تنتهي المشاورات اليمنية- اليمنية، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، برعاية مجلس التعاون الخليجي، رسمياً الخميس، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن خارطة طريق شاملة للتعامل مع الأزمة الدائرة منذ 7 سنوات من أجل وضع حلول حاسمة، وصولاً لوقف إطلاق النار بشكل حقيقي دون خروقات، حتى إقرار السلام الشامل. وعلمت «الرؤية» من مصادر، أن النهوض الاقتصادي في اليمن، سيكون على رأس أولويات خارطة الطريق، التي ستطلب دعماً مالياً سيتم توفيره لمواجهة أزمة الغذاء والفقر، بعد تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمة «اليونسيف»، خاصة بعد ظهور تقارير دولية بشأن تردي الوضع الصحي لأطفال اليمن، وارتفاع نسب البطالة والجوع. وأشارت المصادر إلى أن هناك اتفاقاً بشأن تأمين الموانئ والعمل على التهدئة من أجل تسيير السفن التجارية، ودعم الصادرات اليمنية، للارتفاع بالعملة اليمنية مقابل الدولار، التي شهدت تراجعاً كبيراً خلال السنوات السبع الماضية بسبب الحرب. ولفتت المصادر إلى أن هناك اتفاقاً على تمديد هدنة الأمم المتحدة، بحيث تكون ضامنة لإقرار السلام، على الرغم من وجود خروقات، فيما ذكرت المصادر أن تلك الخروقات وإن كثرت، إلا أنها لم تمثل عائقاً جذرياً نحو وقف إطلاق النار الشامل، ثم تثبيت هدنة دائمة وتوقيع اتفاقيات للسلام.
إقرأ أيضاً.. تحليل إخباري | الحرب الأوكرانية تعيد تموضع السعودية في النظام العالمي
آلية مواجهة خروقات الهدنة
ومن جانبه، قال سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن، سرحان المنيخر، إن كل المكونات في اليمن حاضرة بالمشاورات اليمنية-اليمنية، في العاصمة السعودية الرياض. وأوضح المنيخر أن أطراف المشاورات اليمنية لا يريدون تضييع المزيد من الوقت، مؤكداً أن الأراضي اليمنية لن تستقر إلا بتضافر جهود أهلها، مشيراً إلى جاهزية مجلس التعاون الخليجي لدعم خارطة الطريق اليمنية-اليمنية التي سيعلن عنها الخميس. وأكد السفير المنيخر، أن مساعدات المملكة العربية السعودية شكلت ركيزة أساسية لاستقرار سعر الصرف باليمن.من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، الأربعاء، أن مسؤولية الالتزام بالهدنة، التي أعلنتها الأمم المتحدة ولمدة شهرين، تقع على عاتق الأطراف نفسها. وفي مؤتمر صحفي افتراضي، قال غروندبرغ إن المشاورات ستستمر حتى نهاية شهر مايو المقبل، لاستكمال الحوار والوصول لتسوية سياسية تنهي النزاع، معتبرا أن الهدنة هي فرصة نادرة في حرب طويلة ووحشية لإحراز تقدم نحو حل سياسي. وأشار المسؤول الأممي، إلى أن الهدنة، التي اعتبرها هي الأولى في اليمن على مدى السنوات الست الماضية، لحظة ثمينة محفوفة بالمخاطر، ونادراً ما يصمد وقف إطلاق النار إذا لم يتم دعمه بإحراز تقدم على المسار السياسي، موضحاً أن هناك انخفاضاً كبيراً في العنف منذ بدء الهدنة، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير عن أنشطة عدائية، خاصة حول مأرب.
إقرأ أيضاً..اليمن يرصد 130 خرقاً للهدنة من قبل الحوثيين في كافة جبهات القتال
وأعلن غروندبرغ، إنشاء آلية تنسيق للمساعدة في مواجهة أي خروقات للهدنة، التي هي بحاجة إلى التزام جميع الأطراف، وفى سياق متصل، قال إن مطار صنعاء مغلق منذ عام 2016، وهناك إجراءات لوجستية قد تأخذ بعض الوقت، وذلك تعليقاً حول استئناف الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي، وتابع: «أتطلع إلى زيارة صنعاء في أقرب فرصة ممكنة، إذ لم أزرها منذ سبتمبر الماضي». وحول تعز، قال غروندبرغ: «إنها قضية مهمة ولا نستهين أبداً بالصعوبة التي يلاقيها السكان جراء إغلاق الطرق.. وهناك تحضيرات لاجتماع من أجل فتح الطرق في محافظة تعز وغيرها، وننتظر الرد»، بعدما أشار إلى إرسال دعوات لجميع الأطراف.