الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«قمة القاهرة».. دفاع متواصل عن الحق الفلسطيني ودعم العمل العربي

«قمة القاهرة».. دفاع متواصل عن الحق الفلسطيني ودعم العمل العربي

ولي عهد أبوظبي والرئيس المصري وملك الأردن بقصر الاتحادية.

يمثل التنسيق العربي - العربي مرتكزاً هاماً لتجنيب المنطقة التداعيات الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية، والدفع بعملية السلام في المنطقة قدماً، ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في القدس من قبل المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية، كما يدفع العمل العربي المشترك قُدماً، بحسب خبراء ومحللين عرب تحدثوا لـ«الرؤية». واحتضن قصر الاتحادية الرئاسي في مصر، مساء الأحد، لقاء أخوياً جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي بأن ضيفَي مصر ثمنّا الروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدان الـ3، مؤكدين الحرص على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعوب الشقيقة في الدول الـ3، وبما يعظم استفادتها من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون بينهم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تطورات مسارات التعاون المختلفة بين مصر والأردن والإمارات، حيث تم التوافق بشأن استمرار التنسيق والتشاور إزاء كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المتبادل، بهدف توحيد الرؤى والتحركات، ودعم العمل العربي المشترك وبذل الجهود اللازمة لصون الأمن القومي العربي. كما شهدت المباحثات استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصةً تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين الدول الـ3 في هذا الإطار، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها مدينة القدس، مشددين على أهمية استدامة الجهود لاستعادة الهدوء في القدس، وضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، واحترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وضرورة تقديم جميع أشكال الدعم للإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتَين.

توقيت مهم

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور إكرام بدر الدين، أن القمة تأتي في ظل متغيرات هامة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وتحديات تواجه المنطقة والعالم على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني، فضلاً عن التطورات الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية الآن، وما حدث من انتهاكات وعنف في المسجد الأقصى. وقال بدر الدين في تصريحات خاصة، إن الإمارات ومصر والأردن دول هامة في المنطقة العربية، فالقاهرة لديها دور كبير جداً منذ بداية القضية الفلسطينية في أوقات الحرب والسلم، والأردن له دور مؤثر أيضاً وله وصاية على مدينة القدس، كما أن الإمارات تمثل العرب اليوم في مجلس الأمن. وتابع بقوله، إن العلاقات القوية والوثيقة التي تربط الدول الـ3 سواء على المستوى الرسمي والحكومي أو على المستوى الشعبي، قوية ووثيقة، حيث يتم التنسيق بين العواصم الـ3 ونشهد لقاءات قمة على فترات متقاربة ومتكررة. وأشار إلى أنه بالإضافة للقضية الفلسطينية، فإن الظروف والتحديات التي تواجه العالم وتنعكس آثارها على مصر والدول العربية تتطلب التنسيق العربي المشترك، فالاقتصاد العالمي متأثر بالحرب الأوكرانية بشكل أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية والبترول، ما يشكل تحدياً كبيراً. وأوضح أن هذه اللقاءات بين القادة العرب تصب في مصلحة الأمن القومي لدولنا العربية، خاصة في ظل التهديد الإيراني المعلن والمستتر لدول الخليج العربي التي تنظر إليها مصر على أنها جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.

أهمية الاجتماع

واتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط الدكتور علاء عبدالحفيظ بقوله: إن الاجتماع مهم في ضوء ثقل الدول الـ3 وتأثيرها المهم على الساحتَين الإقليمية والدولية، متابعاً: تبدو أهمية توقيت الاجتماع من تسارع المتغيرات على الساحتَين الإقليمية والدولية، وأبرز الأحداث على الساحة الإقليمية، خاصة في فلسطين بصفة عامة، وتوتر الأوضاع في غزة بصفة خاصة. وأضاف عبدالحفيظ أن الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها على العالم كله، تعتبر ملفاً شديد الخطورة والتأثير على كل دول المنطقة، ولا شك أن المنطقة العربية ستتأثر كغيرها من مناطق العالم بتداعيات تلك الأزمة خاصة على الجانب الاقتصادي، ومن ثم تبرز أهمية تنسيق المواقف بين الدول الـ3 بما يؤدي إلى تعزيز أمنها ومصالحها الوطنية وكذلك الأمن القومي العربي. من ناحيته، قال المحلل السياسي الإماراتي الدكتور جاسم خلفان، إن اجتماع القاهرة في ظل الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى له دلالات مهمة، فالدول الـ3 ترتبط بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مع إسرائيل، ومن المفترض أن تلعب دور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذه الأوقات الصعبة، خاصة أنها داعمة ومساندة لحقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة. وأضاف خلفان في تصريحات خاصة، أن القاهرة خيمة العرب، ولهذا تجمع الإخوة المستعدون للدفاع عن فلسطين، وتناول ما يحدث فيها، خاصة في ظل التحركات الغريبة من قبل إسرائيل وانتهاكاتها المتكررة لحرم المسجد الأقصى والاعتداء على المدنيين وقصف الأعيان المدنية في غزة أو غيرها.

