الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

فيديو | حسام زكي لـ«الرؤية»: الدول العربية تعيش المرحلة «الأسوأ في تاريخها»

فيديو | حسام زكي لـ«الرؤية»: الدول العربية تعيش المرحلة «الأسوأ في تاريخها»

حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية

كشف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، النقاب عن الكثير من الأمور التي تواجهها الدول العربية خلال الآونة الأخيرة، وما يدور حالياً، وعن كواليس لقاءات مجموعة الاتصال العربية الأخيرة لموسكو، والقمة العربية المقبلة المقرر عقدها نوفمبر القادم. وقال زكي في حواره لـ«الرؤية»، إن المنطقة العربية تعيش أسوأ فتراتها، حيث يزداد التوتر بها يوماً بعد الآخر، لافتاً إلى أن هناك قوى إقليمية لا تريد الاستقرار للدول العربية، وإلى أن تأثير الولايات المتحدة تراجع في الشرق الأوسط، وأنها إذا لم تتدارك الأمر ستحل قوى أخرى محلها، وشدد على أنه لا يرى أي فرضية لتأجيل القمة العربية، لا سيما أن الأمور هذه المرة واضحة، وأن الجزائر تعهدت في عدة لقاءات بأنها ستكون جاهزة تماماً.

تواترت أنباء على استحياء تتعلق بإمكانية تأجيل قمة الجزائر مجدداً.. هل هذا الأمر صحيح، وإن لم يكن كذلك ماذا عن جدول الأعمال؟

لا أرى فرضية نحو تأجيل قمة الجزائر نهاية العام الجاري، فالأمور واضحة، والدولة الجزائرية تعهدت لنا في عدة لقاءات، وعلى عدة مستويات، أن يكون الجانب الجزائري جاهزاً دائماً، ويطرح رؤيته ويساعدنا في الإعداد، وأجندة الاجتماع أو جدول الأعمال هي مجموعة البنود التي يفترض أن تتم مناقشتها في كل دورة، وهي تشمل في الأساس القضية الفلسطينية، ومجموعة القضايا السياسية التي تطرح على القمة بشكل دوري، وأيضاً بعض الأمور الأخرى سواء اقتصادية أو اجتماعية، أو حتى في الإطار العام للنقاش، وأتخيل أن الوضع الدولي سوف يحظى ببعض الاهتمام نتيجة الأحداث التي نراها حالياً الخاصة بالحرب في أوكرانيا.

هل حصل اختراق في ما يتعلق بغياب الإجماع العربي الخاص بمشاركة سوريا؟

نظرياً مشاركة سوريا ممكنة، إنما عملياً أراه صعباً، لأنه حتى يمكن لك تحقيق ذلك، فهذا الأمر يحتاج إلى توافق عربي، وكما قلنا عشرات المرات لا يوجد توافق عربي على هذا الأمر الآن، هناك أصوات تطالب بذلك، ولكن هناك في المقابل أصوات أخرى ليست في وارد الاتفاق حالياً على هذه النقطة، وبالتالي الأمر ما زال بعيدًا عن التوافق، وقتما يتحقق هذا التوافق، يمكننا القول إن هذا وارد.

القمة لا يزال أمامها شهور عدة.. هل من الصعب حدوث هذا التوافق قبل عقدها؟

لا أرى هذا ممكناً في اللحظة الحالية، الدول العربية تتخذ قرارها بناء على رؤيتها ومصالحها، ففي الغرب لديهم موقف من الحكم في سوريا، وفي روسيا لديهم أيضاً مواقفهم، عربياً هناك مواقف معروفة للجميع عندما يطرح الأمر لأي نقاش، فبالتالي نحتاج إلى بث قدر من الصبر حتى يمكن التعرف على الموقف بشكل كامل.

الحرب الأوكرانية

ما الدور الذي تلعبه الجامعة العربية في الأزمة الروسية الأوكرانية؟ وهل هذا الأمر يتعلق بزيارتكم الأخيرة إلى موسكو وأوكرانيا؟

زيارة مجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري لموسكو ووارسو، كانت زيارة جيدة، حيث استطاعت المجموعة خلالها التعرف على الموقفين بدقة، وهي تجري تقييماً للوضع، وفرص التقدم بمقترحات أو تفعيل هذه الجهود العربية بشكل أكبر في المستقبل، لذا نأمل أولاً أن تتوقف هذه الحرب قريباً، ليس فقط لحقن الدماء، وإنما بسبب تداعياتها الكبيرة على الإقليم والعالم، وحال عدم حدوث ذلك، نأمل أن يكون للجانب العربي ممثل في هذه المجموعة، إسهاماً في تسوية هذا الوضع الصعب والخطير.

