الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

حوار | رئيس مركز أورسام التركي: زيارة أردوغان للإمارات يصل صداها لـ«إيران»

التعاون الثنائي في مجال الدفاع يكتسب «أهمية قصوى»

تحالف أبوظبي وأنقرة يحقق توازناً في وجه إرهاب الحوثي

مصر تمد يدها لتركيا بـ«خجل» والسعودية «مُترددة»


المنطقة في حاجة إلى تعاون إقليمي لـ«حلحلة» الأزمات الراهنة


قال رئيس مركز أورسام التركي للدراسات السياسية والاستراتيجية، المحلل السياسي، الدكتور أحمد أويصال، إن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للإمارات تعطي رسالة قوية عالمياً، وتؤثر على المشهد الإقليمي والدولي خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن هذه الزيارة تدفع نحو مزيد من التقارب التركي - الخليجي، ومصر على المدى القريب.

وأضاف أويصال في حوار لـ«الرؤية»، أنه إلى جانب التفاهمات والاتفاقات الاقتصادية الكبرى الموقعة بين الإمارات وتركيا خلال زيارة أردوغان، فإنها تحقق مزيداً من التغيرات السياسية خلال الفترة المقبلة، تساهم في «حلحلة» الأزمات

ما انطباعك عن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات؟

الزيارة ناجحة للغاية، احتوت على إقبال واهتمام كبيرين من الطرفين، وكانت هناك متابعة قوية من الإعلام التركي والإماراتي لها، حيث نحَّت كلتا الدولتين الخلافات جانباً، ووقّعتا العديد من الاتفاقات، وأعلنتا عن شراكة استراتيجية اقتصادية شاملة بينهما، وبدء المشاورات السياسية المستمرة.

من الممكن خلال الفترة المقبلة أن نرى مستوى أكبر من الشراكة والتعاون عن الفترة الماضية، فقد رفعت الدولتان سقف التعاون بينهما، ووقّعتا اتفاقات شراكة وتعاون مهمة للغاية، في مختلف القطاعات، وفي مجال الدفاع، والصحة، والتعليم، والثقافة، والمناخ، والصناعة التكنولوجية، والزراعة، والتجارة، والنقل البحري والبري، واهتموا أيضاً بالشباب في مجال التعاون، وإدارة الكوارث، والاتصال، وفي مقدمة كل ذلك الاقتصاد.

بماذا يوحي حجم هذا التعاون الذي أسفرت عنه هذه الزيارة؟

التعاون بين الإمارات وتركيا في مجال الدفاع يكتسب أهمية، كون تركيا ذات ثقل كبير في هذا المجال، فضلاً عن أنه يأتي في ظل استهداف المليشيات الحوثية الإرهابية للإمارات، مضيفاً أن التعاون يأتي في مجالات دفاعية مختلفة، ومن الممكن أن يكون هناك استثمارات وإنتاج مشترك في قطاع الدفاع، مثلما حدث بين تركيا وقطر.

هناك أيضاً تعاون في مجال الصحة، وهذا الجانب محل تقدم في كلتا الدولتين، ويمكن أن يحقق نقلاً للخبرة التركية في مجال الصحة إلى الإمارات، أما في مجال التجارة، فعجلة الاقتصاد بين تركيا والإمارات لم تتوقف رغم الخلافات السياسية الماضية، حيث كانت مستمرة وهذا جيد، ويفيد أكثر عند حدوث التفاهمات السياسية. أما في مجال التكنولوجيا فتركيا تستثمر في مجال البحث والتنمية التكنولوجية، والإمارات لها باع في هذا الأمر، لذا فإنهما يكملان بعضهما البعض في هذا المجال، وهناك فرص كبيرة للشراكة.

كيف ترى تأثير هذه الزيارة على علاقة تركيا بالخليج؟

تركيا لها علاقة جيدة مع قطر حالياً، وأيضاً بالكويت وعمان، وكانت هناك أيضاً زيارة تركية إلى البحرين، وهناك تطور كبير وملموس في تحركات تركيا الدبلوماسية نحو دول المنطقة، فقد مدت تركيا الفترة الماضية يدها لكل من الإمارات والسعودية ومصر، في نفس الوقت، إلا أن الإمارات مسكت بقوة، ومصر مدت يدها بخجل، والسعودية تتردد، لكن زيارة الرئيس أردوغان للإمارات تشجع السعودية، وتوضح لها أن من يتعاون مع تركيا يكسب أكثر. وعلاقة تركيا وقطر انتقلت إلى دور فعال بينهما الآن على المستوى الدولي، وهذا يشجع الآخرين من دول الخليج، وتحديداً من لديهم أزمات كبرى مع إيران مثل السعودية، لذا فهي تحتاج لتعاون مع تركيا في وجه إيران، مؤكداً أن زيارة أردوغان للإمارات، رسالة قوية ستصل لإيران بالتأكيد.

معنى ذلك أن التقارب التركي الإماراتي خلال الفترة المقبلة يمثل قوة لدول الخليج؟

بالطبع، تركيا دولة سنية لا تعتمد على الطائفية، وستلعب دور التوازن والاعتدال في منطقة الخليج؛ لأن هناك حرباً حقيقية بين السعودية وإيران في اليمن، ولا أحد ينكر ذلك، ونحتاج إلى صوت معتدل وسطي لا يدخل في منطقة الطائفي والإثني والعرقي، وتركيا مرشحة لذلك، خاصة أنه بعد خروج ترامب انتهى مشروع صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد، إلى جانب التغيرات السياسية العالمية، لذا فنحن في حاجة إلى تعاون إقليمي يحل المشكلات الإقليمية.

هل تحقق زيارة أردوغان للإمارات نتائج أخرى على المدى القريب إلى جانب الاتفاقات التي أُبرمت؟

بالطبع ستحقق مكاسب اقتصادية وسياسية، فتركيا كان لديها العديد من الخلافات بعد 2011 مع دول عدة، لكن بعد هذه الزيارة وبدء تفاهمات تركيا مع الإمارات، سيتغير الأمر، فالإمارات حاولت مد يدها لحل الخلاف وإرساء قيم التفاهم، وتركيا الآن تغيرت وتريد مزيداً من الشراكة، وهو أمر يعود بالمصلحة على كلا الطرفين، وسنرى أيضاً انعكاسات إيجابية عقب هذه التفاهمات والنقاشات التي تستمر حول العديد من الملفات خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الإمارات استثمرت في هذه الزيارة كثيراً، وتركيا أيضاً اهتمت بها، ورغم أن الرئيسين التقيا قبل شهرين، لكن وجود زيارات متبادلة أعطى رسالة قوية، وهناك أشياء ملموسة من هذه الزيارة سنرى تأثيراتها على المشهد الإقليمي والدولي، وعلى المستوى السياسي، والتحالفات السياسية الدولية.