السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

تحدٍ أم مقامرة.. الصدر يتراجع ويطالب خصومه بتشكيل حكومة عراقية

تحدٍ أم مقامرة.. الصدر يتراجع ويطالب خصومه بتشكيل حكومة عراقية

مقتدى الصدر. (رويترز)

أعلن الزعيم الشيعي العراقي النافذ مقتدى الصدر تراجعه، ومنح منافسيه الفرصة لتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد، من دون الكتلة الصدرية.

وقال الصدر، في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي: «لكي لا يبقى العراق بلا حكومة فتتردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية، هأنذا أعطى الثلث المعطل فرصة للتفاوض مع جميع الكتل بلا استثناء لتشكيل حكومة أغلبية وطنية من دون الكتلة الصدرية، ابتداء من الأول من شهر رمضان المبارك حتى التاسع من شهر شوال».

تأتي خطوة الصدر المفاجئة على خلفية الجمود السياسي المستمر في العراق، بعد خمسة أشهر من الانتخابات العامة.

لا استجابة فورية

ودعا الصدر في التغريدة أتباعه أيضاً إلى عدم التدخل «لا إيجاباً ولا سلباً»، بينما يحاول منافسوه قوى الإطار التنسيقي، وهو تحالف من الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران، تشكيل حكومة معاً.. ولم تكن هناك استجابة فورية من قوى «الإطار التنسيقي» لعرض الصدر.

ووصلت الأحزاب السياسية العراقية إلى طريق مسدود، والصدر -الفائز في الانتخابات- لم يتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية، وكان قد هاجم خصومه، قائلاً إنهم «عرقلوا العملية وما زالوا يعرقلونها».

اقرأ أيضاً.. العراق: خرق دستوري وانسداد سياسي بعد 3 محاولات فاشلة لانتخاب الرئيس

يختلف الطرفان حول اختيار المرشح لمنصب الرئيس، وهي عقبة قد تمتد أيضاً إلى رئاسة الوزراء، كما أنه ليس من الواضح أي حزب يشكل الكتلة الأكبر في البرلمان، بسبب الولاءات غير الواضحة والمتغيرة لبعض المشرعين والأحزاب.

وستبدأ نافذة الـ40 يوماً، التي قدمها الصدر في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، والمتوقع أن تبدأ في نهاية هذا الأسبوع، اعتماداً على رؤية الهلال الجديد.

تحدٍ جريء

وغرد فرهاد علاء الدين، رئيس المجلس الاستشاري العراقي، معهد لبحوث السياسات، قائلاً إن هذا التطور «تحدٍ واضح وجريء» موجه لمنافسيه في حين أنه «اختبار للشركاء».

ولم يتضح على الفور مدى صدق عرض الصدر.. وكان رجل الدين، ذو القاعدة الشعبية القوية، قد فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، لكن ليس بما يكفي لإعلان أغلبية برلمانية.

وأصبحت الأحزاب المتحالفة مع إيران، بما في ذلك تلك التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، منافسيه الرئيسيين.

وفشلت جلسة البرلمان يوم السبت الماضي في بلوغ نصاب الثلثين الضروري لانتخاب رئيس، بعدما قاطعها المشرعون المرتبطون بقوى الإطار التنسيقي إلى حد كبير.

مقامرة

ويرى البعض أن خطوة الصدر تعد بمثابة مقامرة، لأن فشل الإطار التنسيقي سيمنح تحالفه «سائرون» نفوذاً كبيراً، لكن نجاحه سيحول حزب الصدر إلى دور المعارضة.

كان الصدر قد حصد المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في العراق يوم 10 أكتوبر من عام 2021، بـ73 مقعداً، متجاوزاً جميع الكتل الشيعية المتنافسة.

وقاد الصدر تحالفاً ضم الكتلة الصدرية، وكتلة السيادة بزعامة محمد الحلبوسي، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، لتشكيل الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، ما أغضب التيارات الشيعية المكونة للإطار التنسيقي الشيعي.