*جامعة الدول العربية أصدرت بياناً قريباً دعت فيه المعسكرين الروسي والغربي إلى اجتماعات في القاهرة إذا لزم الأمر للوساطة بينهما.. هل هناك استجابة لذلك؟

الفكرة بوضوح هي أنه إذا استعصت الأماكن على اللقاء بين الطرفين، فجامعة الدول العربية مكان محايد لهما، خاصة أنه تربطنا علاقات طيبة مع الطرفين، لكن أعتقد أن المسألة ستأخذ بعض الوقت للوصول للنقطة التي يستطيع فيها الطرفان الحديث بشكل فعال.

هل الأمور ما زالت مستعصية، والوصول لحل سيأخذ بعض الوقت؟

بالتأكيد، الأمر يحتاج لوقت أطول، لأنه لم يحدث أي حسم ميداني على الأرض، وبالتالي هناك حاجة لمزيد من الوقت، وكل طرف يحاول تحقيق أهدافه ميدانياً، حتى ينعكس ذلك على طاولة المفاوضات.

معنى ذلك أن الحرب ستستمر لفترة من الوقت، دون بدء مفاوضات جدية؟

الوضع الذي أراه يشير إلى استمرار العمليات العسكرية طالما أن الأهداف المعلنة لم تتحقق، والفترة المحددة لذلك مفتوحة الأمد، وبالتالي من الصعب تخيل توقف الآلة العسكرية الآن.

إقرأ أيضاً..تركي الفيصل للأمريكيين: تحملوا استهزاءاتنا الكوميدية «دعونا نضحك معاً»

الاتفاق النووي

ننتقل إلى الملف النووي الإيراني.. كيف سيخرج هذا الاتفاق؟ وما تأثيره حال خروجه دون ضمانات لتقييد إيران؟

هذا الموضوع في غاية الأهمية بالنسبة للدول العربية، وخاصة القريبة جغرافياً من إيران، والموجودة في منطقة غرب آسيا كلها، السلوك الإيراني هو سلوك عدائي تجاه الدول العربية، لا يلتزم بمبادئ حسن الجوار في معظم الحالات، ومسألة العلاقة بين إيران والميليشيات التي يتم تشكيلها في عدد من الدول، بالذات تلك التي يوجد فيها حالة من الانفلات، هذه العلاقة تؤرقنا للغاية، لأننا نرصد أن الاهتمام الإيراني هو الحصول على دعم لوضعهم من الغرب، بينما الكروت المستخدمة لتحقيق ذلك هي كلها كروت عربية، نحن مترقبون لهذا الاتفاق، تخرج تسريبات عما سيتضمنه، لكن ما نعلمه هو أن الاتفاق ينصب على الجوانب النووية، ويتجاهل سلوك إيران في المنطقة، وهذا أمر من الصعب علينا كعرب أن نتقبله، لأن العرب يعانون من السلوك الإيراني العدائي في منطقتهم ودولهم، ويصعب أن نتخيل كيف يمكن أن يؤدي اتفاق مثل هذا إلى استقرار يروج له، لأنه إذا استعادت إيران الأصول والأموال المجمدة، حينها لا يعرف أحد كيف يمكن استخدامها، وهل ستستخدم لتنمية الدولة والمجتمع، أم ستذهب أجزاء منها إلى الحرس الثوري والجهات التي تعمل خارج إيران بشكل غير شرعي وغير قانوني؟ لذا فالأمر مقلق بالنسبة للدول العربية، وهي محقة في ذلك.

إذا خرج الاتفاق النووي، دون تقييد إيران، ما الإجراء الذي يمكن أن تأخذه جامعة الدول العربية؟

الحديث هنا ليس عن إجراء، وإنما عن موقف سياسي، لأن الإجراء يستتبع أن تكون هناك تحركات معينة، وإجراءات تقوم بها جامعة الدول العربية، ونحن لسنا في وارد التعامل مع إيران، وبالتالي مسألة التعامل معها ليست مطروحة بالنسبة لنا، لكن إذا رفضت الدول العربية الاتفاق بالشكل الذي يصدر به، فهذا الأمر معناه أنه سوف يتم تكليف الجامعة العربية بالقيام بعدد من الخطوات التي تسعى لتبيان خطورة ذلك للعالم، والتي من الممكن أن نستند إليها في توضيح مواقفنا دولياً.

