة تعز الجنوبية، حين اكتشف قادة الحركة الإرهابية عند نقطة تفتيش، أنه يحمل جواز سفر بريطاني.

رغم عمليات التعذيب، لم يخضع سيمونز لمحاولات إجباره أمام قائد حوثي على الاعتراف بما لا علاقة له به، ما حدا بمسؤول الحركة الإرهابية إلى إصدار أمر بالإفراج عنه في وقت لاحق من العام ذاته، مؤكداً في تبرير قراره أنه «لا يوجد دليل على الإطلاق ضده»، وفقاً لأمر مكتوب اطلعت عليه صحيفة «ذي ناشيونال».



لكن سيمونز لا يزال رهن الاحتجاز دون تهمة أو إدانة بسبب الانقسامات في قيادة الحوثيين. وقال مسؤولون بريطانيون إنه يُنظر إليه أيضاً على أنه ورقة مساومة مفيدة لتأمين إطلاق سراح مقاتلي الحوثي الأسرى. فيما قال السفير البريطاني السابق مايكل آرون خلال لقاء مع عائلة الشاب المعتقل: «السماح له بالرحيل لا يناسب أغراض الحوثيين؛ فهم لا يستمعون ولا يتجاوبون مع أي حوار».

ويعكس التعذيب الذي عاناه سيمونز نمطاً من الوحشية في سجون اليمن، حيث قال محتجزون سابقون لمنظمات حقوقية إن الحراس ضربوهم بقضبان حديدية، وقيّدوهم بالجدران، وهددوا باغتصابهم أو باغتصاب أفراد عائلاتهم. وأضافوا في تقرير عام 2018، إنها وثقت عشرات «حالات الاحتجاز التعسفي من قبل الحوثيين».

وجرى الإعلان عن تفاصيل الذراع المكسورة في نداء قدمته منظمة العفو الدولية من أجل إطلاق سراح سيمونز؛ بينما كانت عائلته ترفض الكشف عن المعلومات علنًا خوفًا من المزيد من الأعمال الانتقامية من قبل خاطفيه. وقال جده روبرت كامينغز: «لقد تعرض للضرب لمدة خمس سنوات». وأضاف إنه تمكن من التأكد من إصابة ذراع حفيده بكسر أثناء المكالمات الهاتفية التي أجراها سيمونز معه من السجن.

ورآه مرة واحدة فقط مسؤول من مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن خلال ثاني أعوام اعتقاله، وأفاد بأن سيمونز كان بصحة جيدة. وقالت الأسرة إنه لم يتمكن من وصف المعاملة بالتفصيل لأنه لم يُسمح له بزيارة خاصة وكان برفقة حراس السجن أثناء مناقشاتهم».

وكان سيمونز يقيم في منطقة كارديف، ويلز، ولا يزال محتجزاً في حبس انفرادي في اليمن، لكنه تمكن من الاتصال بأسرته من السجن، وأبلغها بأن الظروف في السجن كان لها تأثير خطير على صحته الجسدية والعقلية. بينما قال النائب كيفين برينان إن سيمونز كان ضحية بريئة للصراع وحث حكومة المملكة المتحدة مراراً وتكراراً على بذل المزيد من أجل ضمان إطلاق سراحه.

سافر سيمونز، الذي اعتنق الإسلام في سن المراهقة، إلى اليمن عام 2012، وكان الهدف تعميق معرفته بالعقيدة الإسلامية قبل اندلاع القتال الكبير في البلاد. كما تزوج من امرأة محلية ولديهما طفل صغير. وبعد اندلاع الحرب، طلب سيمونز المساعدة من سلطات المملكة المتحدة في أديس أبابا في إثيوبيا. لكن المسؤولين البريطانيين رفضوا منح زوجته تأشيرة سفر وعاد إلى اليمن.

خلال عودته تم القبض عليه. وقال برينان: «مع اقتراب عيد ميلاده الثلاثين، أطالب خاطفيه بالإفراج عنه لأسباب إنسانية حتى يكون مع زوجته وطفله. كما أنني أدعو حكومة المملكة المتحدة لبدء مبادرة جديدة للمساعدة في تأمين إطلاق سراحه قبل أن تتدهور صحته العقلية والجسدية أكثر من ذلك».

وطالبت منظمة العفو الدولية الحوثيين بالإفراج عنه ما لم يكن متهماً بارتكاب جريمة، ودعت المسؤولين البريطانيين إلى تكثيف جهودهم لمساعدته. في المقابل قال ساشا ديشموخ، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة: «لقد عانى لوك بالفعل ما يقرب من خمس سنوات مرهقة خلف القضبان، وقد تأخر كثيراً أن تتواصل الحكومة بشكل صحيح مع أسرته وأن تمارس ضغطاً مستمراً على الحوثيين لإخراجه من السجن والعودة إلى الوطن».

فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تثير القضية باستمرار مع شخصيات بارزة لدى الحوثيين. وقال متحدث باسم الوزارة: «نحن نعلم أن هذا وقت صعب بالنسبة للمواطن سيمونز وعائلته. ويعمل موظفونا بشكل مكثف لتأمين الإفراج عنه، وأضاف: «نحن على اتصال وثيق مع عائلته التي ندعمها منذ عام 2017».