الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

كابول.. يوم الرحيل الكبير

كابول.. يوم الرحيل الكبير

عناصر من حركة طالبان في كابول. (أ ف ب)

احتفل عناصر طالبان وأنصارها الثلاثاء بعد مغادرة آخر الجنود الأمريكيين أفغانستان مطلقين العنان لأبواق عرباتهم في قندهار ومستعرضين قواتهم الخاصة في مطار كابول فيما رفعوا رايات الحركة في كل مكان.



وتدفقت حشود من القرى المجاورة على مهد الحركة بقندهار جنوب البلاد ليل الاثنين الثلاثاء فور إعلان إتمام الانسحاب الأمريكي، وفق مراسل وكالة فرانس برس، فيما ردد الرجال المسلحون الذين يرتدون الزي الأفغاني التقليدي «أفغانستان مقبرة القوى العظمى».

وكتب ماتيو أيكينز، مراسل صحيفة نيويورك تايمز المقيم في أفغانستان، على «تويتر» متحدثاً عن الأجواء في كابول: «السماء هادئة وأستطيع أن أسمع وأرى ما يبدو أنه إطلاق نار احتفالي من طالبان».



وأفادت وكالات أنباء دولية بأن حالة من الهدوء سادت كابول في أعقاب رحيل القوات الأمريكية بعد نحو عقدين من مساندتها للحكومات التي تولت الأمر هناك.

وأعادت بضعة بنوك فتح أكبر فروعها الثلاثاء، بعد مرور أكثر من أسبوعين على فرض طالبان سيطرتها على البلاد، ووقف مئات الأشخاص في طوابير لسحب الأموال.

وفي الشوارع، لا يوجد سوى عدد قليل من عناصر طالبان، الذين يقوم معظمهم بحراسة المباني، ولا سيما المكاتب الحكومية.



وقال أحد سكان منطقة «داشتي بارشي» في غرب كابول، إن المدارس الخاصة والعامة أعادت فتح أبوابها للمرة الأولى منذ أن سيطرت طالبان على السلطة في البلاد في منتصف أغسطس الماضي، موضحاً أن جميع التلاميذ حتى الصف السادس، عادوا إلى المدرسة.



بايدن: أكبر جسر جوي في تاريخ أمريكا



وأقلعت آخر طائرة عسكرية أمريكية قبل دقيقة من منتصف ليل الاثنين /الثلاثاء بالتوقيت المحلي، من العاصمة الأفغانية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين إن الأيام الـ17 الماضية في كابول شهدت قيام القوات الأمريكية بتنفيذ «أكبر جسر جوي في تاريخ الولايات المتحدة»، وفقاً للبيت الأبيض.



وأضاف أنه تم إجلاء «أكثر من 120 ألف مواطن أمريكي ومواطن من حلفائنا وحلفائنا الأفغان للولايات المتحدة»، مضيفاً «الآن انتهى وجودنا العسكري الذي دام 20 عاماً في أفغانستان».

وقال بايدن إن الجسر الجوي «أجلى عشرات الآلاف من الأشخاص أكثر مما كان يتصور أي شخص».

صورة للتاريخ

وفي صورة يرجح أن تأخذ مكانة كبيرة في كتب التاريخ، ظهر الميجر جنرال كريس دوناهو قائد الفرقة 82 المحمولة جواً ذائعة الصيت سائراً وسلاحه في يده، كآخر عسكري أمريكي يستقل الرحلة الأخيرة من أفغانستان قبل دقيقة واحدة من إعلان دقات الساعة حلول منتصف الليل أمس الاثنين.



التُقطت الصورة بجهاز للرؤية الليلية من نافذة جانبية في طائرة النقل سي-17، وتعرض بلونيها الأخضر والأسود صورة غائمة للجنرال وهو يتجه إلى الطائرة الرابضة على المدرج في مطار حامد كرزاي بكابول، ونشرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بعد ساعات من إنهاء الولايات المتحدة وجودها العسكري الذي دام 20 عاماً في أفغانستان.

وكان هناك أكثر من 100 ألف فرد من القوات الدولية منتشرين داخل أفغانستان في بعض الأحيان، وسجلت الولايات المتحدة أكبر خسائر من بين جميع الدول التى أرسلت قوات إلى هناك، حيث لقي أكثر من 2460 جندياً أمريكياً حتفهم خلال أطول حرب خاضتها البلاد.



عتاد الأمريكيين

وداخل حرم مطار كابول، بقيت عشرات الطائرات والمروحيات التي منحتها واشنطن للجيش الأفغاني، فارغة بعدما أعطبتها القوات الأمريكية قبل انسحابها.



وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحفي إن قواته «نزعت سلاح» حوالي 73 طائرة وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى.

وأكد أن «هذه الطائرات لن تحلّق مرة أخرى» مضيفاً «لن يتمكّن أحد من استخدامها»، وحُطّمت نوافذ قمرات القيادة في الطائرات وثُقبت إطاراتها.



وعطّل الجيش الأمريكي أيضاً 70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام - تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار - و27 مركبة هامفي مدرّعة خفيفة، في ختام جسر جوي أقيم على مدى أسبوعين وسمح بإجلاء حوالي 123 ألف شخص من البلاد، معظمهم أفغان.



ودمّرت الولايات المتحدة أيضاً منظومة دفاع صاروخية من طراز «سي-رام» نُصبت لحماية مطار كابول، وهي المنظومة التي اعترضت الاثنين خمس هجمات صاروخية شنّها تنظيم داعش على المطار.

وأوضح الجنرال ماكنزي أن «تفكيك هذه الأنظمة إجراء معقّد ويستغرق وقتاً طويلاً، لذلك قمنا بنزع سلاحها حتى لا يتمّ استخدامها مرة أخرى».



بدوره، قال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون «الشيء الوحيد الذي تركناه قابلاً للتشغيل هما عربتا إطفاء وبعض الرافعات الشوكية، بحيث يمكن للمطار نفسه أن يظل أكثر فاعلية في المستقبل».

إلى ذلك، أقر البنتاغون الاثنين بأنه لم يتمكن من إخراج العدد الذي كان يرغب به من الأشخاص من أفغانستان، فيما تم الانسحاب بشكل طارئ لأن واشنطن لم تتوقع انهيار الجيش والحكومة الأفغانيين بهذه السرعة ووصول طالبان إلى السلطة بعد استيلائها على كل المدن الكبرى في عشرة أيام.