هل من الممكن التحرك لمواجهة ذلك في الأمم المتحدة والمحافل الدولية؟

نعم، لكن إذا قررت الدول الأعضاء ذلك.

جامعة الدول العربية دعت لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، لكن أمريكا تتراخى في الإقدام على تلك الخطوة.. تفسيرك لذلك؟

للأسف الشديد الإدارة الأمريكية الحالية رغم وجود دلائل واضحة في مسألة الربط بين المليشيات الحوثية والإرهاب، إلا أنها فضلت حتى هذه اللحظة عدم تصنيف هذه الجماعة بشكل سليم، وما يقال هو أن هناك خوفاً من أنه إذا حدث ذلك سوف يؤثر على القدرة الأمريكية على إيصال المساعدات لليمن، وبالطبع هذا الكلام مردود عليه، والخلاصة هو أنه يجب أن يكون هناك تفهم للشواغل الأمنية لدى المملكة العربية السعودية من جانب، والإمارات من جانب آخر، ويجب أن يكون التعامل مع المخاطر التي تهدد كلا البلدين بشكل جاد وملزم.

ما الذي سيحدث إذا تم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب كما تطالب إيران؟

بالطبع سيكون هذا موقفاً مؤسفاً، لأن هذا الكيان مسؤول عن مليشيات موجودة في العالم العربي تقوم بأعمال تزعزع الاستقرار، وبالتالي استمرار هذا الكيان بهذا الشكل، وعدم وجود طرح مناوئ له، بل على العكس يتم فتح الأبواب له وكأنه كيان صديق، هذا أمر يزعجنا كثيراً، ولا أعتقد أن أحداً في العالم العربي سوف يكون سعيداً لرؤية مثل هذا الكيان خارج قبضة العقوبات سواء أمريكية أو دولية.

النظام العالمي

هل ترى أن هناك نظاماً عالمياً جديداً يلوح في الأفق تحت وطأة الحرب الأوكرانية؟

الوضع الحالي في العلاقات الدولية متشابك ومعقد للغاية، ونتائج حرب أوكرانيا لم تظهر بعد، وتحتاج لفترة طويلة لكي نتعرف على تداعياتها، لذا يمكن القول إن الوضع الدولي بشكل عام وبسبب هذه الحرب في حالة سيولة، يصعب معها الجزم بأن النظام استقر، أو يمكن فهمه، فهو غير واضح المعالم، وليس مستقراً، والأمر يحتاج إلى الكثير من الصبر والتدقيق حتى نعرف متى يمكن الحكم على هذا الوضع بأنه هو الوضع الجديد المستقر، ظني أن الوضع السائل سوف يستمر فترة طويلة.

هل عدم وضوح ملامح هذا النظام العالمي، هو ما دفع الجامعة العربية للحياد في الحرب الأوكرانية؟

بالطبع، هناك اتصالات كثيرة للغاية تتم مع الدول الأعضاء بالجامعة، ومع الأمانة العامة أيضاً، كلها تهدف إلى استقطاب التأييد لكل وجهة نظر، من الجانبين الروسي والغربي، لأن هناك جانباً روسياً، وجانباً آخر غربياً تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين، لكن نحن في ما يتعلق بنا كجامعة عربية، الاتصالات التي تمت مع الجانب العربي من الطرفين، كلها هدفت إلى الحصول على تأييد لوجهة النظر التي يتم الدفاع عنها لكلا الجانبين، وهذا أمر متوقع، لكن أظن أن الاستقطاب حدث بشكل زائد هذه المرة.

هل هذا يعني أن الدول العربية تمثل قوة لكلا الجانبين؟

نحن علاقتنا طيبة مع كلا الجانبين، ومع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن مسألة أن يكون هناك ما هو أبعد من ذلك، لا، فنحن لن نقوم بهذا، الآن هناك تركيز خلال الفترة القادمة، على كيفية وقف إطلاق النار وحقن الدماء.

الانتخابات اللبنانية

قمت بعدد من الزيارات للبنان، وحاولت التوسط لاستقرار الأوضاع هناك، ما توقعاتك بالنسبة لمستقبل الأوضاع؟ و هل ستجرى الانتخابات في مايو المقبل؟

أتوقع إجراء الانتخابات منتصف مايو، كما هو مقرر، وأن يمر الحدث بسلام. الأمر الثاني، الوضع العام في لبنان ليس جيداً، بالذات في ما يتعلق بسوق المال والخدمات، وهذه دولة كانت معروفة دائماً بخدماتها في مجالات المصارف والخدمات السياحية وغيره، وبالطبع عندما تتوقف هذه الخدمات، فهذا يعني أن الاقتصاد وضعه صعب، ويعاني الكثير، ولكن يحتاج الأمر إلى بذل جهد كبير.

