الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

4 سيناريوهات ..خطط كييف لاختراق الحصار الروسي للموانئ

4 سيناريوهات ..خطط كييف لاختراق الحصار الروسي للموانئ

جنود من وزارة الطوارئ في دونيتسك الشعبية ينزعون لغم أوكراني من ميناء ماريوبول. أ ب

تسليح أوكرانيا حتى تتمكن من كسر هذا الحصار بنفسها

إطلاق عملية بحرية دولية تحت إشراف بريطانيا أو»الناتو»

نقل المخزون الأوكراني نحو رومانيا وبيلاروسيا ومنها للعالم
حددت أوكرانيا وحلفائها الغربيين 4 سيناريوهات لكسر الحصار البحري الروسي على الموانئ الأوكرانية، لمنع حدوث أزمة غذاء عالمية، لا سيما فيما يخص الحبوب. وكشف موقع «لوموند» أن الحلول، التي تفكر فيها كييف وحلفاؤها؛ تتنوع بين تسليح أوكرانيا حتى تتمكن من كسر هذا الحصار بنفسها، أوإطلاق عملية بحرية دولية؛ تحت إشراف بريطانيا، أو وصاية حلف «الناتو»، وتوفير ممر بحري تحت مراقبة منظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى نقل المخزون الأوكراني نحو رومانيا، وبولندا، وبيلاروسيا، ومنها إلى العالم.وأورد تقرير الموقع الإلكتروني لـ»لوموند» أن أوكرانيا وحلفاءها يسعون بكل الوسائل إلى كسر الحصار البحري، الذي تفرضه روسيا على البحر الأسود، وأن أحد التحديات يمثل في الحد من مخاطر حدوث أزمة غذاء عالمية، أو حتى مجاعة في بلدان دول العالم النامي الأكثر اعتمادا على صادرات الحبوب من «سلة الخبز» الأوكرانية.

خيار تسليح أوكرانيا

ويكمن الخيار الأول، في تفكير الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض حلفائها، في تسليح أوكرانيا، حتى تكسر هي نفسها الحصار البحري، الذي فرضته روسيا قبل عدة أسابيع من بدء غزوها. وفي هذا الجانب، كانت وكالة «رويترز» قد كشفت أن واشنطن مترددة بين صاروخ «هاربون» الأمريكي، والصاروخ النرويجي المضاد للسفن «نافال سترايك ميسيل».


وفي هذا السياق، قال القبطان المتقاعد من القوات البحرية الأوكرانية، ورئيس ورئيس المعهد الأوكراني للقانون والسلامة في البحر، أندري ريجينكو، إنه «لم يعد لدى أوكرانيا أسطول عامل، ولديها عدد قليل جدا من صواريخ نبتون المضادة للسفن من تصميم أوكرانيا، للقضاء على 30 سفينة حربية روسية قادرة على إطلاق الصواريخ، وإن أفضل حل هو استخدام صواريخ هاربون، أو نافال سترايك ميسيل».


في المقابل قال المحلل البحري والمؤرخ، ألكسندر شيلدون دوبلاكس، إن نشر تلك الصواريخ في أوكرانيا يبدو صعبا، لأسباب تتعلق بتوفر الأنظمة، والتسليم، وتدريب من سيستخدمونها، وأنه في أحسن الأحوال يمكن للمرء أن يتخيل نسخة محمولة على شاحنة من الصاروخ النرويجي المضاد للسفن «نافال سترايك ميسيل»، لكنه يشك في أنه تم إنتاج ما يكفي منها، وأنه يمكن أيضا تخيل تعديل لصواريخ «هاربون» بحر-بحر، لتصبح أرض بحر، لكن ذلك سيتطلب بلا شك، بحسب ألكسندر شيلدون دوبلاكس، أفرادا متقاعدين ومتطوعين أمريكيين.

