الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

حوار | محلل سياسي كردي: العراق قريباً تحت «الوصاية الإيرانية»

حوار | محلل سياسي كردي: العراق قريباً تحت «الوصاية الإيرانية»

رئيس الحكومة العراقية يتفقد الموقع الذي استهدفته الصواريخ الإيرانية. (أ ف ب)

استهداف «أربيل» محاولة إيرانية للتمهيد للنفوذ الروسي

مزاعم طهران استهداف مواقع تابعة للموساد «شماعة»

طهران لا تريد حكومة عراقية ذات وحدة وطنية مستقرة


قال المحلل السياسي الكردي محمد زنكنة، إن استهداف إيران بالصواريخ الباليستية لعاصمة إقليم كردستان العراق «أربيل»، يأتي في إطار محاولات طهران عرقلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيث لا تريد حكومة وطنية مستقلة، فضلاً عن كونها تعمل على تمهيد الطريق أمام نفوذ روسي في الشرق الأوسط. وأكد فى حوار لـ«الرؤية»، أن مزاعم طهران، باستهداف مواقع تابعة للموساد الإسرائيلي بصواريخ باليستية مجرد «شماعة» لتبرير موقفها، مؤكداً أن العراق بات قريباً تحت «الوصاية الإيرانية» بالكامل.




كيف ترى استهداف أربيل بالصواريخ الإيرانية؟

‏أعتقد أن عملية استهداف عاصمة إقليم كردستان العراق «أربيل»، لها معطيات كثيرة جداً، حيث جاءت متزامنة مع أمور كثيرة، منها المبادرة التي أطلقها رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، لتقريب وجهات النظر بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري من جهة، كما أتت متزامنة أيضاً مع ذكرى مولد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي يُصادف 11 مارس، وتأتي أيضاً متزامنة مع الاستقواء الذي نشهده في أوروبا والمنطقة من قبل روسيا تجاه أوكرانيا، ‏ومحاولة إيران لتمهيد الطريق أمام نفوذ روسي قوي في منطقة الشرق الأوسط لكون النفوذ الروسي والاستقواء الروسي يدار من قبل الصين وإيران وسوريا‏.

لكن ما دخل أربيل وهي عاصمة إقليم ذي حكم ذاتي بإيران؟

أربيل تعد مركزاً مهماً لصنع القرار على المستوى العراقي، وباستمرار يطلقون العديد من المبادرات لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة، وهذا ما لا يتوافق مع المصالح الإيرانية، لذلك ‏لطالما كان دفاع إقليم كردستان عن سيادة القانون وتفعيل الدستور وتنفيذه، كان عرضة لاعتداءات من قبل من لا يعترف بقانون أو بدستور ويريدون إشاعة الفوضى في الدولة العراقية.

*ماذا وراء الاستهداف بإطلاق 12 صاروخاً باليستيا على أراضي بلادكم؟

الحرس الثوري الإيراني تبنى هذه العملية، و«الشماعة» كانت بزعم استهداف مواقع تابعة للموساد الإسرائيلي، وهنا أود أن أقتبس ما قاله أحد الصحفيين الإسرائيليين، حيث ذكر أنه لو كانت هناك مكاتب ومواقع خاصة للموساد في «أربيل» لما تجرأ الحرس الثوري الإيراني على استهدافها، إذن السبب الرئيسي من وراء هذا الاستهداف هو تأخير الاستحقاقات الدستورية، وعرقلة سير العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وفرض أمر واقع بمشاركة «مليشياوية» قوية في العملية السياسية العراقية دون سحب البساط من تحت قدميها.

هل تقصد أن إيران لا تريد حكومة وطنية؟

نعم الإيرانيون تعودوا على وجود هذه الأطراف «المليشياوية»، وطهران لا تريد حكومة عراقية ذات وحدة وطنية مستقرة، بل تريد أن يبقى العراق تحت نفوذها.

*هل كنتم تتوقعون إعلان إيران مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ؟

تابعت منذ اللحظة الأولى كيفية الاستهداف وطريقته، وكنت متوقعاً بأن تعلن إيران مسؤوليتها عن هذا العمل الإرهابي لأنها هذه المرة أظهرت أنها تستهدف من تريد استهدافهم بشكل مباشر، سواء كانت أمريكا ومصالحها في العراق، أو من تسميهم بـ«أتباع إسرائيل».

هل أصبحت العراق تحت الوصاية الإيرانية؟

‏لا نستطيع أن نقول إن العراق يقبع تحت السيطرة الإيرانية بنسبة 100%، ولكن المليشيات التي تتحكم بالعملية السياسية العراقية هي التي تسير المشهد العراقي سياسياً أوعسكرياً، ولذلك نستطيع القول إن العراق لا توجد فيه إرادة وطنية أو قرار وطني صميم، وكل القرارات لها تأثيرات خارجية ليس من إيران فقط، فالجميع يتدخل في الشؤون العراقية باستثناء العراقيين أنفسهم، ‏ولكن ما زال هناك أمل بأن يخرج العراق من التحكم والاستقواء الإيراني، ولكن بكل صراحة فى ظل وجود المليشيات غير القانونية والخارجة عن المنظومة الدفاعية العراقية والتي ‏لا تدار من قبل وزارة الدفاع العراقية، وهي التي تتحكم بالعملية العسكرية في العراق، فمن الطبيعي جداً أن نشهد، وفي القريب العاجل جدا، العراق تحت «الوصاية الإيرانية» بالكامل.

إيران ذكرت أنها استهدفت مواقع إسرائيلية... هل هذا صحيح؟

التاريخ يذكر أن إيران هي أول من أقامت علاقات سرية في إطار صفقة سلاح عرفت بـ«فضيحة إيران كونترا» أو «إيران غيت»، وهذه الصفقة تمت في عهد الرئيس رونالد ريغان، أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وأجدد القول إن ‏حكومة إقليم كردستان أكدت أكثر من مرة عدم وجود أية مكاتب تابعة للموساد الإسرائيلي في الإقليم، وإن هذه المسألة بعيدة تمام البُعد عن الواقع، ولا يمكن للإقليم أن يتجاوز صلاحياته الدستورية في مجال إقامة العلاقات الدبلوماسية.

هل تتوقع أن تكون هناك قنصلية إسرائيلية في أربيل؟

هذا الموضوع له علاقة مباشرة بالحكومة الاتحادية، وهو من الاختصاصات الحصرية لها، فإن أقامت بغداد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل و فتحت إسرائيل سفارتها في بغداد، ففي ذلك الوقت من الطبيعي جداً أن تكون لإسرائيل قنصلية في أربيل وفي كافة المدن العراقية، لكن لطالما لم يحصل هذا الأمر فلا توجد أية علاقة لا سرية ولا علنية بين إقليم كردستان وإسرائيل، وكل ما يشاع ليس إلا تبريراً لهذه الأفعال الإرهابية.