الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

عسكرة الفضاء...تحذيرات أمريكية من سباق محموم مع روسيا والصين

عسكرة الفضاء...تحذيرات أمريكية من سباق محموم مع روسيا والصين

الولايات المتحدة أعلنت تشكيل ذراع عسكري جديد يتمثل في القوة الفضائية.

تتواصل الصراعات بين القوى العظمى في ساحات عديدة، فالحرب الروسية-الأوكرانية مستعرة، والخلافات الأمريكية-الصينية متواصلة، وخاصة حول بحر الصين الجنوبي وتايوان، كما يلوح في الأفق مجال جديد للصراع بين القوى العظمى، وهو مساعي كل منها إلى «عسكرة الفضاء»، حيث حذر تقرير أمريكي من أن موسكو وبكين تعملان على زيادة إنفاق كل منهما على العمليات الفضائية، بنسبة كبيرة تصل إلى نحو 70% منذ عام 2019.

تحديات الأمن في الفضاء

وذكرت إذاعة صوت أمريكا، الأربعاء، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، نشرت تقريراً مساء الثلاثاء، بعنوان «تحديات الأمن في الفضاء 2022». وفي مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، قال ضابط مخابرات الدفاع لشؤون الفضاء ومكافحة العمليات الفضائية، جون هوث «روسيا والصين.. منافسانا الرئيسيان يتخذان خطوات لتقويض أمريكا وحلفائها في مجال السيطرة على الفضاء». وأضاف «منذ أن أصدرنا التقرير الأول عام 2019، عن تحديات الأمن في الفضاء، زادت عمليات منافسَينا (الصين وروسيا) في الفضاء، في كل المجالات الرئيسية تقريباً، بما في ذلك الاتصالات، والاستشعار عن بعد، والملاحة، والعلوم والتكنولوجيا».

وكان تقرير عام 2019، قد أشار إلى أن الهيمنة الأمريكية في الفضاء، تواجه تهديدات روسيا والصين، اللتين طورتا قدراتهما التكنولوجية، وتشمل تلك التهديدات، التشويش على الاتصالات والأقمار الاصطناعية لنظام تحديد المواقع، إلى استهداف قمر اصطناعي بصاروخ أرض-جو، وهو ما أجرت الصين تجربة ناجحة عليه في عام 2007.

إقرأ أيضاً..«بعد زيارة بيربوك».. جدل حول بقاء الجيش الألماني في مالي

عسكرة الفضاء

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت تشكيل ذراع عسكري جديد، هو القوة الفضائية، مهمتها ضمان الهيمنة الأمريكية على الفضاء باعتبارها ساحة المعركة الجديدة، في مواجهة التحدي الروسي والصيني. وأصبحت القوة الفضائية الأمريكية، هي الفرع السادس للقوات المسلحة الأمريكية، بعد أسلحة البر والبحر والجو ومشاة البحرية وخفر السواحل، وعندئذ قال الرئيس السابق دونالد ترامب «الفضاء هو أحدث ساحة قتال في العالم». وأثارت الخطوة الأمريكية تحفظات الصين، والتي اتهمت واشنطن بـ«تسليح الفضاء الخارجي»، كما حذرت الصين، من أن الولايات المتحدة تحول الكون إلى «ساحة معركة». وأشار تقرير «تحديات الأمن في الفضاء 2022» الأمريكي، إلى أنه «يتم عسكرة الفضاء بشكل متزايد، فكل من روسيا والصين تعملان على تطوير قدراتهما... وأصبحت المدارات الفضائية مزدحمة». وتابع التقرير «تنظر روسيا والصين إلى الفضاء على أنه مجال هام، للنصر في الحروب الحديثة، كما أن كلاً من موسكو وبكين، تحاولان تطوير الوسائل الكفيلة بتقويض الاعتماد الأمريكي على الأنظمة القائمة على الفضاء، وسنجعل أعيننا دائماً عليهما».

رؤية الصين لأهمية الفضاء

وكان المكتب الإعلامي لمجلس الدولة في بكين، قد نشر في يناير الماضي، «الكتاب الأبيض»، الذي وصفت فيه الصين، صناعة الفضاء بأنها «عنصر حاسم في الاستراتيجية الوطنية الشاملة»، كما تقول بكين أنها تتمسك بمبدأ «استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية». وأضاف «مهمة برنامج الفضاء الصيني هي استكشاف الفضاء الخارجي لتوسيع فهم البشرية للأرض والكون، من أجل تسهيل توافق عالمي في الآراء بشأن مسؤوليتنا المشتركة في استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وحماية أمنه لصالح كل البشرية». وتابع «البرنامج الصيني يهدف إلى تلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والأمن القومي والتقدم الاجتماعي، ورفع المستويات العلمية والثقافية للشعب الصيني، وحماية الحقوق والمصالح الوطنية للصين، وبناء قوتها الشاملة».

من جانبه، قال كبير محللي المخابرات لشؤون الفضاء ومكافحة العمليات الفضائية، كيفين رايدر «زادت الصين من قدراتها الفضائية، نظراً للمزايا الاقتصادية الكبيرة، كما أنها تقوم بالمزيد من الجهود المالية والعسكرية من أجل تنميتها، أما روسيا فهي تقوم أيضاً بجهود كبيرة في مجال التحديث العسكري المختلفة».

إقرأ أيضاً..خاص | تركيا تعرض على إسرائيل تحالفاً لـ«تغيير قواعد اللعبة»

جهود الصين وروسيا الفضائية

ولفتت إذاعة صوت أمريكا إلى أن النسخة الجديدة من تقرير تحديات الأمن الفضائي 2022، تتضمن جهوداً وعمليات استكشاف القمر والمريخ في الصين وروسيا، حيث أطلقت الصين مركبة هبوط آلية، ومركبة على الجانب الآخر من القمر، بالإضافة إلى مركبتين إلى المريخ. ووفقاً للتقرير، فإن روسيا ناقشت الشراكة مع الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لتحقيق تطلعاتها في مجال القمر، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم في مارس 2021، للعمل سوياً في محطة أبحاث القمر الدولية. وأشار رايدر إلى أن اهتمام الصين وروسيا، باستكشاف القمر والمريخ، يجب النظر إليه على أنه ضمن المخاوف المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي، وأضاف قائلاً «تسعى موسكو وبكين إلى توسيع المبادرات التي تقومان بها، لاستكشاف الفضاء، سواء بشكل منفرد، أو سوياً، مع خطط لاستكشاف القمر والمريخ خلال الـ3 عقود المقبلة، وإذا نجحت هذه الجهود، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى محاولات منهما لاستغلال الموارد الطبيعية للقمر».

وبعيداً عن المخاوف المرتبطة بالصين وروسيا، حذر التقرير من تهديدات ولكن بدرجة أقل، موضحاً أن إيران وكوريا الشمالية، تتجهان إلى العمل على زيادة قدراتهما لمواجهة الاتصالات الفضائية والملاحة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).