الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

وقائع القتال الدائر على الجبهات الأوكرانية

وقائع القتال الدائر على الجبهات الأوكرانية

قافلة روسية بطول 5 كم تتأهب للسيطرة على كامل العاصمة الأوكرانية

تقديرات تحدد أسباب وقف الهجمات على كييف والانسحاب من مدينة خاركيف

تطورات متواترة تشهدها ساحة القتال الدائر بين الجيش الروسي ونظيره الأوكراني، كان آخرها تقدم قافلة عسكرية روسية بطول 5 كم فجر الاثنين باتجاه مدينة كييف. وحسب دوائر استخبارات غربية، تحمل القافلة التي تتألف من مئات الشاحنات الآلاف من جنود سلاح المشاة الروسي للسيطرة على كامل العاصمة الأوكرانية؛ وتضم القافلة الروسية أيضاً دبابات، ومدافع متحركة، وشاحنات إمداد، بالإضافة إلى ناقلات وقود. ويأتي الحراك العسكري الروسي المكثف بعد يوم واحد فقط من إعلان الجانبين - موسكو وكييف – الوقائع التي جرت بـ«الأحد الأعنف بمنظور المعارك الضارية»، لا سيما بعد إعلان الرئيس الروسي في اليوم ذاته أنه أصدر أوامره لرئيس أركان القيادة الروسية الجنرال فاليري غراسيموف بوضع القدرات النووية الروسية في حالة تأهب حربي. وعزا بوتين قراره إلى تعزيزات عسكرية غربية غير مسبوقة ضد روسيا، خاصة على المسار الاستخباراتي.

تطورات ميدانية



ووفق معلومات استخباراتية نشرها موقع «دبكا» شهدت الوقائع العسكرية بين روسيا وأوكرانيا 10 تطورات ميدانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وجاء في طليعتها: وقف القوات الروسية هجماتها المكثفة على كييف، انتظاراً لموجة جديدة من الدعم العسكري والوقود، بالإضافة إلى انتظار القافلة العسكرية الروسية العملاقة التي تشق طريقها نحو العاصمة الأوكرانية. وفي عدة مواقع، نجح الجيش الأوكراني في وقف تقدم القوات الروسية، لكن التقديرات الاستخباراتية تشير إلى عجز الجيش الأوكراني عن الاستمرار في المقاومة لمدة زمنية أكثر. ورغم مداهمة الجيش الروسي مدينة خاركيف شرق أوكرانيا، إلا أنه انسحب منها، وعزت التقديرات ذلك إلى حاجة الجيش الروسي إلى تعزيزات وإمدادات عسكرية لاستئناف الهجوم على المدينة.


وشرع الجيش الروسي في شن هجوم على مدينة ماريبول جنوب شرق أوكرانيا، ولا يزال القتال دائراً على هذه الجبهة؛ كما هاجمت القوات الروسية مدينة زاباروجيا المطلة على نهر دنيبر جنوب شرق أوكرانيا؛ وتؤكد تقديرات استخباراتية أن القوات الروسية في مدينة ماريبول تتأهب للانضمام إلى نظيرتها في مدينة زاباروجيا بهدف تطويق كل القوات الأوكرانية المتمركزة جنوب شرق البلاد. وتمكنت القوات الأوكرانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من صد هجمات روسية على مدينة خارسون جنوب أوكرانيا، إلا أنه لا يمكن تجاهل تأثير النجاحات الروسية العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا على إنجازات أوكرانيا العسكرية غرب وشمال البلاد.

حالة استنفار

وتقف قوات الاحتياط الروسية الهائلة في حالة استنفار لاقتحام أوكرانيا من أراضي بيلاروسيا أيضاً؛ ووفقاً لتسريبات عسكرية أوروبية، تعتزم تلك القوات الانضمام للقتال اليوم الاثنين، بالإضافة إلى قوات مناظرة في الجانب الروسي من نهر دنيبر. تزامناً مع ذلك وخلال ساعات اليوم الاثنين، يجري لقاء هو الأول من نوعه بين الطرفين الروسي والأوكراني في بيلاروسيا للتباحث حول طلب روسي يفضي إلى إبرام اتفاق شامل بين الدولتين، لكن الأوكرانيين يطالبون في المقابل بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا قبل التباحث حول أية إشكاليات أخرى.رغم ذلك، تشير تقديرات استخباراتية أخرى إلى أن الوضع على ساحة القتال بين روسيا وأوكرانيا يكتنفه الغموض، ومن المستحيل بلورة صورة واضحة لتطورات المشهد العسكري بين الجانبين؛ فالتقديرات والمعلومات القادمة من مصادر أوروبية حول وقف تقدم الجيش الروسي، وحاجة قواته إلى إمدادات من الوقود والغذاء مبالغ فيها، وينسحب ذلك أيضاً على نجاحات الجيش الأوكراني في وقف تقدم الجيش الروسي؛ ويبدو حتى الآن، حسب موقع «دبكا» أن الجيش الروسي منشغل بتطويق القوات الأوكرانية أكثر من احتلال المدن الكبرى.

اعتذار روسي

لكن الأمر اللافت، والذي يشي بانشقاق في الصف الروسي على صعيد غير عسكري، أو على الأقل صوت روسي معارض، هو الموقف الذي تبناه رئيس الوفد الروسي الرسمي خلال فعاليات جلسة المناخ، التي جرت أول أمس السبت، حين اعتذر عن غزو بلاده لأوكرانيا؛ وقال أمام مئات المبعوثين والعلماء من مختلف دول العالم إن «من يعرفون حقيقة ما يجري يعجزون عن إيجاد مبرر يضفي عدالة على الخطوة الروسية في أوكرانيا».

وفي كلمته أمام 195 موفداً وعالماً من مختلف دول العالم للتداول حول صياغة تقدير للتأثيرات السلبية التي يتعرض لها المناخ خلال العقدين القادمين، فاجأ الموفد والعالم الروسي أوليغ أنيسموف الحضور؛ واقتبست عنه صحيفة «واشنطن بوست قوله: «اسمحوا لي بتقديم الاعتذار باسم الشعب الروسي الذي فشل في منع هذا النزاع». ورأت الصحيفة الأمريكية في وصفها لموقف أنيسموف أن اعتذاره يمثل «توبيخاً علنياً نادراً» لحكومة موسكو من جانب أحد مسؤوليها، لا سيما أن الاعتذار جاء بعد خطاب حماسي تلته نظيرته الأوكرانية سفتلنا كركوفسكا، التي ربطت بين غزو بلادها وتحدي العالم الذي يسعى العلماء من خلاله إلى مواجهة التغيير المناخي. وأبدى المسؤول الروسي تقديره لحرص الوفد الأوكراني على المشاركة في فعاليات جلسة المناخ رغم الحرب الدائرة على أراضيه.