السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

خاص | تحالف استخباراتي بين حماس وحزب الله وفيلق القدس

خاص |  تحالف استخباراتي بين حماس وحزب الله وفيلق القدس

مبعوث حماس للمهام السريَّة عرض على الحرس الثوري خلق محور إعلامي.

طهران جنَّدت حماس بوقاً للتغطية على أنشطة الحوثيين مقابل تمويل الحركة

حماس تجسست على أجهزة الأمن اللبنانية لصالح «حزب الله» و«فيلق القدس»

كشفت تسريبات استخباراتية غربية النقاب عن تغذية «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني لتحالف ثلاثي يضم التنظيم الإيراني من جهة، وتنظيمي «حزب الله»، وحماس من جهة أخرى؛ وأوضحت التسريبات التي نشرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية جزءاً منها أن التحالف الثلاثي مرَّ بمراحل متعرِّجة في ظل التطورات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ 2011 وحتى الآن. خلال العام ذاته، توترت العلاقات إلى حد كبير بين الثلاثية الإرهابية، حين هاجم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في حينه خالد مشعل الجيش السوري على خلفية أحداث ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، وإصراره على توجيه البنى التحتية العسكرية لحركته في سوريا ضد جيش الأسد. إلا أنه خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ 2018، سعت حماس إلى استئناف التقارب مع المحور الشيعي؛ وجرى هذا التقارب على محورين، الأول على «شعبة فلسطين» في «فيلق القدس»؛ والثاني على وحدات خاصة في تنظيم «حزب الله».

أولى المحاولات

وحسب تقارير رصد الاستخبارات الغربية، جرت في فبراير 2018 أولى محاولات التعاون بين إيران وحماس، حين نجح نائب رئيس مكتب حماس السياسي حينئذ صالح العاروري في إقناع قائد فيلق «القدس» في حينه الجنرال قاسم سليماني بإمداد حماس بمسيَّرات انتحارية من طراز «شاهد 141»؛ إلا أن فشل الحركة في إصابة أهداف إقليمية، أدى إلى توتر في العلاقة بين العاروري وسليماني. بعد الأزمة، أوفد رئيس المكتب السياسي لحماس الجديد إسماعيل هنية مبعوثه الخاص للمهام السريَّة محمد ناصر إلى طهران للقاء قاسم سليماني، ليعرض عليه خلق محور إعلامي مباشر بين قيادة حماس في قطاع غزة، ونظيرتها لدى قيادة «فيلق القدس» في طهران. وخلال زيارته طهران، اعتبر الإيرانيون محمد ناصر سياسياً محنكاً، ويمكن من خلاله تحقيق هدف جوهري لصالح حماس و«فيلق القدس» في آن؛ ففي مقابل استئناف تمويل حماس إيرانياً، تتحول الحركة إلى بوق إعلامي يعتمد عليه لدعم قاسم سليماني وأنشطته في المنطقة، لا سيما عمليات جناحه العسكري الحوثي في اليمن، والمليشيات الموالية له في سوريا والعراق، فضلاً عن عملياته التي يقوم بها «حزب الله» في لبنان وسوريا.

إقرأ أيضاً..عسكرة الفضاء...تحذيرات أمريكية من سباق محموم مع روسيا والصين

كاتم الأسرار

في ظل تلك التطورات السريعة، استحال محمد ناصر إلى كاتم أسرار إسماعيل هنية عبر قناة الاتصال مع قاسم سليماني لفترة طويلة. مع ذلك، لم يلقَ ذلك ارتياحاً لدى فصيل آخر من قيادة حماس، خاصة قائد جناح حماس العسكري محمد الضيف، والقيادي الحمساوي يحيى السنوار، وأحد قادة كتائب «عز الدين القسام» مروان عيسى؛ إذ رفضت تلك الثلاثية القيادية التقارب مع إيران حتى إذا كان بغرض تمويل الحركة، لا سيما أن دور محمد ناصر مع الإيرانيين بتكليف خاص من إسماعيل هنية ظل سراً لفترة طويلة، ولم يعلم به قادة حماس إلا بعد سنوات، وهو ما أدى إلى وقف نشاطه فيما يخص تمويلات إيران. في المقابل، جاءت نقطة تحول أخرى، جرى خلالها تعزيز العلاقات إلى حد كبير بين حماس و«حزب الله» خاصة في المجال الاستخباراتي، وكان أول ممثل لحماس لدى لبنان هو محمد الحديدي الملقب بـ«أكرم»، ورفقته توجه إلى لبنان أيضاً القيادي في الجناح العسكري محمد نجم الملقب بـ«الحاج مهدي»، وهو المسؤول عن العلاقات الخارجية في جناح حماس العسكري، والذي كان يتحرك على المحور اللبناني– الإيراني، ويعمل على تدشين مكاتب للجناح العسكري الحمساوي خارج قطاع غزة والضفة الغربية.

نقل المعلومات

في الوقت نفسه، دشَّنت حماس محوراً إعلامياً مباشراً بين رئيس جهاز استخباراتها العسكرية أيمن نوفل، ورئيس وحدة استخبارات «حزب الله» حسين علي هزيمة. وجرى تفعيل المحور من خلال القيادي الاستخباراتي الحمساوي إياد الشنبري، الذي كان مسؤولاً في السابق عن شعبة عمليات الاستخبارات العسكرية؛ وكان من بين مهامه نقل معلومات عن أجهزة الأمن اللبنانية إلى أيمن نوفل.وإلى جانب التعاون الاستخباراتي، بدأ التعاون العسكري أيضاً، حين دشَّنت هيئة عمليات جناح حماس العسكري ممثلية له في لبنان بقيادة القيادي الحمساوي عزام الأقرع، الذي أصبح فيما بعد نائباً لمروان عيسى في قيادة حماس اللبنانية. ومنذ 2018، شعرت حماس في إيفاد عناصرها إلى دورات تدريب وتأهيل على العمل الاستخباراتي وفي مجال السايبر بلبنان، وتولت شخصية إيرانية تُدعى عبدالرحمن الحمائي، الملقبة بـ«الحاج أبوأحمد» مهمة تدريب عناصر حماس على عمليات السايبر؛ أما العمليات الاستخباراتية فتم إسناد عمليات التدريب فيها إلى شعبة الاستخبارات التابعة مباشرة إلى «فيلق القدس». أما المرحلة الثالثة من التعاون فكانت في مجال إنتاج الأسلحة، حين أقامت حماس ممثلية لقيادة إنتاج السلاح في لبنان، وشرعت في تطوير قذائف صاروخية بالتعاون مع «حزب الله».