عملية بحرية دولية

و تجري أيضا مناقشة طريقة العملية العسكرية للحلفاء. وقال دبلوماسي أوكراني إن شحنات المعدات لن تكون كافية لتأمين قوافل تصدير الحبوب، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق عملية بحرية دولية؛ إما تحت إشراف بريطانيا، أو تحت وصاية حلف «الناتو». وبحسب قوله، ستكون مسألة تأمين ممرات ملاحية، تنتطلق من أوديسا، تحت السيطرة الأوكرانية، من أجل ترك المياه التي تسيطر عليها روسيا.

ومع ذلك، فإن هذا الاحتمال يتعارض، بحسب «لوموند»، مع رغبة الغربيين في عدم التورط بشكل مباشر في الصراع. وفي هذا الجانب، قال المحلل البحري والمؤرخ، ألكسندر شيلدون دوبلاكس، إنه يبدو له أن تدخل وحدات «الناتو» لفرض ممر، من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد، وبدلا من ذلك ستكون هناك حاجة إلى ممر تحت مراقبة منظمة «الأمم المتحدة»، لكن إنشاء هذا النظام قد يستغرق، بحسب تصريحاته، وقتا طويلا.

إقرأ أيضاً..روسيا تحظر دخول 154 من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني

خطر الألغام

ومن جانبه، أفاد دبلوماسي فرنسي أنه لا أحد يعرف مواقف روسيا في هذه القضية، وأن الاقترابات إلى السواحل الأوكرانية، بمثابة موضوع تلغيم ضخم، الأمر الذي يتطلب عملية إزالة ألغام، وأن ذلك يظل خيارا نظريا لن يتم قبل ستة أشهر. ومن جهته، رد الدبلوماسي الأوكراني قائلا إنه يجب التوقف عن التفكير في موقف روسيا، وأن يتم التصرف «دون الاستسلام لابتزازها». كما أوضح موقع «لوموند» أنه لا أحد يعرف أيضا كيف سيكون رد فعل تركيا، التي تسيطر على مضايق الوصول إلى البحر الأسود.

وقال القبطان المتقاعد من القوات البحرية الأوكرانية، ورئيس ورئيس المعهد الأوكراني للقانون والسلامة في البحر، أندري ريجينكو، في تصريحات لـ «لوموند»، إن المخاوف من الألغام نتيجة لعملية تضليل روسية؛ تهدف إلى ترهيب شركات النقل المدنية. وأوضح أن أوكرانيا نشرت ألغاما، وأمام الشواطئ التي يمكن استخدامها في عملية إنزال روسي، وأن الألغام لا تعيق حركة المرور إلى الموانئ الأوكرانية، مقترحا أن يتم نشر الأسطول التجاري على طول السواحل، بشرط أن يكون تحت حماية البطاريات المضادة للصواريخ القائمة على السواحل الرومانية والبلغارية.

وفي غضون ذلك، يتم تفضيل خيارات مختلفة أرضية، على الرغم من أن لكل منها نقاط ضعفها، إذ يتم بالفعل نقل جزء صغير من مخزون أوكرانيا عبر نهر الدانوب إلى ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود، وقد وضعت، وفق المصدر نفسه، استثمارات لتطوير قدراتها، لكنها ستظل متواضعة مقارنة بالاحتياجات. كما يمر طريق خروج آخر عبر بولندا، على الجانب الغربي من أوكرانيا، لكن قياسات خطوط السكك الحديدية ليس هو نفسه بين البلدين، الأمر الذي يتطلب عمليات شحن عابرة طويلة ومكلفة على الحدود.ويكمن الاحتمال الأخير في عبور الحبوب الأوكرانية عبر بيلاروسيا، التي تتوافق شبكة سككها الحديدية مع تلك الموجودة في أوكرانيا، باتجاه الموانئ الليتوانية وبحر البلطيق، لكن هذا الخيار المكلف والحساس سياسيا يتضمن التوصل إلى اتفاق مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتبع لفلاديمير بوتين منذ أن سمح للجيش الروسي باستخدام أراضيه لمهاجمة شمال أوكرانيا.