الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

خليفة بن زايد يقود الإمارات إلى «مكانة عالمية مرموقة»

خليفة بن زايد يقود الإمارات إلى «مكانة عالمية مرموقة»

جعل من دولة الإمارات الرقم الصعب عالمياً. (رويترز)

رحل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة -طيب الله ثراه- بعد أن حفر لدولة الإمارات العربية المتحدة مكاناً ومكانة خاصة في الضمير العالمي والساحة الدولية، وأصبحت الإمارات في عهده الذي امتد من 4 نوفمبر 2004 حتى 13 مايو 2022، الرقم الصعب والمرادف الحقيقي لمعاني المبادرة والقيادة على الساحة الدولية، وبات ينظر إلى الإمارات في عهده بأنها منارة العالم، ومحور الاستقرار في المنطقة الخليجية والعربية والشرق أوسطية، فلا يمكن تصور أي مبادة على الساحة الدولية دون أن تشارك فيها وتقودها دولة الإمارات.

رسمت سياساته صورة رائعة عن دولة وشعب الإمارات في كل دول العالم، فأصبح المواطن الإماراتي مرحباً به في كل دول العالم بلا استثناء، وبات جواز السفر الإماراتي الأقوى عالمياً منذ عام 2018 وقبل انتشار جائحة كورونا احتفظ جواز السفر الإماراتي بالمرتبة الأولى عالمياً من حيث القوة حسب التصنيف العالمي على موقع باسبورت إندكس، والذي يتيح لحامله دخول 178 دولة، منها 118 دولة بلا تأشيرة مسبقة، و60 دولة بتأشيرة إلكترونية أو لدى الوصول للمطار.

مسافة واحدة

واستطاع المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد أن يحافظ على نمو وازدهار دولة الإمارات من خلال الحفاظ على «مسافة واحدة» مع مختلف القوى العالمية، فالإمارات من الدول القلائل في العالم التي تحتفظ «بعلاقات استراتيجية» مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، ولهذا استطاعت الإمارات في عهده أن تحافظ على «مساحات الاختلاف والاتفاق» مع مختلف القوى الدولية بين الشرق والغرب، وجمعت علاقة ممتازة مع كافة القوى الدولية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وهو ما صب في النهاية لصالح تعزيز المصالح الإماراتية على الساحة الدولية، وباتت الإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة تتمتع «بالمقبولية الدولية» لذلك تسابق الجميع على دعم أي ترشيح للإمارات على المستويين الإقليمي والدولي

مرادف للسلام

طوال فترة حكم المغفور له رئيس الدولة والتي امتدت لنحو 18 عاماً أصبح اسم الشيخ خليفة ودولة الإمارات العربية المتحدة مرادفاً للسلام على الساحة الدولية، وقاد على الدوام مبادرات ساهمت في «تخفيف التوترات» ونزع «فتيل الأزمات» عل مستوى العالم، وأصبحت الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد محور الاستقرار في العالم من خلال أدواتها المختلفة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، حيث تميزت السياسة الخارجية في عهده على المستوي الدولي بأنها تنطلق من احترام القانون الدولي وميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، وعدم الاصطفاف السياسي إلى جانب هذا أو ذاك.

وتتجلى قيمة هذا التوازن والحكمة في الدعم الكامل وغير المشروط لكل «الحلول السياسية والدبلوماسية» على المستوى الدولي، وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد كان دائماً السلام والاستقرار هو الخيار الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة مع تعزيز مناعة الدول والمجتمعات ضد الحروب والنزاعات، والعمل على بناء قدرات السلام التي تسمح بالتنبؤ بالحروب وإجهاضها قبل أن تندلع.

ورسم المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد منذ اليوم الأول لتوليه الحكم «مقاربة متوازنة» و«معادلة مبدعة» تقوم على تعميق معنى وقيم السلام والاستقرار باعتباره محركاً للتنمية والازدهار الذي حرص صاحب السمو الشيخ خليفة على تعميقه ونشره في كل دول العالم، وباتت تحظى بالدعم والمساندة في ظل التأثير السلبي للصراعات والنزاعات على حياة الجميع دون استثناء، وفي جميع الأزمات الدولية التي عاصرها صاحب السمو الشيخ خليفة كرئيس لدولة الإمارات كان منحازاً بشكل كامل للحلول السياسية والسلمية التي تستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودعم كافة الخيارات التي من شأنها حل الأزمات الدولية في أسرع وقت.