هل إنقاذ الوضع الاقتصادي يتطلب أن تعاود دول الخليج علاقاتها الطبيعية مرة أخرى مع لبنان؟

طبيعي أن الجانب اللبناني كان يعتمد في فترات كثيرة من تاريخه الحديث على علاقات مميزة تربطه بدول خليجية، وكانت دائماً العلاقة بينها ممتازة، لكن مؤخراً حدثت بعض العكوسات، لكن نعلم أن سفراء السعودية والإمارات وقطر والكويت، الآن موجودون في لبنان، وهذا أمر طيب، ولعل هذا التطور يوصلنا إلى مراحل متطورة وأفضل في العمل بين الجانبين.

هل تتوقع أن تتفق الفصائل اللبنانية في ما بينها ويكون هناك استقرار بلبنان خلال الفترة المقبلة؟

لا، لم أقل إن الأحزاب اللبنانية ستتفق، وضع الأحزاب اللبنانية أمر آخر كبير والحديث عنه يحتاج لفترات طويلة، الجانب اللبناني عليه مسؤولية، والجانب العربي عليه أيضاً مسؤولية، نأمل أن يصل الجانبان لتفاهمات، كيف يمكن أن نساعد.

معنى ذلك أن الانتخابات لن تكون بداية للاستقرار في لبنان؟

ليس لها علاقة بالفعل، كل ما نأمله أن تعقد الانتخابات في موعدها، وبالتالي عندما يتشكل المجلس الجديد يعمل بشكل جيد، ومن ثم نرى ما الذي ستسفر عنه الأوضاع، لكن بالفعل الوضع هناك دقيق وخطير للغاية، وغير مريح.

التطورات اليمنية

لو انتقلنا للمشاورات اليمنية اليمنية التي أجريت مؤخراً في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، ما تقييمك لها؟

الوضع في اليمن يحتاج إلى حوارات صريحة بين الأطراف المعنية، مجلس التعاون الخليجي مشكوراً حاول أن يوفر منصة لهذه الحوارات، الحوثيون لم يشاركوا وبالتالي أضاعوا من أيديهم فرصة إضافية لتحسين الأوضاع وتطويرها، وربما الوصول إلى التسوية المطلوبة، وهذا الأمر في غاية الأهمية، نحن كجامعة عربية عندما نسأل في قضية اليمن، نقول دائماً إن اليمن أكثر ما يحتاج إليه هو حوارات جانبية ما بين أعضائه الأساسيين، لأن هذه هي الوسيلة التي يمكن بها الوصول إلى حل.

الملف الليبي

القاهرة تشهد اجتماعات بين عدد من الفصائل الليبية، للوصول لقاعدة دستورية لإجراء الانتخابات.. هل من الممكن أن تكون البداية لاستقرار ليبيا، أم أن الوضع ما زال مربكاً هناك؟

الوضع ما زال مربكاً للأسف، ومؤخراً كانت هناك أخبار عن التوترات القائمة بين الحكومتين، الحكومة الموجودة التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة، والحكومة الجديدة التي تشكلت برئاسة السيد فتحي باشاغا، كل هذه الأمور بشكل حثيث للغاية تتم متابعتها من جانبنا، ولكن أعتقد أن مشكلة ما يتم الآن في ليبيا، هو أنه لا يوجد إعلاء للمصلحة الوطنية على المصالح الأخرى، وإنما تحقيق مصالح ضيقة سواء كانت مصالح شخصية أو غيرها، فهناك رغبة في أن تظل ليبيا هكذا ساحة للفوضى، وهذا أمر في غاية الخطورة، لأنها دولة كبيرة المساحة على حدود أوروبا الجنوبية، وتلامس قلب أفريقيا، فوضعها في منتهى الحساسية، نأمل أن الأمور يتم تعديلها، لكن الأمر صعب، وأتمنى ألّا يستمر فترة طويلة.