إقرأ أيضاً..المنقذ الغائب.. عيون اللبنانيين تتطلع إلى «الحياد» الإقليمي والدولي

محطة للتباحث

وتابع بقوله، إن: القضية الفلسطينية محلولة وهناك علاقات بين إسرائيل وفلسطين، غير أن البعض يحلو لهم استثمار القضية، مثل بعض الفصائل التي ترفع شعار المقاومة، وهي في الأساس لديها ارتباطات وتنسيقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن قمة القاهرة محطة للتباحث حول تجنيب الفلسطينيين والمسجد الأقصى القتل والدمار. وأكد خلفان، أنه: كلما قويت العلاقات بين الإمارات ومصر والأردن، فإن هذا يصب في صالح البيت العربي، خاصة إذا كانت القاهرة هي من تحتضن الجميع، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، مشدداً على أن القمة دليل على قوة العلاقات، والموقف الثابت من دعم فلسطين والشعوب العربية، وتنمية العمل العربي المشترك.

ويرى المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، أن القمة تأتي في ظل أوضاع إقليمية ودولية شديدة الحساسية، حيث يطغى التوتر العالمي في الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن تهديد الأمن الغذائي العالمي بسبب الحرب الأوكرانية، لافتاً إلى أن القمة جاءت بعد أشهر من قمة العقبة بين الزعماء الـ3 ورئيس وزراء العراق، وبعد اجتماع وزاري في عمان لبحث قضية اعتداءات المستوطنين على القدس الشريف. وحذر الحوارات في تصريحات خاصة، من أن تحركات المستوطنين تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس قد تؤدي لتفجير الوضع ليس فقط في فلسطين، ولكن في الإقليم كله، لذلك بادر الأردن إلى الأشقاء في الإمارات ومصر، لتعزيز موقفه، فلدينا وصاية على القدس، ونريد تعزيز موقفنا من خلال دعم عربي مشفوعاً باتصالات، لأن علاقات مصر والإمارات مع إسرائيل نامية، ويمكن لهما من خلال هذه العلاقات الضغط على إسرائيل لاحترام التزاماتها. وقال الحوارات، إن العلاقة بين الدول الـ3 استراتيجية مبنية على الأخوة ورابطة العروبة والإسلام، وهناك عمق استراتيجي لكل الأطراف، فمصر دولة كبيرة تشكل ثقلاً عربياً يعزز المكانة العربية، والإمارات دولة شديدة الأهمية ومعولمة ولديها تشابكات عملاقة إيجابية مع كل دول العالم، وتمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن. وأضاف أن الأردن يسعى لتعزيز علاقاته مع الأشقاء في الإمارات ومصر، من حيث التفاهمات الأمنية والاقتصادية والسياسية، خاصة في ظل وجود رؤى متقاربة ومتشابهة في جوهرها لقضايا المنطقة، وفهم مشترك ومتزن لطبيعة العلاقات في المنطقة، وهناك تفاهمات بينهم حول القضية الفلسطينية. لافتاً إلى أن الأمن الغذائي يشغل حيزاً كبيراً من المشاورات والقمم بين القادة العرب في ظل تداعيات خطيرة تفرضها الحرب الأوكرانية. وأكد أن الدول الـ3 لديها رؤية وإطار من التفاهمات يدفع العمل المشترك إلى الأمام، ويعززه بالانتقال من التشاور إلى التنسيق العميق، مع دولة عربية كبيرة مثل السعودية، ما يمكن هذه الأطراف من إعادة التعاون العربي المشترك وفق تفاهمات على رؤية واضحة، يتعاون فيها الجميع بما يحقق الصالح العام، بفلسفة مهمة مفادها أن مصلحة الكل لا يجب أن تأتي على حساب مصلحة أي طرف في المعادلة العربية المشتركة.