الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الأسوأ منذ قرن.. الأزمة الاقتصادية تحرم اللبنانيين من فرحة العيد

الأسوأ منذ قرن.. الأزمة الاقتصادية تحرم اللبنانيين من فرحة العيد

أطفال لبنان في مهب الريح. (رويترز)

يحل عيد الفطر المبارك هذا العام وسط حالة من الانهيار الاقتصادي الشديد الذي يعصف بلبنان، والذي حرم أهلها من القدرة على شراء ملابس جديدة وألعاب للأطفال، ما دفع البعض لوصفه بـ«العيد الأسوأ» في تاريخ الدولة خلال الـ100 عام الأخيرة، حسبما قال محللون لـ«الرؤية».

أزمات كارثية

من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة «ما يمر به لبنان من أزمات متلاحقة كارثية على اللبنانيين عموماً، والأطفال على وجه الخصوص، ما يجعل الحديث عن ملابس العيد وألعاب الأطفال في آخر الاهتمامات». وفي تصريحات خاصة، أضاف «المواطن اللبناني يوشك أن يشعر بانتهاء دولته، وعدم وجودها على خريطة الحياة، فلا توجد كهرباء منذ أيام، والأدوية شحيحة في السوق المحلية، حتى باتت لبنان التي كان يطلق عليها «سويسرا الشرق» بلا أية خدمات». وتابع:«يصعب التفكير كيف تحول لبنان الذي كان يستضيف حفل اختيار ملكة جمال العالم، منذ أكثر من 50 سنة، وبلد الأزياء والجمال، إلى بلد بلا اقتصاد سليم، وأصبحت الطرقات خالية من المباهج، والناس «نصف أموات»، حتى اضطر كثير من اللبنانيين لبيع سياراتهم الفخمة واستبدالها بدراجات نارية لتوفير البنزين». واستطرد «الشعب اللبناني يرزح تحت نير الفقر، وقلة المال، حتى إن مظاهر رمضان اختفت من البلد.. فلا فرح ولا بهجة، والأسواق خالية من الناس قبيل العيد، بسبب انعدام القدرة الشرائية، وانسحاق الليرة أمام الدولار». وأشار إلى أن أطفال لبنان محرومون من الملابس الجديدة في العيد، والشعب مشغول في «لقمة العيش»، ولن يحصل الأطفال هذا العام على الهدايا أو الألعاب، والكهرباء تنقطع في السابعة مساءً ويدخل البلد في ظلام دامس. وواصل: «الحزن فقط عنوان العيد هذا العام، نتيجة انتشار الفقر وسقوط الشهداء في حادث الغرق المفجع، ويمكن القول إن لبنان شهيد المجتمع الدولي، فقد أصبح بلداً غريباً على أبنائه، والنكبات تتلاحق دون توقف».

ومن جانبه، قال الكاتب اللبناني منور محمد «هذا العيد هو الأسوأ منذ قيام الدولة عام 1920، حيث باتت القدرة الشرائية لمعظم الشعب اللبناني معدومة، والأغلبية يركزون على شراء الأساسيات والاحتياجات اليومية، حتى أصبحت الألعاب وملابس العيد ترفاً».وفي تصريحات خاصة، أضاف قائلاً: «الأزمة الاقتصادية التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها، ألقت بظلالها على أغلب الأسر، وبات أكثر من 3 أرباع سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر».وأشار إلى أن أغلب اللبنانيين بين نارين؛ إما شراء ثياب جديدة، أو الذهاب إلى شراء الملابس المستعملة والمعروفة باسم «البالة»، حتى انتشرت محلات الملابس المستعملة وسط العاصمة بيروت، ويتجه كثيرون لهذا النمط من الاستهلاك، كما أن ألعاب الأطفال غاية بعيدة المنال؛ فالأسر على اختلاف مشاربها ووضعها الاجتماعي، ستلجأ لشراء الألعاب الرخيصة، فقط لمنح الأطفال شعوراً بالعيد، فالألعاب حالياً مرتفعة الثمن جداً".وتابع«اعتدنا في كل عيد، مشاهدة الأطفال والصغار يلعبون ويطلقون المفرقعات النارية، لكن هذا العيد مختلف، إذ باتت البضاعة من تلك المنتجات المبهجة مكدسة في المحال والمخازن؛ نتيجة عدم إقبال الأطفال ومن خلفهم أهاليهم على شراء تلك الألعاب، بسبب انهيار القدرة الشرائية لدى معظم اللبنانيين».