وكانت الإمارات في عهده مستعدة دائماً للعمل مع شركائها في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن على خلق أجواء السلام والحوار تمهيداً لإنهاء الصراعات في العالم، كما تميزت السياسة الإماراتية في عهده بأنها ترفض الاصطفافات السياسية التي تزيد من وتيرة الخلافات والصراعات، والبحث الدائم عن أي مساحة مشتركة يمكن الانطلاق منها لتشجيع جميع الأطراف المتصارعة للجلوس على مائدة المفاوضات وحل الصراع سلمياً

كما قامت السياسة الإماراتية في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد على ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين وقت الحرب، وتجنيبهم أي آثار للصراعات الدولية، ومساعدة الدول للخروج من حالة الحرب وإعادة الإعمار ومساعدة النازحين واللاجئين للعودة إلى ديارهم، بعد توفير الظروف السياسية والاقتصادية والبنية التحتية، ولهذا استمرت الإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد باعتبارها رسالة سلام للآخرين.

وقدم المغفور له الكثير من الوقت والموارد، ليس فقط لإحلال السلام في مناطق النزاعات والحروب، بل لخلق بيئة سلام، وبناء قدرات السلام، والعمل على منع اندلاع النزاعات والحروب قبل وقوعها، وكان من نتيجة ذلك أن أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع 189 دولة حول العالم، ويوجد في الإمارات سفارات لـ110 دول أجنبية، و73 قنصلية، و15 منظمة إقليمية ودولية، وفق بوابة الحكومة الإماراتية.

نجحت الإمارات في عهده في التوصل لاتفاق سلام في 16 سبتمبر عام 2018 بين إريتريا وإثيوبيا بعد أن استمر الصراع لأكثر من عقدين من الزمان وحصد آلاف الأرواح من الطرفين، كما تم انتخاب الإمارات في عهده كعضو غير دائم لمجلس الأمن الدولي خلال عامي 2022 و2023.



وترأست بلاده مجلس الأمن الدولي خلال شهر مارس الماضي في أصعب المراحل التي يمكن أن يمر بها السلام العالمي، وأشاد العالم بحكمة وسياسة صاحب السمو الشيخ خليفة ودولة الإمارات في تعزيز السلم والأمن الدولي من خلال الجهد الإماراتي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية عبر مجلس الأمن، ومن خلال ما تملكه دولة الإمارات من رصيد هائل من الثقة والخبرة والكفاءة السياسية والدبلوماسية، كما تم انتخاب دولة الإمارات لـ3 دورات في المجلس العالمي لحقوق الإنسان بإجمالي 9 سنوات كاملة، بعد أن تم انتخاب الإمارات من جانب 180 دولة لعضوية المجلس العالمي لحقوق الإنسان للأعوام الثلاثة المقبلة من 2022 حتى 2024.

وسبق أن تم انتخابها في 6 سنوات متتالية من بداية 2013 حتى 31 ديسمبر 2018، فصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد هو من أسس «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» والتي ساهمت بشكل فعال في المشاريع الإنسانية المختلفة في أكثر من 40 دولة حول العالم، وأيضاً في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد شاركت نحو 192 دولة في أول معرض لإكسبو في المنطقة العربية والشرق الأوسط وغرب أفريقيا عندما استضافت الإمارات معرض «إكسبو دبي 2022».

الأخوة الإنسانية

تقديراً لجهود المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ودولة الإمارات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير من كل عام «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية» بداية من عام 2021، وذلك بعد نجاح الإمارات في عقد اللقاء الذي جمع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بتاريخ 4 فبراير 2019 في أبوظبي، والذي أسفر عن التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، بحسب البوابة الرسمية للحكومة الإماراتية.

دعم الكوكب

منذ نعومة أظافره، يعرف عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد أنه كان يهتم بالبيئة وأسهم شخصياً في رعاية برامج ومشاريع للمحافظة على البيئة الطبيعية في مناطق الصيد، على رأسها تحرير الصقور بإعادتها إلى بيئتها الطبيعة مع نهاية كل موسم صيد، وأصبحت الإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة «محور التفاعلات الدولية» حول المناخ، لذلك انتخب العالم دولة الإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة لاستضافة الدورة الـ28 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 2023، وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة تعهدت الإمارات بأنها سوف تصل إلى الحياد الكربوني «صفر كربون» عام 2050، وبذلك تكون هي الدولة الأولى في الخليج العربي وغرب آسيا والإقليم العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تستطيع الوصول إلى هذا الهدف الطموح وغير المسبوق.

محاربة الإرهاب

لم تكتف دولة الإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بأنها أصبحت نموذجاً في محاربة الإرهاب والأفكار الظلامية والمتطرفة بل باتت «رأس الحربة» في جميع أنحاء العالم ونموذجاً يقاس عليه في تقديم «استراتيجية كاملة وواضحة» لمحاربة الإرهاب، تبدأ من محاربة الفكر المتطرف و«معركة الأفكار»، ومنع تمويل الجماعات الإرهابية، والمشاركة في كل التحالفات الدولية التي تحارب الإرهاب، ولعل دعم الإمارات لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء بنحو 30 مليون دولار، ومشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة داعش، خير مثال على هذا الدور العالمي لصاحب السمو الشيخ خليفة في محاربة ظاهرة الإرهاب دولياً.