الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

عبدالخالق عبدالله: رئاسة الإمارات لـ «مجلس الأمن» تجسيد للقيم الراسخة

عبدالخالق عبدالله: رئاسة الإمارات لـ «مجلس الأمن» تجسيد للقيم الراسخة

تتولى الإمارت الثلاثاء، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، لمدة شهر يُتوقع له أن تشهد أروقته جلسات ساخنة على وقع الصراع الروسي - الأوكراني، وسط محاولات استقطاب من القوى الكبرى المنخرطة في الأزمة، والتي ترى الإمارات أن «الاصطفاف والتموضع» فيها «لن يفضيا إلا إلى المزيد من العنف». بدأت منذ يناير الماضي عضوية الإمارات الثانية في مجلس الأمن، المكون من 15 دولة (5 دائمة و 10 غير دائمة). لذا فهي ليست المرة الأولى، إذ سبق وشغلت مقعداً غير دائم في المجلس خلال الفترة من (1986 - 1987).

لكن التحديات التي يشهدها العالم الآن تختلف كلياً عن فترة الثمانينات. ورأى دكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، أن «الظروف الراهنة والقضايا المطروحة مختلفة لا شك، إلا أن الإمارات لديها خبرة تستند إليها». وقال في تصريحات خاصة «أراهن على حنكة فريق العمل الإماراتي في الأمم المتحدة، بقيادة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة، وعلى نائبيها: السفير محمد بوشهاب نائب المندوب الدائم، وأميرة عبيد الحفيتي السكرتيرة الثالثة للبعثة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة». ووصف الطاقم بأنه «من أفضل من عملوا في السلك الدبلوماسي الإماراتي. هم قادرون على التعامل مع أصعب وأعقد القضايا التي سيقابلونها» خلال توليهم المسؤولية، متوقعاً أن يدير الفريق الدبلوماسي الإماراتي في الأمم المتحدة المسؤولية بالقدر ذاته من الجدارة التي أبداها في العضوية السابقة.

وقال أستاذ العلوم السياسية إن «الإمارات في مجلس الأمن تمثل قيماً راسخةً تستهدي بها دائماً منذ تأسيسها، وبالتالي أعربت أنها ضد العنف وأنها مع القانون الدولي، ومع احترام سيادة الدول واستقلالها. هذه القيم ثابتة وأعربت عنها في كل المناسبات، لذا فإن موقفها وهي تتولى رئاسة المجلس سيجسد هذه القيم».

ولفت عبدالله إلى أن «الإمارات حالياً في مجلس الأمن لا تمثل نفسها فقط، بل تمثل 22 دولة في المنطقة العربية بأكملها، وعندما تتخذ أي خطوة للتصويت على مشروع قرار، تسعى للحصول على الإجماع العربي، وحينما يحصل ذلك، تنطق به الإمارات». وأكد «هذا ما حدث مؤخراً عندما امتنعت الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن».

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الإمارات تمثل أيضاً دول آسيا ومنطقة غرب آسيا بأكلمها، «فهي الدول التي اختارتها لتمثلها، لذا عليها عبء كبير أن تكون صادقة مع إجماع هذه الدول. لذلك نلحظ أن الدول الآسيوية الثلاث في مجلس وهي الصين والهند إلى جانب الإمارات، كانت هي التي امتنعت عن التصويت. حيث لم تكن هذه الدول مع طرف، ولم تكن ضد آخر».

وأوضح «تود الإمارات أن تكون على الحياد السياسي المرن، الذي قد يعطيها قدراً من الهامش لتلعب أدوراً سياسيةً تناسبها. فالموقف الإماراتي كان منحازاً للعربي أولاً، والآسيوي ثانياً. وكان يمثل قيماً راسخة وجهت الدولة في تعاملها مع الأزمات والمستجدات خلال الـ50 عاماً الماضية».