السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«عقود من العداء».. تركيا وأرمينيا تتجهان نحو تطبيع العلاقات

«عقود من العداء».. تركيا وأرمينيا تتجهان نحو تطبيع العلاقات

بعد عقود من العداء، تتجه تركيا وأرمينيا نحو تطبيع العلاقات، عبر اجتماعات بين الدبلوماسيين، ورفع الحظر الأرميني على المنتجات التركية، واستئناف الرحلات الجوية التجارية بين أسطنبول ويريفان، التي توقفت منذ عامين، وكذا مناقشة إعادة فتح الحدود البرية المشتركة بينهما، والتي تم إغلاقها منذ ما يقرب من 30 عاما. بحسب تقرير للموقع الإلكتروني لصحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية.

استئناف الرحلات الجوية

وهبطت الأربعاء الماضي، طائرة من شركة الطيران منخفضة التكلفة «فلاي وان»، قادمة من العاصمة الأرمينية، في مطار إسطنبول الدولي وعلى متنها 64 راكبا. بحسب موقع «لُومُونْدْ»، الذي أوضح أنه بعد ذلك بقليل أقلعت طائرة من شركة «بيغاسيس» التركية الخاصة في اتجاه يريفان من مطار «صبيحة كوكجن».

ومن الآن فصاعدا، توفر الشركتان، وفق «لُومُونْدْ»، 3 رحلات أسبوعية لكل منهما، مما يسهل حركة الأرمن من تركيا (60 ألف شخص، 1400 منهم يحملون جوازات سفر مزدوجة تركية وأرمينية)، والعمال الأرمن من أرمينيا، الذين استقروا في اسطنبول على أمل تحسين حياتهم اليومية (نحو 100 ألف شخص).



وقال أشوت، وهو أرميني من يريفان يعمل في صناعة الملابس: «حتى الآن، كان علينا المرور عبر جورجيا. لقد كانت الرحلة طويلة، ومكلفة، ومرهقة. لم أر أولادي منذ 18 شهرا. ومع استئناف الرحلات الجوية، يمكنني التفكير في العودة لبضعة أيام»، بحسب ما نقله موقع «لُومُونْدْ» عن أشوت.

محادثات بناءة

وفي يناير 2022، بدأت تركيا وأرمينيا، بحسب موقع «لُومُونْدْ»، محادثات في موسكو وصفت بأنها «بناءة»، مما يشير، في غياب المصالحة، إلى إقامة علاقات حسن الجوار. ويجري التطبيع، وفق موقع «لُومُونْدْ»، بخطوات صغيرة وبدون «شروط مسبقة»، أي أن موضوع الإبادة الجماعية لأرمن الإمبراطورية العثمانية في عام 1915، ليس على جدول المناقشات.

فتح الحدود البرية

من ناحية أخرى، يدور الحديث عن إقامة علاقات دبلوماسية، وإعادة فتح الحدود البرية المشتركة المغلقة منذ ما يقرب من 30 عاما. وبالفعل في عام 2009، اتخذت أنقرة ويريفان، بحسب «لُومُونْدْ»، خطوة نحو التطبيع، لكن الاتفاقيات المبرمة، والتي من المفترض أن تؤدي إلى فتح الحدود، لم يتم التصديق عليها قط.

استفادة سكان المنطقة

وإذا نجحت الأطراف، هذه المرة، في الاتفاق على استعادة قنوات الاتصال، التي انهارت بعد نزاع ناغورنو كاراباخ الأول في التسعينيات، فإن سكان المنطقة (مكان مسدود يهيمن عليه الفقر وتطارده المظالم العرقية) يمكن أن يستفيدوا، بحسب «لُومُونْدْ».

ووفقا لما نقله الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيغة «لُومُونْدْ» الفرنسية عن الباحث في مركز أبحاث كارنيغي أوروبا، توماس دي وال، فإن فشل أرمينيا وتركيا في تطبيع العلاقات يعد «خللا». وبسبب إغلاق الحدود التركية والأذربيجانية، تضطر أرمينيا إلى استخدام طرق جبلية أطول وأكثر تكلفة عبر جورجيا وإيران.