الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

اللحوم «ضيف غائب» عن موائد اللبنانيين في رمضان

اللحوم «ضيف غائب» عن موائد اللبنانيين في رمضان

أزمة اقتصادية حادة تضيق حياة اللبنانيين. (رويترز)

يستقبل اللبنانيون شهر رمضان هذا العام بجيوب عاجزة عن الشراء، وسط ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية والخضراوات التي تفوق القدرة الشرائية لشريحة كبيرة من المواطنين، حتى أصبحت اللحوم الحمراء والبيضاء غائبة عن موائد الأسر اللبنانية في الشهر الفضيل. وزادت الحرب الأوكرانية وتداعياتها على إمدادات الغذاء، معاناة اللبنانيين الذين يعتمدون على القمح والزيت الأوكراني، ما ينعكس على المظاهر الاجتماعية والاجتماعات والعزومات الرمضانية التي اعتاد اللبنانيون تنظيمها بحسب محللين وخبراء لبنانيين تحدثوا لـ«الرؤية».

ارتفاع الأسعار

وأكد الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم، أن الوضع المعقد في البلاد يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، خاصة في ظل عدم تنفيذ الإصلاحات التي يطلبها البنك الدولي والمانحون الدوليون، لافتاً إلى أن الحرب الأوكرانية ألقت بظلالها على الأزمات اللبنانية لتزيدها تعقيداً.

وقال عاكوم في تصريحات خاصة، إن أزمة البنوك وتداعيات الحرب جعلت اللبنانيين يستقبلون شهر رمضان وسط عدم القدرة على شراء الاحتياجات الأساسية، في ظل الارتفاع الرهيب في الأسعار. وتابع أن الأزمة الاقتصادية أثرت على حركة الشراء، فاللبنانيون يستقبلون شهر رمضان هذا العام وسط ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، فالحد الأدنى للأجور، وحتى أربعة أضعافه لن يمكن المواطن من شراء الاحتياجات الأساسية في هذا الشهر الفضيل، والتأثير قد يمتد إلى العلاقات الاجتماعية أيضاً، خاصة في ظل عجز كثير من الأسر عن تنظيم العزومات العائلية والإفطار الجماعي وتبادل الزيارات.

إقرأ أيضاً..خاص | قمة النقب.. مقاربة جديدة في مواجهات التحديات

أزمات غير مسبوقة

من ناحيته، قال مستشار وزير الدولة اللبناني السابق لحقوق الإنسان فاروق المغربي، إن رمضان هذا العام، يأتي وسط أزمات غير مسبوقة، مع استمرار الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، والتداعيات الخطيرة للحرب الأوكرانية وتأثيرها على إمدادات الغذاء، حيث يعتمد لبنان على أوكرانيا في استيراد القمح والزيت، وهي أهم السلع التي يحتاجها البلد. وأضاف المغربي في تصريحات خاصة، أن سعر صرف الدولار العام الماضي كان نحو 12 ألف ليرة، لكنه هذا العام يلامس 30 ألفاً، ويتجاوزها في بعض الأحيان، لافتاً إلى أن أسعار الخضراوات أصبحت جنونية، وقد تساوي نصف أجور اللبنانيين، ولا نعرف كيف ينظم اللبنانيون موائدهم هذا العام، لكن الأكيد أنها لن تكون مثل العام الماضي أبداً، وسط معاناة المواطنين المتواصلة. وأشار إلى أن الناس ستقضي رمضان بما قسمه الله لها، هناك عاملون بالخارج وتحويلاتهم ستساعد الأهل، وهناك قطاع كبير من اللبنانيين سوف ينتظر المساعدات الاجتماعية، فواقع الناس أصبح مزرياً، وميسورو الحال الذين يساعدون الفقراء أصبحوا قلة.

إقرأ أيضاً..محللون يحذرون من حل البرلمان العراقي: «الكلمة الأخيرة للمحكمة الاتحادية»

لا لحوم

وقالت الأكاديمية والكاتبة اللبنانية تمارا برو، إن رمضان كان يمتاز بالتجمعات الأسرية والعزومات قبل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها البلد، والموائد كانت تشمل أنواعاً كثيرة من الأطعمة، وكل يوم لحوم بيضاء وحمراء، فضلاً عن الحلويات في وجبتي الإفطار والسحور. وأضافت برو في تصريحات خاصة، أن أسعار اللحوم والألبان ارتفعت هذا العام بشكل جنوني، والأسرة التي كانت تطهي اللحوم بشكل يومي في رمضان، بالكاد تستطيع شراء اللحوم مرتين في الأسبوع، والأسرة المتيسرة قد تأكل الحلويات مرتين فقط في الشهر. وأشارت إلى أن الكهرباء أصبحت حلماً يلامس خيال اللبنانيين، بسبب ارتفاع أسعار المازوت وارتفاع فاتورة الكهرباء بالضرورة، لافتة إلى أن الكبار يستطيعون تحمل الصيام والإفطار بأي طعام، لكن الأطفال هم الشريحة الأكثر معاناة. وواصلت بقولها، إن العزومات ستكون نادرة، والأسرة ستحاول تأمين نفسها، والعلاقات الاجتماعية ستتأثر بهذه الأزمة والأوضاع المادية التعيسة، متابعة: الميسورون ينظمون موائد الإفطار ويرسلون الطعام للفقراء، في محاولة لتخفيف الأزمة، لكن أزمة أوكرانيا زادت معاناة اللبنانيين هذا العام، بسبب اعتماد البلد على القمح والزيت الأوكراني.