الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«عام الفواكه».. كيف تسعى الأمم المتحدة لدعم السلم عبر الغذاء؟

«تركز الحكومات المهتمة بالأمن الغذائي والتوازن التجاري والمخاوف الجيوسياسية قدراً كبيراً من الاهتمام على المحاصيل الأساسية والسلع المخصصة للتصدير وتكرس اهتماماً أقل بكثير فيما يخص الفواكه والخضراوات»، تسلط هذه الفقرة من تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة العام الجاري، الضوء على أحد التحديات التي تواجه زراعة الخضراوات والفواكه وضمان إمداداتها عالمياً كإحدى أهم وسائل مكافحة الجوع وضمان الصحة وحتى حفظ السلم العالمي.

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021 عاماً دولياً للفواكه والخضراوات، بهدف التوعية بالمنافع الجمة الناتجة عن توفر واستهلاك هذه المنتجات الطبيعية ليس فقط على التغذية، بل وحتى على ضمان استقرار العالم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصاً في ظل ما يصفه البنك الدولي بـ«الاتجاه المتصاعد للجوع العالمي» منذ عام 2014، والذي فاقمته عوامل مثل المناخ والصراعات والآفات إضافة إلى تداعيات جائحة «كوفيد-19».

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى الفاتورة العالية التي تتكبدها الدول والشعوب نتيجة نقص تناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات، حيث يمثل هذا العامل السبب وراء 14% من الوفيات الناجمة عن سرطان المعدة والأمعاء عالمياً، و11% من الوفيات بسبب مرض القلب الإقفاري، و9% من الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية، فيما توصي المنظمة باستهلاك ما لا يقل عن 400 غرام من الفواكه والخضراوات يومياً.


وسبق للأمم المتحدة أن قادت مبادرات عديدة من أجل لفت الانتباه العالمي لأهمية زراعة الخضراوات والفواكه، من إعلان روما 2014، إلى عقد الأمم المتحدة بشأن الزراعة الأسرية 2019-2028 وغيرها.


وحسب المعطيات الأممية، فإن إنتاج الفواكه والخضراوات يتم في نطاق محدود عالمياً، ويواجه المنتجون صعوبات جمة تستدعي السعي أكثر لتوفير التكنولوجيا اللازمة في جميع مراحل سلسلة الإمداد من الإنتاج وحتى الاستهلاك.

ويلفت تقرير «السنة الدولية للخضراوات والفواكه» إلى أن النساء يستحوذن على حصة كبيرة من عملية إنتاج المنتجات الطازجة في العالم وغالباً ما يكن مسؤولات عن الحصاد والتسويق والتجهيز، فيما يعانين من مشاكل تتعلق أساساً بتملك الأراضي، والحصول على التمويلات، وتواجه العاملات منهن صعوبات مثل ضآلة الأجور والمعاملة اللائقة من طرف المشغلين.

ويشير التقرير إلى أن القيمة السوقية العالية لقطاع الفواكه والخضراوات وإمكانات الابتكار فيه، تتيح فرصاً مهمة لإشراك الشباب حول العالم في عمليات الإنتاج والتسويق وسلاسل الإمداد من أجل خفض نسب البطالة ودعم السلم الاجتماعي.

وفيما يخص الاستهلاك العالمي، يظهر التقرير عدم وجود صلة وثيقة بين مستويات الدخل واستهلاك الفواكه والخضراوات، إذ يستهلك الناس في منطقتي أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية مرتفعتي الدخل نصف الكميات المثالية فقط، بينما يستهلك سكان شمال أفريقيا والشرق الأوسط كميات أكبر على الرغم من انخفاض الدخل.

ومن حيث الإنتاج العالمي، شهد عام 2018، إنتاج 868 مليون طن من الفواكه، و1089 مليون طن من الخضراوات، وتصدر الموز والحمضيات والبطيخ والتفاح والعنب قائمة الفواكه، فيما كانت الطماطم والبصليات المتنوعة، وأنواع الكرنب والخيار الأولى في لائحة الخضراوات.

ويمثل شرق آسيا المنطقة الرئيسية لإنتاج الفواكه والخضراوات يليه جنوب آسيا وتأتي بعد ذلك مناطق أمريكا الجنوبية وأوروبا الجنوبية وجنوب شرق آسيا.