الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

معاقل تدريب الحوثيين في جزر بحر العرب

معاقل تدريب الحوثيين في جزر بحر العرب

«فيلق القدس» يدشّن مركز قيادة لعملياته الإرهابية البحرية في «فارور» و«قشم»

مركز قيادة آخر للحرس الثوري غرب اليمن نظراً لانتعاش خطوط الإمداد في المنطقة


تقديرات استخباراتيةبانتشارعناصر القوات البحرية الإيرانية على شواطئ اليمن الغربية

كشفت دوائر محسوبة على المعارضة الإيرانية في واشنطن، معاقل تدريب عناصر الحوثي و«حزب الله» في اليمن وخارجه على عمليات إرهابية بحرية. ونقلت صحف أمريكية في طليعتها «وول ستريت جورنال» عن الدوائر قولها: «تتلقى العناصر الحوثية ونظيرتها لدى دول تتوغل فيها إيران مثل اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان، تدريبات مكثفة في 3 قواعد رئيسية، هي (زيبا كنار)، الواقعة على ساحل بحر قزوين؛ بالإضافة إلى قاعدتين نظيرتين، إحداهما في جزيرة (فارور)، والأخرى في (قشم) بمياه بحر العرب».



وحسب المعلومات، تعكف قيادة الحرس الثوري الإيراني على تدريب العناصر الإرهابية تحت إشراف قائد قوات المارينز الإيراني، البرجدير جنرال حسن علي زماني باجوه، الذي يمارس مهام إدارة عمليات التدريب من مقر قيادته في جزيرة «قشم».


السمع والطاعة

ويخضع المتدربون الحوثيون ونظراؤهم من «حزب الله» لتدريبات عسكرية على تنفيذ عمليات إغارة بحرية على أهداف ساحلية، والهجوم على آليات بحرية، وزرع ألغام في مياه منطقتي الخليج العربي والبحر الأحمر. وحرصت قيادة الحرس الثوري خلال الآونة الأخيرة على إعداد خطة إقليمية بهذا الخصوص، جندت في إطارها آلاف العناصر في الدول المخترقة إيرانياً، وجرى تأهيل العناصر المجندة على تنفيذ عمليات إرهابية بحرية ضد السفن العابرة في مختلف مناطق الشرق الأوسط، لا سيما البحر المتوسط، والبحر الأحمر، وبحر العرب.

وتخضع المجموعات المجنَّدة بعد تدريبها لإمرة الحرس الثوري الإيراني، الذي يصدر الأوامر العملياتية، ويكلِّف بالمهام، ويوفر بسخاء منقطع النظير التمويلات المادية واللوجستية اللازمة، لإنتاج جيل جديد من الإرهابيين، لا يملك بعد تدريبه سوى «السمع والطاعة» في مقابل تلقي أموال هائلة.

وحسب ما نقلته «وول ستريت جورنال» عن عناصر المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة، دشَّن ما يُعرف بـ«فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، معسكرات تدريب في جزيرتي «فارور»، و«قشم» في بحر العرب؛ حيث جرى بناء عديد المنشآت المخصصة للتدريب، والتي يتأهل فيها المتدربون على تنفيذ عمليات إرهابية بحرية.

مقر اليمن

كما دشَّن «فيلق القدس» مقر قيادة آخر مخصص لمعسكرات التدريب ذاتها في اليمن، ويشمل دوره تجنيد مقاتلين وضمهم إلى المليشيات البحرية الخاصة، التي توفدها إيران إلى أراضيها لتلقي دورات بحرية مكثفة مع عناصر أخرى، جرى تجنيدها من العراق وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى مجندين آخرين من دول أفريقية.

وبعد تلقي الدورات البحرية، يعود المجندون إلى بلادهم لإعادة رص الصفوف وإقامة قوة عملياتية، تنتظر بدورها تلقي أوامر وتوجيهات مقر قيادة «فيلق القدس» الرئيسي في إيران لتنفيذ مهام بعينها. وكشفت معلومات المعارضة الإيرانية عن مقر تحويل العناصر المجندة إلى مقاتلي كوماندوز بحريين، وقالت إن «أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية»، هي الملاذ الإقليمي، الذي تتلقى فيه العناصر الإرهابية من مختلف دول المنطقة عمليات التأهيل والإعداد؛ وأوضحت التقارير أن المؤسسة تقع في مدينة «زيبا كنار» على ساحل بحر قزوين في محافظة «جيلان» شمال إيران.

ووفقاً لتقديرات دوائر استخباراتية غربية، جاءت مبادرة تدشين قوة إيرانية، تتألف من عناصر دول إقليمية مخترقة إيرانياً، بعد اغتيال قائد «فيلق القدس» السابق، الجنرال قاسم سليماني بداية 2020، وذلك بعد وضوح ما وصفته المعارضة الإيرانية بـ«حالة التراخي بين صفوف الخلايا الإرهابية والمليشيات الموالية لإيران في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حالة مماثلة لدى المليشيات البرية، أسفرت في نهاية المطاف عن جمود في العمليات الإرهابية التي يحرض عليها الحرس الثوري الإيراني».

قوارب داو

وتتوقع تقديرات استخباراتية أخرى انتشاراً مكثفاً لعناصر القوات البحرية الإيرانية الجديدة على شواطئ اليمن الغربية، وفي منطقة البحر الأحمر، للقيام بعمليات إرهابية نوعية، تستهدف السفن الدولية العابرة في تلك المناطق. وفي الوقت الراهن تُلقَى مسؤولية العمليات الإرهابية من هذا النوع على عاتق مليشيات الحوثي شمال مضيق باب المندب، لكنها وفقاً لتقديرات قيادة الحرس الثوري الإيراني، لا تحقق النتائج المرجوة.

ويعود قرار تمركُز القوات البحرية الإيرانية الجديدة في البداية على منطقة البحر الأحمر إلى واقع خطوط الإمداد الفاعلة، التي تعمل على تهريب السلاح، والذخيرة، والمعدات العسكرية من إيران إلى الصومال، ومن هناك إلى حدود اليمن.

ووفقاً لما تناقلته وسائل إعلام غربية خلال الأيام القليلة الماضية، تدخل قوارب صغيرة يُطلق عليها اسم «داو»، والتي تتحرك بكثافة في مياه خليج عُمان – تدخل سراً إلى ميناء «جاسك» الإيراني، لنقل الوسائل القتالية الخفيفة والثقيلة إلى القوات البحرية الإيرانية الجديدة؛ ومن بين الأسلحة التي يدور الحديث عنها: صواريخ، وذخيرة، وألغام بحرية، وجانب من المسيَّرات الانتحارية؛ فضلاً عن أسلحة أخرى، تخرج من منشآت المصانع العسكرية الإيرانية، التابعة بشكل مباشر للحرس الثوري.