الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

«المنسيون الكبار».. معاناة مواطنين من إفريقيا وآسيا على الحدود الأوكرانية-البولندية

«المنسيون الكبار».. معاناة مواطنين من إفريقيا وآسيا على الحدود الأوكرانية-البولندية

معبر ميديكا الحدودي في شرق بولندا في 27 فبراير 2022 (أ ف ب).

الأزمة الأوكرانية، دفعت الكثيرين إلى المعاناة، ومنهم العديد من أبناء إفريقيا، وشبه القارة الهندية، والشرق الأوسط، والذين تدافعوا إلى الحدود الأوكرانية-البولندية، فرارا من الحرب، ووصفهم تقرير نشره الموقع الإخباري الفرنسي «ميديا بارت»، بـ«المنسيون الكبار»، حيث تعاملهم السلطات الأوكرانية والبولندية، معاملة تمييزية وعنصرية، وصلت إلى حد «التعنيف الجسدي»، وينتظرون يائسين في الظلام، في أوضعا مناخية صعبة وشديدة البرد، دون طعام، وماء، وإسعافات.

تعنيف جسدي

ونقل التقرير عن حسبما جورويندر، مواطن هندي (27 عاما)، يعمل سائقا في كييف بأوكرانيا، اضطر إلى ترك سيارته في مدينة لفيف، بسبب الازدحام المروري الكبير الذي يعرقل الطريق إلى معبر ميديكا-شاهيني الحدودي، قوله «رأيت مواطنين نيجيريين يتعرضون للضرب على أيدي الجنود الأوكرانيين، لأنهم تسلقوا جدارا، وبالنسبة لي، تم التعامل معي كما لو كنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هل لأنني لم أبق للدفاع عن أوكرانيا؟».

وأضاف الشاب الذي يريد الذهاب إلى العاصمة البولندية وارسو، حتى يهدأ الوضع في أوكرانيا، قائلا «كان عليهم السير 40 كيلومترا من غرب لفيف إلى ميديكا، ثم جعلهم الأوكرانيون ينتظرون في الخارج لساعات، دون أن تكون هناك سيارة إسعاف، ولا طعام ولا ماء.. خلال عامين ونصف في أوكرانيا، لم أعامل أبدا بمثل تلك المعاملة السيئة».

معاناة بعد عبور الحدود

أما كل من بوجا، وجورج، وفيكرام، و6 من أصدقائهم، من المواطنين الهنود في العشرينات من العمر، فهم ينتظرون على جانب الطريق في ميديكا البولندية، حيث عبروا الحدود البولندية من أوكرانيا، عبر أكثر المعابر الحدودية ازدحاما، ولكن عند حلول الليل، لم يكنوا قد تمكنوا بعد من العبور، وقالت السيدة بوجا «نحن ننتظر هنا منذ أكثر من 6 ساعات، ولا توجد مقاعد على الإطلاق في الحافلات، يتركون النساء والأطفال الأوكرانيين يمرون في البداية، وامتلأت الحافلات القليلة، ولكن بدوننا».

التحايل للعبور

وأوضح التقرير أن الأجانب من غير الأوروبيين، الفارين من أوكرانيا، لا يمكنهم الاعتماد على مساعدة العائلة أو الأصدقاء، الذين يستفيد منها الكثير من الأوكرانيين في بولندا، أو في أي مكان آخر في أوروبا، مثل حالة كريستابيل إيلينا، النيجيرية (19 عاما)، والتي لم تطأ قدمها بولندا من قبل، ولا تعرف هل سيكون بمقدورها العودة إلى بلادها جوا.

ووصلت إيلينا إلى كييف في نهاية يناير، لتلقي دورات طيران باللغة الإنجليزية، لكنها اضطرت لمغادرة المدينة في بداية الحرب للجوء إلى «لفيف»، ومنها إلى بولندا، وأكدت أن الانتظار كان أطول عند المعبر الحدودي على الجانب الأوكراني بالنسبة للأجانب غير الأوروبيين، موضحة أنه «انتهى بها الأمر بالتظاهر بأنها حامل، لأنها لم تستطع الانتظار أكثر».

وقال فلسطيني جاء بالسيارة إلى الحدود الأوكرانية-البولندية، لاصطحاب عدد من مواطنيه «ما سمعناه من المواطنين الفلسطينيين هو أن السلطات الأوكرانية لم تعاملهم معاملة حسنة على الحدود، بينما في الجانب البولندي تتم الإجراءات بسرعة وسلاسة».

معاملة مختلفة للأوكرانيين

وفي المقابل، قالت طالبة أوكرانية إنها «وجدت كل المساعدة، التي يمكن أن تحلم بها في بولندا، بما في ذلك عرضا للإقامة مع فرد، رفضته خوفا من الخطر»، مردفة أنها «لم تكن تتصور أبدا أن الناس يمكن أن يكونوا لطفاء».

ومن جانبها، ذكرت إيفونا، امرأة أوكرانية (42 عاما)، أنها مرت عبر مركز ميديكا الحدودي، وتم تسكينها في مدرسة بمدينة برزيميل، وأضافت أنها صدمت من «سلوك بعض الأجانب، الذين كانوا عدوانيين، وتصرفوا بشكل غير لائق».

وطالت التمييز أيضا تذاكر القطارات في بولندا، إذ قال مراقب بولندي في محطة برزيميل «التذاكر المجانية محجوزة لحاملي جوازات السفر الأوكرانية.. والمنطق هو أن الحرب في أوكرانيا، لذا فالأجانب فيتعين عليهم دفع ثمن التذاكر».