السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

شيرين أبوعاقلة.. رصاصات الغدر تغتال صوت الحقيقة في فلسطين

شيرين أبوعاقلة.. رصاصات الغدر تغتال صوت الحقيقة في فلسطين

شيرين أبوعاقلة. (رويترز)

«في الطريق إلى جنين» كان عنواناً لآخر مقطع مصور عبر حسابها على فيسبوك، تبثه الإعلامية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، التي قتلت صباح الأربعاء، أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

المقطع المصور لشيرين صاحبة الـ(51 عاماً) أعقبه رسالة أخيرة على شاشة فضائية الجزيرة القطرية قالت فيها إن «جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ويحاصر منزلاً في حي الجابريات، سنوافيكم بالخبر فور اتضاح الصورة».. لكن الصحفية أبوعاقلة كانت الخبر بذاته، لتنشر القناة في خبرها العاجل إصابة مراسلة الجزيرة شيرين أبوعاقلة، وتلحقه بخبر آخر تؤكد فيه مقتلها.

سترة النجاة التي كانت ترتديها شيرين الحاصلة على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن في الصحافة المكتوبة- لم تمنع رصاصات الغدر من الوصول إلى جسدها الذي انهكه كثرة العمل والترحال بدأ من وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، وراديو مونت كارلو، وأخيراً عملها كمراسلة لقناة الجزيرة منذ عام 1997.

ولأن «كل خيار في الحياة له سلبياته وإيجابياته» كما كانت تؤكد شيرين أبوعاقلة، سعت الإعلامية المخضرمة التي حصلت على بكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن في بداية حياتها، إلى العمل في مجال الصحافة والإعلام لتصبح لاحقا واحدة من أبرز المراسلين الميدانيين في الوطن العربي.

اقرأ أيضاً.. ويليام بيرنز.. وجه هادئ يعيد الـ«سي آي إيه» لسابق عهدها

من الضفة الغربية مروراً بالقدس وحتى قطاع غزة، وثقت أبو عاقلة التي تعود أصولها إلى عائلة مسيحية في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، مختلف الأحداث الميدانية بالصوت والصورة الحية التي لا تقبل التشكيك، والتي كان من بينها الانتفاضة الفلسطينية الثانية واجتياح القوات الإسرائيلية للضفة الغربية بعملية «السور الواقي» والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، والاعتداءات على مختلف مناحي الحياة في فلسطين والتي طالت البشر والحجر.

وبحسب شبكة الجزيرة، فإن آخر تغطية شاركت بها شيرين، على الصعيد العربي، كانت في مصر قبل عدة أشهر، حيث إنها كانت من أوائل الصحفيين الذين انتقلوا هناك عقب إعادة فتح مكتب قناة الجزيرة في القاهرة، وظلت هناك بضعة أسابيع قبل أن تنتقل إلى العاصمة القطرية الدوحة، كما أنها برزت في تغطية عدة أحداث عالمية، ومن بينها الانتخابات الأمريكية السابقة.

ثلاثة عقود من العمل الإعلامي كانت كفيلة بتخليد اسم واحدة من أبرز مراسلي الوطن العربي والتي ظلت طوال حياتها رمزاً للمهنية والمصداقية قبل أن ينكأ مقتلها الأربعاء جراحاً دامية بشأن استهداف الصحفيين في بؤر النزاعات المسلحة خاصة في فلسطين لتظل قضية وطنها هي مبتدأ حياتها وختامها.