الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«ضغوط أم خداع؟».. خلافات الحلفاء حول نوايا بوتين تجاه أوكرانيا

«ضغوط أم خداع؟».. خلافات الحلفاء حول نوايا بوتين تجاه أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- صورة من (epa)

رغم أن الأزمة الأوكرانية تتواصل منذ نهاية العام الماضي، ووصلت إلى تصعيد خطير مع الحشود العسكرية الروسية حول أوكرانيا، إلا أن هناك خلافات في صفوف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، تجاه حقيقة نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو أوكرانيا، بين أطراف تؤكد أن هدفه هو غزو الأراضي الأوكرانية، وأطراف ترى أن هدفه الخداع والضغط على الغرب للحصول على تنازلات منهم فيما يتعلق بطلباته الأمنية من الناتو في أوروبا.

حقيقة نوايا بوتين

وأوضح تقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا، أن التخمين يظل سيد الموقف بالنسبة لأمريكا والدول المتحالفة معها، وكذلك العديد من الخبراء العسكريين، حيث ترى واشنطن ولندن، أن بوتين حشد قواته على 3 جبهات تحاصر أوكرانيا، استعداداً لغزوها. ونقل التقرير عن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، قوله «الشيء المقلق بالنسبة لنا هو أنه برغم كل الجهود الدبلوماسية التي يتم بذلها، فإن الحشود العسكرية الروسية تتواصل ولم تتوقف.. بل إنها تستمر». تصريحات الوزير البريطاني، تزامنت مع إنزال العلم البريطاني من على سفارة لندن في كييف، وإبلاغ موظفي السفارة من الأوكرانيين أنها ستغلق أبوابها اعتباراً من اليوم الاثنين، ولن يتواجد من طاقمها إلا السفير والملحقية العسكرية فقط.

وجهة نظر فرنسا وألمانيا



وإذا كانت بريطانيا ترى أن بوتين لن تردعه العقوبات الاقتصادية الشديدة التي هدد الغرب بفرضها على موسكو حال غزت أوكرانيا، فإن المسؤولين في فرنسا وألمانيا يعتقدون أن الأسبوع الحالي لن يشهد أي تصعيد جديد في الأزمة، كما قلل المسؤولون الفرنسيون من شأن التقارير المخابراتية الصادرة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووكالات المخابرات الأمريكية، والتي تحدثت عن احتمال وقوع الغزو الروسي لأوكرانيا خلال الأسبوع الجاري، وتحديدا يوم الأربعاء.


ولفت التقرير إلى أن بوتين استقبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مباحثات استمرت ساعتين، ولكن بوتين لم يشر أبدا خلالها أنه سيبدأ الهجوم، ولا زال المسؤولون الفرنسيون يعلقون آمالا على نجاح الجهود الدبلوماسية في تجنب الصراع المحتمل في أوكرانيا، ويقولون أن بوتين وماكرون اتفقا على مواصلة الحوار، وهو نفس ما اتفق عليه بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال المحادثة الهاتفية بينهما مساء السبت، والتي استمرت ساعة.

وبرغم كل ذلك، فإن باريس انضمت إلى الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا، والتي طالبت رعاياها بمغادرة أوكرانيا على الفور، ونقل التقرير عن مسؤول فرنسي قوله «نحن على أتم الشعور باليقظة للموقف الروسي لتجنب وقوع السيناريو الأسوأ».

أما ألمانيا، فقررت هي الأخرى نقل قنصليتها في أوكرانيا، من دنيبرو في وسط أوكرانيا، إلى مدينة لافيف في الغرب، كما قررت بريطانيا أيضا نقل قنصليتها إلى نفس المدينة، بدلا من العاصمة كييف، ومن المقرر أن يركز طاقم القنصلية على مساعدة الرعايا البريطانيين الراغبين في مغادرة أوكرانيا، حسبما قال الموظفون الأوكرانيون العاملون في القنصلية.

وجهة نظر روسيا

أما الصورة من منظور روسيا مختلفة تماما، حيث نفى الكرملين أنه يخطط لغزو أوكرانيا، كما اتهمت وزارة الخارجية الروسية، وسائل الاعلام الغربية، بشن حملة هدفها التشهير بموسكو، على خلفية مطالب روسيا الأمنية من الغرب.ونقل التقرير عن فريق «استخبارات الصراع»، وهو مجموعة من الخبراء العسكريين المستقلين، المتمركزين في كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، في بيان أًصدروه يوم السبت، إن القوة التي حشدتها روسيا على حدود أوكرانيا، هي قوة «متطورة للغاية.. ومجهزة للغزو». وأضافوا «لا يمكننا بالتأكيد أن نستبعد أن بناء هذه القوة الهجومية ليس أكثر من حرب معلومات أو نظرية مؤامرة.. لكن ما نراه على الأرض لا يختلف عن التحضير الفعلي للغزو».

قلق أوكراني

أما الصورة في داخل أوكرانيا، فبدأ يسودها مشاعر القلق، إضافة إلى الضيق من إغلاق السفارات الغربية، حسبما نقل التقرير عن مسؤولين أوكرانيين، مضيفين أن الغرب بذلك الإجراء يشجع الكرملين. وأضاف التقرير أن المواطنين في أوكرانيا ما زالوا في حالة هدوء، لكن إغلاق السفارات ونقل القنصليات جذب انتباههم، وبدؤوا يشعرون بالانزعاج. وقالت الدبلوماسية الأوكرانية السابقة، والمحللة حاليا في معهد الأمن لأوروبا الشرقية (مركز أبحاث في كييف) إيوليا أوسمولوفسكا «الغرب لا يعرف ماذا يفعل مع كل هذه الفوضى بين روسيا وأوكرانيا.. وسيكونون سعداء للتخلص من الصداع في أقرب وقت ممكن».