هل من الممكن أن نشهد عمليات عسكرية أو حروباً في ليبيا؟

كلمة حروب هي كلمة ضخمة، لكن قد يكون هناك بعض الاستياء من الأطراف المختلفة فترسل برسائل ببعض العمليات العسكرية، لكننا نتحدث عن أمر آخر أيضاً وهو هل سيتم السماح بمثل هذه الأمور أم لا؟ الإجابة لا أعرفها، فمن المؤكد أن المجتمع الدولي لا يرغب في مشاهدة أوضاع مثل هذه تتكرر مرة أخرى، فقد عشنا عامين من الحرب في ليبيا، ولا أظن أن هناك أي أطراف خارجية لديها مصلحة في إيقاظ هذه الفتنة النائمة، وعودة هذه الأوضاع مرة أخرى، وأعتقد أن الجميع أنهكه التعب بعد أن طالت الحرب لعامين بهذا الشكل هناك.

السيولة الأمنية العراقية

لننتقل لدولة عربية أخرى تحدوها المشكلات وهي العراق، هل سنشهد انتخاب رئيس جمهورية وحكومة جديدة أم مسلسل فشل إتمام ذلك يستمر طويلاً؟

بطبيعة الأمور، نحن نترقب أمر انتخاب الرئيس، وطبعاً الأمر خرج من الأطر الزمنية المنصوص عليها، ولكن ما زلنا نترقبه، ونأمل أن يتوصلوا لشخصية ملائمة تحظى بتوافق، لأن هذا المنصب توافقي، نأمل أن تعلي الفصائل العراقية المختلفة مصلحة الوطن على المصالح الضيقة، سواء شخصية أو حزبية أو طائفية أو غيره، إذا حدث ذلك سيتبدل حال البلد، لأن المطروح دائماً هو أن تكون هناك استطالة في أمد التشاور والتشكيل، وهذا أمر يصيب الجماهير بالإحباط.

من يقف وراء هذا الوضع؟

نحن جميعاً نفهم، فلم تعد هناك أسرار، لكن أعتقد أن الجميع يفهمون، والجماهير العراقية كلها تفهم، ونزلت للتظاهر خلال العامين الأخيرين، فهناك أطراف دولية وإقليمية من مصلحتها استمرار الأوضاع في العراق كما هي، وهناك أناس لا توجد لديهم مصلحة في إنهاء التوتر في أي دولة عربية، المقصود أن يستمر هذا التوتر، وربما يزيد.

هل التوتر وعدم الاستقرار في الدول العربية سيزيد الفترة المقبلة؟

نعم، لماذا؟ لأن زيادة التوتر يضع الدول في مرمى السيطرة، وبالتالي لا تخرج عنها.

هل هذا الوضع السيئ الذي تعيشه الدول العربية حالياً مستمر منذ أمد، أم أن هذه أسوأ فترة مرت بها؟

أنا أراها أسوأ فترة، لأن هذه الأوضاع لم تكن موجودة في التسعينيات أو الثمانينيات أو السبعينيات، المنطقة العربية ليست في أفضل حالاتها، هي في حالة من الهشاشة وضعف التنسيق، بما يجعلنا بالطبع نعيش في أوطان مليئة بالتحديات، وكلنا أمل أن تمر هذه التحديات بسلام، ويتم مواجهتها بأمان.

إقرأ أيضاً..الاتحاد الأوروبي يتهم مرشحة الرئاسة الفرنسية باختلاس أموال عامة

تأثير الولايات المتحدة

ما تأثير الولايات المتحدة الأمريكية حالياً في الشرق الأوسط؟

حقيقة.. تأثيرها في تراجع، وكنا نفضل أن يكون لها قدر أكبر من التأثير، وتحديداً في الأمور التي تؤثر على الأمن القومي العربي بشكل مباشر، لكن هم يحاولون تحقيق أكبر النتائج بأقل التدخلات والإمكانيات والسياسات المباشرة، هل هذه السياسة ناجعة وجيدة، لا أعلم، الأمر سوف يأخذ وقتاً كي يتم الحكم عليه، في ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

ما الذي يمكن أن يسفر عنه تراجع تأثير ووجود الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، هل من الممكن أن تحل قوة أخرى محلها؟

هذا طبيعي، لن يكون هناك فراغ، من يتراجع ويأتي على جنب، تأتي قوة أخرى تأخذ دوره، الذي يختفي من الوجود يحل غيره محله.

من سيأخذ دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة؟

لا يزال الأمر مطروحاً، نحن نتابع، لا نريد أن يحدث ذلك، لكن بعض سياساتهم تحتاج إلى تفسيرات كثيرة.